ان إعطاء معلومات عن الحياة العامة أو الجنس لأولادنا في المدارس شيء مفيد، ولكن يجب أن يكون في الصورة المناسبة والتي لاتخرج عن قيمنا الدينية والأخلاقية حتي لاتكون مثيرة للنشء والشباب وتأتي بآثار عكسية قد لايحمد عقباها
المعلومة، واكتساب الخبرة تكون في مرحلة الطفولة المتأخرة والتي تتراوح ما بين سن التاسعة إلي الثانية عشرة من عمر الطفل، ففي هذه المرحلة العمرية يستطيع الطفل التمييز بين الصواب والخطأ، ويكون الطفل قد اكتسب فيها مباديء الدين من خلال الأسرة والمدرسة والمجتمع، ومن خلال ذلك يصبح لديه الذات العليا الإنسانية التي تعرف بالضمير الإنساني، فيخشي الخطأ من زلات اللسان والكذب، ويعي الصواب من الخطأ، ومن هنا نستطيع أن نعطي له بعض المعلومات الأولية عن التطور الإنساني واختلاف الجنس بما لايخدش الحياء، بوسائل تبرير وتفسير من خلال الأسرة والمدرسة، وتكون المواجهة والمصارحة والمكاشفة بما لاتجعله مترددا أو خائفا أو تنتابه الرهبة من مجرد ذكر كلمة الجنس أمامه.ونوصي الأسرة بأن تقدم المعلومة للطفل من خلال 'المجهر الأسري' أي المتابعة الأسرية.
ولابد من تنمية الوعي الصحي النفسي الاجتماعي لأبنائنا في مرحلة الطفولة المتأخرة بوسائل إشارية وتوضيحية، حتي لايصدم في مرحلة المراهقة التي تلي مرحلة الطفولة المتأخرة، ويصبح لديه تمهيد قبل مرحلة النضج لكثير من التطور الهرموني والبيولوجي المصاحب بالتغيير الجسماني له.
الثقافة الجنسيةوتقول د. سعدية بهادر رئيس مجلس إدارة جمعية أحباء الطفولة: اعتقد أن تدريس الجنس في المدارس يعتبر ضرورة في الأونة الأخيرة، حيث اننا نعيش في عالم مفتوح السموات، وفي قرية صغيرة بالنسبة للعالم المحيط بنا، والطفل يشاهد ويسمع كل شيء وكل ما يتعلق بالجنس من خلال وسائل الإعلام وبالتحديد من التليفزيون الذي ينقل له أي معلومة بلمسة واحدة من اصبعه.
وثقافتنا العربية والدينية والخلقية تعتبر الجنس نوعا من 'التابو'، بالنسبة لنا ونحن نعرف جيدا أن كل ما يراه الأطفال ممنوعا يصبح لديهم 'مرغوبا'، فالطفل دائم البحث عن الغريب والمجهول، وكله شوق لمعرفته وبدلا من أن نتركه يكتشف الجنس من خلال ثقافات غريبة وجنس مشوه من خلال الإنترنت وما أكثر مواقعه عليها، فإن من واجبنا إرشاده وتوعيته بالأسلوب العلمي الصحيح.. الذي يتماشي مع عاداتنا وتقاليدنا وديننا.. وأجد أن من الضروري البدء في تدريس الجنس قبل بداية مرحلة البلوغ بالنسبة للطفلة الانثي من عمر تسع سنوات، أما بالنسبة للطفل الذكر فيفضل أن يبدأ من عمر الحادية عشرة، وذلك بتعريفهم بخصائص نموهم وما يحدث بداخلهم من تغييرات فسيولوجية وجسمانية تؤهلهم وتعدهم للنضج الجسمي، الذي يهيئهم في المستقبل للزواج الناجح.
وتدريس الجنس بهذه الطريقة العلمية المنضبطة يساعد علي إنجاح زيجات كثيرة، نسمع عن فشل الكثير من العلاقات الزوجية في بداية الزواج بسبب المشاكل الجنسية، وهذا يؤكد رد فعل مباشر لمعلوماتهم الخاطئة أو المشوشة عن الجنس.. والمشاكل الجنسية أحد عوامل الطلاق المبكر في مجتمعنا والتي بلغت نسبتها 40 % بين الشباب، لأن معظم مصادرهم في تعلم الجنس للأسف نابعة من أفلام السينما أو الصور.
إن تدريس الجنس في المدارس ضرورة، يجب أن يقوم بها المتخصصون في علم الفسيولوجي 'علم وظائف الأعضاء' والبيولوجي 'علم الأحياء' والسيكولوجي 'علم النفس' حتي يمكن أن نؤهل شبابنا لحياة خالية من المشاكل التي تنتج عن الجهل الجنسي.
هل تؤيد تدريس مادة التربية الجنسية في المدارس ام لا؟