الأحلام هدايا ليلية تحذر الانسان من المخاطر



بإمكان المرء الاعتماد على القوة الخفية للاحلام كمصدر حكمة انقذ حياةعددٍ لا حصر له من الاشخاص.«ريتا دواير» عملت خلال الستينيات كعالمة كيمياء فيواشنطن دي سي وكانت تجري ابحاثا في وقود الصواريخ في مرحلة سباق الفضاء.واثناءانشغالها بتلك الابحاث رأى زميل لها حلما انقذ حياتها فقد حلم بمزيج وقود متطايرينفجر ويغلف جسدها باللهب.لكن زميلها «ايد بتلر» عرف جيدا ما ينبغي فعله لانه حلمبالحادث بالتفاصيل الحية عدة مرات في السابق.وتقول دواير انها مقتنعة بانها لا تزالعلى قيد الحياة بسبب تكرر الحلم او بروفاته كما يحب زميلها ان يسميها.وتضيف انهامنذ ذلك الوقت وهي تسعى الى فهم تلك الهدايا الليلية الرائعة على حد وصفها والتيتعطى لنا للاستفادة منها.

وقد ساعدت دوايرفي تأسيس جمعية دراسة الاحلام وطورت نظاما خاصا بها لتفسيرها.وتشرح دواير باننانتلقى ارشاداً ربانياً من الاحلام او بالاحرى من القصص التي نراها في المنام وتنصحكل من يهدف الى تعلم تفسير الاحلام الى البدء بتحديد المثل والقيم الروحانية التييستند اليها وفي حالتها مثلا التزمت بتعليمات النصوص القدسية والكنيسة الكاثوليكيةلكنها تنبه الى ان ذلك ينطبق على مختلف الاديان السماوية.

وبعد ذلك ينبغيعلى حد قولها تقييم طاقة الحلم فكلما كانت اعلى كلما قوي الانطباع الذي يتركه فيالنفس بعد الاستيقاظ من النوم، وكلما كبرت معانيه.

والرموز المختلفة فيالاحلام يمكن ان تعني اموراً مختلفة ولذلك من المهم على حد قولها ان نبحث عن كيفيةشعورنا بالاشياء وليس كيفية ظهورها في الحلم.

وتقول دواير انه علينا اننتذكر بان تلك الرسائل الليلية التي نتلقاها من الرب ليست احيانا ما نريد ان نسمعولكنها بالتحديد ما نحتاج ان نسمعه.

وتقول دواير ان تلك الاحلام التنبيهيةتحتوي على اهم الدروس والتحذيرات القيمة.

وهناك حكايات عدة تثبت ان للاحلامالقدرة على انقاذ حياة الشخص. ففي العام 1989 بدأت نادلة المطعم تريسي تريت ترى فيمنامها احلاما مقلقة تتمحور حول كلب احمر شرس يدخل المطعم الذي تعمل به بمنطقةمونتجمري ـ الاباما. ولم يكن لدى تريسي ادنى فكرة عن السبب الذي جعلها تفزع من تلكالاحلام المتكررة.

ولكنها عرفت ان الكلب خطر ويريد عضها بمجرد حملها لصحنمن جوانح الدجاج. واستمرت الاحلام على مدى ستة اسابيع الى ان دخل المطعم في يوم مارجل احمر الشعر ممتليء البنية وجلس على الطاولة بالقرب من جهاز دفع النقود وطلباجنحة دجاج.

وتقول تريسي انها عندما نظرت الى الرجل انتابها الشعور نفسهالذي راودها في الحلم فاخبرت زميلتها بانه الكلب الذي تراه في احلامها فادركتالاخيرة ما تقصده.

وكنتيجة لذلك التحذير عندما قام الغريب باستخراج مسدسكان يخفيه في ملابسه وحاول الامساك بذراع تريسي كانت الاخيرة مستعدة له وطاحتبمسدسه بمضرب كانت تضعه اسفل الطاولة. وقد ادين المجرم بجريمة السطو المسلح.

ومن القصص الغريبة الاخرى هي تلك التي يرويها ألبرت كاهو واثناء عمله كسائقلنقل سيارات التأجير من وكالة لاخرى في شارع شبه مهجور قريب من طريق نيومكسيكوالسريع كان يرى بصورة اسبوعية على امتداد العام 1998 الحلم نفسه وهو ارنب ضخمباسنان تشبه الاسلاك الشائكة يقف في منتصف الشارع ويجر مدفعا ملتهبا بسلسلة وكانيرى خلفه جبلين غريبي الشكل.

وفي ليلة الثاني عشر من نوفمبر فوجيء كاهوبرؤية هذين الجبلين يظهران في ضوء القمر امامه، فأبطأ من سرعة السيارة بشكل مفاجيءولاحظ في الوقت المناسب وجود سيارة معطلة واقفة في عرض الشارع بدون اضواء. وعلمكاهو بعد ذلك ان سائقاً مشتت الذهن ضل طريقه في الصحراء وكان يقود سيارة موديل «فيـ دبليو ـ ارنب».

ويعلق كاهو انه لم يتمكن من تفادي السيارة في الوقتالمناسب فحسب ولكنه استدعى الشرطة الذين تمكنوا من العثور على الرجل الضائع. وبذلكفان حلمه انقذ حياتين على حد قوله.اما مدرب الغوص لويس مالدونادو فقد حلم ثلاث مراتبوضوح شديد بامرأة شقراء تغرق بالقرب من سلسلة صخور مرجانية.

وبعد اسبوعينمن المرة الاخيرة التي رأى فيها الحلم اي في يونيو 2002 لاحظ وجها مألوفا بين طلبتهاثناء دورة تدريبية للغوص نظمت في عطلة نهاية الاسبوع. ويقول ان الامر استغرقه وهلةولكنه ادرك بعدها انها المرأة التي يراها في احلامه، فحينما كانت تسبح في الماءيتبعها شعرها الطويل بالطريقة نفسها التي رآها سابقاً.

وبسبب ذلك التحذيرحرص على ان يكون هو أو احد مساعديه على مقربة من المرأة في كل دقيقة امضتها تحتالماء. وعندما اشتبكت معدات الغوص الخاصة بالمرأة اسفل حطام سفينة على عمق 120 قدماوتمزق خرطومها تمكن من الوصول اليها بسرعة وشاركها خرطوم التنفس الذي يوضع بالفم. وهدأ من روعها الى ان وصلت الى السطح بسلام.ويعلق بأنه لا يدري كيف تمكن من رؤية مارآه في الحلم ولكنه حمد ربه انه لم يضطر الى رؤيته في الحياة الحقيقية.