[ الفتاة والإغراء ]
في محل لبيع الحلوى ..
صاحت الفتاة الصغيرة ..
ماما أريد علبة الشكولاتة هذه ! ..
قالت لها أمها :
ولماذا أخترت هذه العلبة بالذات ؟! ..
أجابت الفتاة :
الصورة التي عليها رائعة الجمال يا أمي ! ..
نهرتها أمها قائلة :
وهل تأكلين العلبة ..
أم الشكولاته التي في داخلها ؟! .
هذا الحوار القصير ..
مثل واضح بسيط ..
يكشف لنا اندفاع الفتاة الصغيرة ..
في أختيار علبة الحلوى .. دون غيرها ..
للصورة الجميلة التي طبعت على غلافها .
وهذا يشبه إندفاع الفتاة ..
التي تتعلق بشاب أعجبها كلامه الحلو ..
أو ابتسامته الجميلة ..
أو نظرته التي تأسر القلوب أسراً ..
فلا تريد الزواج إلا منه ..
وترفض من يتقدم إلى خطبتها عن طريق أهلها ..
متصورة أن سعادتها لن تتحقق ..
إلا بالزواج من ذلك الذي أعجبها كلامه ..
أو ابتسامته أو نظرته .
إنها لا تختلف كثيراً عن الفتاة الصغيرة ..
التي لم تهتم بطعم الشكولاته ..
ولا بالمواد التي صنعت منها ..
ولا بالمصنع الذي صنعها ..
وإنما اهتمت بالصورة التي طبعت على العلبة ..
التي وضعت فيها الشكولاته .
وهكذا حال الفتاة ..
التي تنخدع بكلمات ناعمة رقيقة ..
يسمعها إياها شاب عبر سماعة الهاتف ..
أو نظرات من عيون جميلة لشاب آخر ..
أو ابتسامة ساحرة لشاب ثالث ..
تحس الفتاة أنها لن تعرف غيره بعد الزواج ! .
لن تنفعها الابتسامة ..
ولا تلك النظرات ..
ولا هاتيك الكلمات ..
حين تكشف بعد الزواج غلظة طبعه ..
أو سلاطة لسانه ..
أو سوء معشره ..
أو شدة بخله ..
أو ضعف مروءته .
لن تخفف من سلاطة لسانه ..
كلماته الجميلة ..
التي كانت تسمعها منه ..
حتى ولو سجلتها على الشريط ..
وظلت تسمعها طوال النهار .
ولن تخفف من غلظة طبعه وقسوة نظراته ..
التي كانت تأسرها أيام حبها له قبل الزواج ..
وحتى لو ظلت تشاهد شريط فيديو ..
سجلت عليه نظراته تلك .
ولن يخفف من سوء معشرة ..
ما كان يبديه من رفق وحنان قبل الزواج ..
وحتى لو استرجعتها ذاكرتها ..
وحاولت أن تتخيلها ..
وكأنهما " أي الرفق والحنان "
مازالا معها الآن .
ماذا ينفعها إذن ؟! ..
ينفعها أن تحسن الاختيار قبل الزواج ..
ولن تحسن الاختيار ..
إذا ألغت عقلها وأطلقت عاطفتها .
لن تحسن الاختيار ..
إذا غرتها بعض مظاهر الشباب ..
التي لا تكشف حقيقته ..
ولن تحسن الاختيار ..
إذا لم تشرك معها أهلها في السؤال عنه ..
عن أخلاقه وطبعه ..
وتفكيره وأسلوب حياته .
يسألون زملاءه في العمل ..
رفاقه في الحياة .. وأسرته وأهله ..
سيجدون من يقول لهم :
لا تغرنكم ابتسامته الجميلة ..
أو من يقول :
لا تخدعنكم هداياه الجميلة التي يحضرها لكم ..
فهو إنسان مختلس .. ويأكل حقوق الناس .
أجل أيتها الإبنة المقبلة على الزواج ..
لا تنخدعي بهذه المظاهر ..
فقد تخفي وراءها أخلاقاً سيئة ..
أو طباعاً منفره .
وما أبلغ تلك الكلمات ..
التي قالتها إحدى السيدات في زوجها الذي انفصلت عنه :
[[ لقد أحببت ابتسامته الجميلة .. وأخطأت حين تزوجته كله ]] .
.
(( الصنوق الأسود ))