الإرهابيون بادروا بإطلاق النار على قوات الأمن
مصرع 3 إرهابيين وإصابة 25 رجل أمن في مداهمة لمطلوبين في "الرس"
إنقاذ 94 تلميذة و13 معلمة احتجزن 10 ساعات في المدرسة المجاورة للموقع
أب يحتضن ابنتيه اللتين كانتا محتجزتين في مدرستهما
مواطنون تجمعوا قرب موقع المداهمة
القصيم: الرياض: ناصر الرشيدي، عايض المطيري، حمود الفهيدي، علي اليامي، محمد الريس، سمر المقرن
لقي 3 إرهابيين مصرعهم وأصيب حوالي 25 رجل أمن أمس في مداهمة لمطلوبين أمنياً في محافظة "الرس" بمنطقة القصيم، فيما نجحت قوات الأمن في إنقاذ 94 تلميذة و13 معلمة احتجزن في المدرسة 25 الابتدائية المجاورة للمنزل أثناء المداهمة، حيث تمكن رجال القوات الخاصة من استخدام الجرافات لفتح ممر بسور المدرسة ونقل التلميذات والمعلمات في باصات تابعة لإدارة التعليم في الرس بعد أن احتجزن داخل المدرسة حوالي 10 ساعات.
وكانت الأجهزة الأمنية في القصيم قد داهمت منزلا بحي الجوازات بمحافظة الرس (90 كلم) جنوب غرب مدينة بريدة في الثامنة من صباح أمس، بعد ورود معلومات عن وجود مطلوبين بداخله، وتمت محاصرة المنزل وتوجيه نداءات عبر الميكروفون للمتحصنين بداخله إلا أنهم بادروا بإطلاق النار على رجال الأمن، واستمر تبادل إطلاق النار بين الجانبين حتى مثول الصحيفة للطبع.
وتمكنت قوات الأمن من قتل 3 إرهابيين، فيما حاول بعض المطلوبين الفرار من الموقع وتمت محاصرتهم وتطويق كافة الطرق المؤدية إلى موقع المداهمة.
واحتجزت 94 تلميذة و13 معلمة بالمدرسة 25 الابتدائية المجاورة للمنزل المداهم، حيث صعد رجال الأمن إلى سطح المدرسة لمنع الإرهابيين من محاولة التسلل إلى داخل المدرسة، ونجحوا في تأمين الماء والطعام للتلميذات والمدرسات اللاتي استمر احتجازهن منذ بدء المداهمة في الثامنة صباحاً وحتى تم تحريرهن بعد صلاة مغرب أمس.
واحتشد آباء وأولياء أمور الطالبات والمعلمات حول الموقع لمعرفة مصير بناتهم وزوجاتهم إلا أن رجال الأمن منعوا وصول العائلات إلى مقر المدرسة خوفاً من تعرض المواطنين لأي أذى.
وأكد مدير تعليم البنات بمدينة الرس محمد صالح الغفيلي أن حالة الطالبات خلال فترة احتجازهن كانت مطمئنة للغاية بعد أن تمكنت مديرة المدرسة ومساعدتها ومعلماتها من السيطرة عليهن والحد من تسلل الفزع إلى قلوب التلميذات جراء احتجازهن، وقال الغفيلي لـ"الوطن" إن إدارة التعليم بدأت بمتابعة الحدث منذ الثامنة صباحاً وكانت على اتصال مستمر مع مديرة المدرسة لنقل التوجيهات التي تسعى إلى سلامة الطالبات، وأضاف أن الأهالي كانوا على ثقة كبيرة برجال الأمن وهذا ما زاد من هدوء الموقف، وأدى طالبات ومعلمات المدرسة صلاتي الظهر والعصر داخل المدرسة أثناء الحصار بعد تناول الجميع طعام الغداء، وقد هاتفت "الوطن" المعلمة فوزية الحميد أثناء فترة احتجازهن والتي وصفت وضع الطالبات بأنه جيد جداً رغم القلق والخوف الذي انتابهن، وتلقت التلميذات العديد من الاتصالات الهاتفية من أولياء أمورهن للاطمئنان عليهن.
وأكد المتحدث الرسمي لوزارة الداخلية العميد منصور التركي أن سبب تأخر إنهاء العملية يعود إلى إطلاق الإرهابيين نيرانهم بكثافة جوار المدرسة الابتدائية التي تم تأمينها والمواقع القريبة منها حفاظاً على سلامة الطالبات والمعلمات والمواطنين وأولياء الأمور الذين تجمهروا بأعداد كبيرة قرب الموقع لمعرفة مصير بناتهم وزوجاتهم.
وأشار التركي لـ"الوطن" إلى أن الإرهابيين استخدموا أسلحة متنوعة وأطلقوا النار بكثافة وتصدى لهم رجال الأمن وردوا عليهم بالمثل.
إلى ذلك ذكر شهود عيان أن رجال الأمن قصفوا المبنى الذي يؤوي الإرهابيين بسلاح من نوع "آر بي جي"مما أدى إلى مقتل 3 منهم وهروب البقية إلى منزل مجاور تحت الإنشاء إلا أن الإرهابيين استمروا في إطلاق وخفت حدة إطلاق النار بين الإرهابيين ورجال الأمن قبيل مغرب يوم أمس الأمر الذي سارع خلاله رجال الأمن إلى إخلاء المدرسة وزاد تبادل إطلاق النار منذ الساعة الثامنة من مساء يوم أمس حتى الساعات الأولى من صباح اليوم وتضاربت الأنباء حول ما إذا كان الإرهابيون يحتجزون طفلة برفقة خادمتها" إلا أن الأجهزة الأمنية لم تؤكد ذلك وكان الإرهابيون قد قاموا بإتلاف كشافات إنارة موضوعة على سيارات تابعة للدفاع المدني التي استعانت بها الجهات الأمنية لإضاءة الموقع الذي يقع فيه المنزل ويغطيه الظلام مما جعل جهات الاختصاص تستعين بإضاءة أخرى من البلديات والمؤسسات المدنية.
* تواجد بالموقع مدير شرطة منطقة القصيم اللواء خالد عباس الطيب ونائب مدير شرطة منطقة القصيم اللواء عبدالقادر طلحة وجميع مديري القطاعات الأمنية بمنطقة القصيم.
* وصلت فرق أمنية لمساندة قوة الطوارئ بمنطقة القصيم من الرياض والمدينة المنورة بواسطة طائرات مروحية.
* تم إعطاب ثلاث سيارات من قوة الطوارئ الخاصة بالقصيم وهي سيارتان من نوع جيب باجيرو ومدرعة.
سكان الحي: شخص يدعى السبيعي استأجر المنزل قبل شهرين
ذكر سكان حي الجوازات أن المنزل الذي تمت مداهمته هو عبارة عن 4وحدات سكنية متجاورة إحداها تم تأجيرها من قبل صاحب العقار لشخص يدعى السبيعي وصل للحي قبل شهرين وبرفقته عائلة وأطفال ويدعي أنه أحد أفراد الأمن بالرس وكان وضعه طبيعياً جداً وملتزماً بالصلاة برفقة أطفاله، وأضافوا: فوجئنا صباح أمس بأن المنزل تمت مداهمته من قوات الأمن الخاصة.
محافظة الرس في سطور
موقع الرس:
في الجهة الغربية الجنوبية من منطقة القصيم ويتبعها أكثر من 400 قرية وهجرة معروفة . وهي المدينة الثالثة في منطقة القصيم، وتقع على دائرة عرض 25-52 وخط طول 43-31 وتبعد عن بريدة 90كيلو متراً وعن الرياض 400 كيلو متر، وعن المدينة المنورة 450 كيلو متراً وعن مكة المكرمة 800 كيلو متر.
والرس تعتبر حاليا مركز تجاريا هاما في منطقة القصيم لوجود البادية في أسواقها المنوعة
المواقع الأثرية:
حسو المروى - الجندل -مقصورة باب الأمير - المراغة -مقبرة الشهدا-برج الشنانة -آثار الجندلية -آثار البطاح-عبيل الماء -عبيل المرو -شعيب الحرمل -آثار الرويضة - آثار بهجة -آثار الرسيس.
المنشآت الهامة:
- كلية المعلمين - كلية التربية للبنات - كلية العلوم الصحية - المعهد التجاري - مركز التدريب المهني - المعهد العلمي - المنطقة الصناعة.
خطة استبدال الجرافة بثلاث حافلات أخلت الطالبات وبدأ إخلاء السكان تحت الظلام
قتلى وجرحى في عملية الرس وحماية الأرواح وترسانة أسلحة الإرهابيين أخرتا الحسم
جموع من المواطنين و المقيمين على مشارف حي موقع المواجهات
القصيم, الرس: عايض المطيري, ناصر الرشيد
خاضت قوات الأمن السعودي أمس ملحمة أمنية هي الأطول في منطقة القصيم وتحديداً في محافظة الرس. سقط خلالها 3 قتلى من الإرهابيين وأصيب أكثر من 30 رجل أمن فقد طوقت القوات بمختلف أفرعها منزلاً أو اثنين في حي الجوازات تحصن فيهما الإرهابيون من أفراد الفئة الضالة مستغلين قرب الموقع من المدرسة الـ25 التي تضم نحو
94 طالبة و13 معلمة, احتجزن داخلها منذ الصباح حتى السابعة مساء. وتمكن أفراد الأمن من تجهيز 3 حافلات نجحت في دخول المدرسة وسط غطاء أمني مكثف لإخراج الطالبات والمعلمات المحتجزات.
وفيما استخدمت قوات الأمن الأسلحة والتقنيات الحديثة كافة تجمع أهالي الطالبات وغيرهم من سكان حي الجوازات لمتابعة المداهمة التي امتدت من الثامنة من صباح أمس حت الساعات الأولى من صباح اليوم. واستعان الأمن بالحافلات بالتنسيق مع مدير تعليم الرس الذي رافق محرر "الوطن" في دخول المدرسة وهو الخيار الذي استقر عليه الأمن بدلاً من الاستعانة بجرافة لهدم جزء من السور. ولوحظ مساءً وبحلول الظلام تنقل الإرهابيين من المنزل الذي اختبأوا فيه إلى منزل مجاور تحت الإنشاء انطلقت منه كميات كبيرة من الرصاص الأمر الذي يرجح استخدامه من قبل الإرهابيين كمخزن كبير للأسلحة.