بدايه الهدايه:
ولكن كانت البرامج تجري امامي على الشاشه وانا انظر بلا اذن واسمع بلا عقل ولكن صمتهم المفاجأ من حولي جعلني انتبه للشاشه .. شاب يتحدث .. إلتفت الى جارتي وسألتها من هذا الرجل ؟.. قالت: الداعيه(عمرو خالد) يتكلم عن الدين .. وفي راسي سقطت الفكره بسرعه ... أنا مالي وما الدين ... وأي دين هذا ؟ أنا اريد أن انهي هذه الجلسه الفاتره لأنهل من البحر الدافىء ... ولكن الترجمه الانكليزيه للكلمات صفعتني هذا الشاب يتحدث عن العفه .. العفه.. وما هذا؟ كلمات جديده ... غريبه لها وقع شاذ على أذني .. ما الذي دفعني ان الملم ثيابي حولي وكأني عاريه وهو يراني ؟؟ لست ادري وجت انفاسي تتلاحق وقلبي تضطرب دقاته ... العفه ... معنى لم اسمع بهمن قبل ولكنه جميل ... نظيف ... طاهر ... برىء... وانا لست كذلك ... انا لست عفيفه ... بل انا قذره ملوثه .. حاولت ان انفض راسي واستأذن وأهرب ولكن شيء ما سمرني في مقعدي .. شيء ما جعلني اسمع حتى النهايه .. وابكي وابكي ويعلو صوت بكائي .. ونحيبي ولم اعد اشعر بشيء ولا بأحد .. انا قذره عاصيه بلا دين ولا هويه ... انا جسد ممتهن لا عفه له ولا شرف انا سأحرق في النار ... لن ينفعني جمالي ولن يقبلني الله به ... الله ... لماذا لم اتذوق طعم الكلمه من قبل ؟!... وان لها معاني عميقه قويه على اللسان وفي الاذن وعلى القلب.
لم اعد ادري كيف وصلت الى منزلي ولا من الذي كان هناك ... انا اذكر فقط جلوسي امام شاشه الكمبيوتر... كنت قد التقطت عنوان الموقع الداعيه .. ودخلت اليه... وظللت احاول القراءه ولكن الحروف خانتني فكتبت اليه (اخي الاكبر) اول رساله في حياتي اسال فيها عن الله؟ وعن الدين ؟ وعن حياتي ؟... وبكل خجل اسال هل من الممكن ان يتقبلني الله واكون مسلمه .. تصورت انه لن يرد فقد صارحته بكلمات قليله بحقيقتي وقلت في نفسي سيحرقني ويتقزز مني ولو وصلتني اجابه ستكون : من فضلك لا تراسلينا ثانيه .. ولكنه رد على واكثر من ذلك.
اريد ان اجد ما اعبر به لقد قال لي : إن الله ليقبلني .. بل وممكن ان افوز بالجنه واصبح مسلمه طاهره عفيفه وقال لي : ان هذه ليست مجامله من عنده بل ايه في القران : معناها لا تقنتوا ولا تياسوا من رحمه الله وبكيت ... واصبحت دموعي هي سلاحي وتوبتي وندمي ... تمنيت ان اظل ابكي حتى اغتسل واتطهر حتى اسمع هاتف السماء يقول لي: قد قبلناك.
اصبح الكمبيوتر صديقي ورفيقي ورسائلي الى الموقعك عوني وذخيري وحين حصلت على الرقم هاتفك كانت اول مره في حياتي اسمع من يبدأني بالسلام عليكم ويحييني ويرحب بي لم اكن اعرف عن ديني كل هذه الرقه وحسن المعامله اشعرتني زوجتك اني شخصيه هامه جدا وانكما كنتما تنتظران مكالمتي .. انا ... بعد كل ما كان منى .. وقبل ان تناولك زوجتك السماعه كانت كل جوارحي قد هدأت وانفك تلعثم لساني ووصلتني اشرطه قران .. وظللت اسمعها واسمعها واترك صوت القارىء يصرع في زوايا روحي .. اعترف من هذا المنهل الذي لا ينضب وتجتاحني السكينه والسعاده.
الصلاه مناجاه:
وبدأت أحفظ القران لأول مره في حياتي ..وحفظت سوره النبأ مع الفاتحه لأصلي بهما.. بدأت أصلي ... وأصلي وكأنني أعوض كل ما فات وأدخر لما لن أناله في اليوم الات...كيف حرموني أهلي من كل ذلك ؟ كيف لم يشعروا هم ايضا بجمال لحظات السجود بين يدي الخالق؟ وكأنني تائه أرتمي على أعتاب البيت .. أدق بابا اعرف أنه سيفتح وسأجد داخله الأمان .. والعطاء... نصيحتي إن كان لي أن أنصح رغم خبرتي الليليه لكل مسلم ... صلي ... صلوا ... صدقوني ليس أرق ولا أبلغ من الصلاه فهي منجاه لله.
هل أصف نظرات الرعب من الزملاء والزميلات في الجامعه حين دخلت الفصل يلفني الحجاب كبير وملابس فضفاضه ... لم يعرفوني بالبدايه ولكن شهقاتهم وتحلقهم حولي جعلاني أراهم للمره الاولى ... من هؤلاء ؟ كيف كنت احيا معهم ؟ كانت عيونهم زجاجيه فارغه ... وعلى الوجوه خليط من المشاعر أحلاها بغيض ... ما هذه المنافسه والمطاحنه المحمومه التي كنت اعيش فيها ؟ مساكين بلا إله يعبد ولا ملجأ يحتموا به .
وبدأت أحفظ سوره يوسف - النبي العفيف - وتحرقني دموعي بين السطور .. تدعوه سيده البيت وتتوعده بالويل والثبور وعظائم الامور وهو يفضل السجن على المعصيه والحبس على الخيانه ... ما اجمل ربي ... لا تضحكوا مني إن الله جميل ..كريم...وأنا احببت الله من كل قلبي ولذلك اطعته.
يا رب اردت ان اعوض سنين عمري التائهه وامل لخدمه دينك وإعلاء كلمتك ... ولكن لن يكون إلا ما أرت ...
وها انا ذا اليوم الخميس في المسجد أصلي وأدعو فغدا سأستسلم ليد جراح المخ والاعصاب ليزيل ورما سرطانيا بذر بذوره في راسي.
إنها صرخه الفطره داخل الإنسان:
ربي أحببت أن لي إلها وانني لست هذا النبت الشيطاني الذي يحيا أقل من الحيوان لانه حتى الحيوان يسير في خط حياته المرسوم حبيبي انت يا ربي ...قد كنت بعيده بعيده ... وما كنت أعرف او اشعر بفداحه خسارتي ومدى بعدي ... وحين تعرفت اليك وجتني لا الوذ بسواك... ولا اسال سواك ولا اريد من كل هذه الدنيا الا ان اجعل من حولي يعرفونك يالله.
اريد ان يعرف الجميع حلاوه هذا الشعور بالقرب من الله ... لقد جربت في حياتي كل انواع اللذات الدنيويه التي يلهث ورائها الناس ولكنها كانت دائما موقوته وتنتهي بشيء لم اكن اعرف كنهه ولكنه كان ضيقا او قزرا .. شيء كنت اغزوه الى النهايه المتعه وفقدانها ولكني اعرف الان انها شيء مختلف ... انها صرخه الفطره بداخل كل انسان ... تضطر اعضائه للمعصيه ... ويمرغ روحه الكريمه في الوحل.
ربي اشعر انني سأقابلك وانا نائمه مسلمه ليد الجراح ... ربي اعلم انك الغفور الرحيم ... واعلم ان توبتي ودموعي غسلت ذنوبي وطهرتني من خطاياي ولكن هل تقبلني يارب ؟... هل تقبلني ياإلهي مع من تحب من عبادك ؟ هل سأصل يوما الى ان ترضى عني ... وان تنظر الي... انا التي نسيتك عمرا مديدا ... وتعلقت باعتابك اياما قلائل .
ربي بين يديك اجلس ... ضعيفه في بيتك ... ما اروع هذه الضيافه ... وما اتعسني اذ عشت محرومه منها .. في المسجد لا ارى الا ابتسامات واسعه مرحه ... وسؤال ومساعده ... رغم انهم لا يعرفونني الا ان الجميع احاطني بحنان صادق حين سمعوا عن مرضي وعن اجرائي للجراحه وشرعوا في الدعاء لاختهم المسلمه ...الله... نداء الجمال والجلاله ...كيف كنت محرومه من كل ذلك ؟ ما هذا الدفء والاطمئنان.
ربي كنت اتمنى ان يكون لي الكثير لامنحه لاهلك ولكن ليس عندي حلالا طيبا الا مجموعه اشرطه قران وسلسله من الاحاديث الدينيه ... فتقبلهم مني يا رب وانا اشهدك من هنا واشهد ملائكتك وحمله عرشك اني تخليت عن كل شيء رغبه اليك وحبا في دينك ... حبا لك يا ربي .
ربي ... اذا قبضت روحي فاقبضني وانت عني راض... واذا ارسلتني فأعني على خدمه دينك وأسألكم جميعا الدعاااااااء
موقع الداعيه \ عمرو خالد
www.amrokhaled.net