هل يوجد عائل وسيط للدوسنطاريا ؟
لا يوجد عائل وسيط لهذا المرض ، لذلك فإن انتقال العدوى يكون سهلاً ومباشراً ، أي من المصاب إلى السليم مباشرة ، وحتى من المصاب إلى نفسه مرة أخرى . أضف إلى ذلك أن الطور المعدي ( الحويصلات ) تتمتع بحماية قوية ضد ظروف البيئة القاسية ، وتبقى حية لعدة شهور في انتظار الفرصة المؤاتية لدخول جسم الإنسان .
وعند دخول الحويصلات إلى الجهاز الهضمي تتخلص من غلافها وتتحول بسرعة إلى الطور النشط ( الخضري ) الذي يعيش في الأمعاء مسبباً الأعراض والآثار الضارة للمريض .
حامل المرض ( منتج الأكياس ) :
بعض المصابين بالدوسنطاريا المزمنة لا يشعرون بأعراض تذكر ، ومن ثم لا يلجأون للعلاج . وهؤلاء ينشرون العدوى دون أن يحسوا بذلك . فهم يخرجون أكياس الدوسنطاريا مع البراز ( حملة المرض ) معرضين غيرهم للمرض .
أعراض الدوسنطاريا :
تختلف الأعراض من شخص لآخر ، ومن بيئة لأخرى . فسكان المناطق الحارة حيث المرض متوطن لا يقاسون من أعراض المرض مثلما يعاني منه الأوروبيون مثلاً . وهناك الدوسنطاريا الحادة والدوسنطاريا المزمنة .
1/ الدوسنطاريا الحادة :
يشعر المصاب باضطرابات في الجهاز الهضمي ، أهمها المغص والإسهال المصحوب غالباً بمواد مخاطية ودم مختلط مع البراز مع فقدان الشهية والشكوى من كثرة الغازات وازدياد حركة الأمعاء مع الرغبة في التردد على الحمام لقضاء الحاجة ، حيث يجد عسرة في التبرز ، ويلاحظ أن ما يخرج منه لا يتناسب مع ما يحسه المصاب من رغبة شديدة في قضاء الحاجة ومعظم ما يخرج يتكون من مخاط ودم . ويشعر المصاب بتعب عام وفتور بالمفاصل وجفاف بالفم . وقد يحدث لديه ارتفاع بسيط بدرجة الحرارة وتكرر نوبات المغص والرغبة في التبرز ، وتنتفخ البطن لكثيرة الغازات .
2/ الدوسنطاريا المزمنة :
إذا أهمل علاج الحالة الحادة أو إذا تكررت العدوى عدة مرات ، يتحول المرض إلى الطور المزمن ، ولا مانع من حدوث نوبات الدوسنطاريا الحادة لدى الشخص المصاب بالدوسنطاريا المزمنة .
في الطور المزمن للدوسنطاريا يتبادل الإسهال والإمساك ( أي عدم انتظام طبيعة التبرز ) ، ويشكو المصاب كذلك من آلام على جانبي البن مصحوبة بانتفاخ وزيادة حموضة المعدة ( حرقة في منطقة المعدة تصعد للصدر ) مصحوباً بضعف الشهية للأكل ، وتكون طبقة بيضاء على اللسان ، وقد يصحب ذلك وجود قرح بداخل الفم .
مضاعفات الدوسنطاريا :
للدوسنطاريا المزمنة والتي أهمل علاجها الكثير من المضاعفات والتي أهمها :
1/ حدوث قرح بالأمعاء الغليظة تتسبب في نزيف دموي مع البراز مع آلام بالبطن ( خاصة الجانب الأيسر أو أسفل الجانب الأيمن للبطن ) .
2/ حدوث تشنجات بالأمعاء الغليظة ( ما يسمى بالقولون المزمن مع ما يصاحب ذلك من نوبات الألم الشديدة ، وغالباً ما تحدث نتيجة لتناول بعض الوجبات الدسمة أو التعرض لتيارات الهواء البارد ، أو تعاطي بعض البهارات ، أو تناول بعض المأكولات الغنية بالألياف ، مثل ( الفجل والكرات والبصل والكرنب والبطيخ والشمام ) مما يجعل المريض يحجم عن ناول هذه الأطعمة .
3/ عسر الهضم المزمن ، وعدم القدرة على تناول بعض الأطعمة التي تسبب ازعاجاً للمريض ، وارتباك الهضم عنده ، وتكرر المغص عليه ، وكثرة الغازات والانتفاخ وحموضة المعدة . كما أن الالتهابات المزمن بالأمعاء يقلل من الامتصاص التام للمواد الغذائية المهضومة ، مما قد يسبب أعراض سوء التغذية .
4/ خراج الكبد : من أخطر مضاعفات الدوسنطاريا ولكنه والحمدلله نادر الحدوث . ويحدث عادة إذا أهمل علاج المرض لمدة طويلة ، ويكثر في ذوي البنية الضعيفة ، ويسبب سوء التغذية . ففي هذه الحالة تتمكن بعض الأميبيا من التسلل عن طريق الأوعية الدموية إلى الكبد ، حيث تتجمع في جزء منه وتنخر خلاياه إلى أن تتكون فجوة به ( كيس مملوء بالصديد والأميبا ) ، وفي بعض الأحيان يستمر النخر إلى أن ينثقب الحجاب الحاجز ( الذي يفصل بين الكبد والرئة ) ، وبذلك ينفجر الخراج في تجويف الرئة حيث تخرج محتويات الخراج عن طريق البلغم من الصدر ، وقد ينفجر داخل البطن مؤدياً إلى مضاعفات قاتلة . ووجود الخراج في الكبد في حد ذاته له خطورة على المصاب .
5/ قد تنجح الأميبا في الوصول إلى خارج الأمعاء عن طريق القرح التي تحدثها فيها ، وتكون أوراماً خارج الأمعاء ( داخل البطن ) .
من مضاعفات الدوسنطاريا : تقرحات بالقولون ، وخراج بالكبد
طرق الوقاية :
كما ذكرنا سابقاً يسهل انتشار العدوى بهذا المرض عدم وجود عامل وسيط ( عائل مؤقت ) إذ إن الطور المعدي ( الحويصلات ) تنتقل مباشرة من المريض إلى السليم . وأهم طرق الوقاية هي :
1/ علاج المصاب ، إذ إن في ذلك القضاء على مصدر العدوى ، كما أن علاج حامل المرض لدى اكتشافه يساهم في كفاح مصدر مهم للعدوى .
2/ غسل الأيدي جيداً بالماء والصابون بعد قضاء الحاجة ( للتخلص مما قد تحمله الأيدي من الحويصلات المعدية ) .
3/ تقليم الأظافر كلما طالت ، حيث تختبئ حويصلات الأميبا خلفها .
4/ التأكيد على أهمية الفحص الدوري للعاملين في المطاعم ومقاصف المدارس والطباخين والخدم ، للتأكد من خلوهم من المرض ومعالجة المصاب منهم .
5/ محاربة الذباب بكافة الوسائل وأينما وجد .
6/ عدم التغوط بالقرب من المساكن ( حيث يسهل نقل العدوى بواسطة الذباب ) أو بجوار المزارع أو مصادر المياه . ومن العادات الضارة في هذا المجال الاستنجاء بمياه القنوات بالمزارع ، حيث يسهل نقل الأكياس المعدية إلى الخضروات .
7/ غسل الخضروات جيداً قبل تناولها ومحاربة عادة أكل الخضروات مباشرة من المزارع قبل غسلها ( مثل الخس والجرجير والكرات وخلافه ) .
8/ عدم الشرب من القنوات أو أي مياه ملوثة .
9/ عدم تناول الأطعمة من الباعة المتجولين بسبب تعرضها للذباب .
10/ العناية بإقامة دورات المياه الصحية والاهتمام بطرق الصرف الصحي للمجاري ، وعدم استخدام المخلفات الآدمية في تسميد المزارع .
أهمية العلاج :
بالإضافة إلى علاج الأعراض التي تسبب إزعاجاً للمصاب ، فإن العلاج المبكر للمرض يقي صاحبه من المضاعفات ويحمي المجتمع من نشر العدوى بين أفراده . كما أن اكتشاف حامل المرض وعلاجه يقلل من خطر العدوى للآخرين ، ويكون ذلك بفحص عينات من البراز وتحري أكياس الدوسنطاريا .