الكينيون يشددون قوانينهم للحد من رحيل نجومهم الى الخليج
لندن - خلدون الشيخ الحياة 2005/03/2
عندما تدخل الاتحاد الدولي لكرة القدم لوضع حد لـ"مطامع" الاتحاد القطري بالمواهب الدولية، فانه وضع آلية وأسساً لتجنيس اللاعبين الاجانب، ابرزها الاقامة عامين في البلد الجديد... لكن قوانين اللجنة الاولمبية بقيت عاجزة لوضع حدود للمد القطري والخليجي لجذب المواهب الكينية والافريقية.
كان الكيني جيمس كواليا يحلم باليوم الذي يرتدي فيه الفانلة الحمراء في المسابقات الدولية ويرفع علم كينيا عالياً، لكنه وجد ان حياته قد تصبح ايسر واكثر رفاهية اذا ارتدى اللون الاغمق، وتحديداً العنابي.
قبل عامين كان كواليا (24 عاماً) احد ابرز العداءين الصاعدين في كينيا، لكن الاغراءات المادية جرّت قدماه الى تمثيل بلد غير بلاده، وارتأت اليه الفكرة اكثر واكثر، خصوصاً انه غير مطلوب منه تغيير ثقافته وعاداته ولا دينه وعقيدته ولا حتى مطلوب منه تعلم لغة جديدة غير لغته، والاهم ان في استطاعته البقاء في المرتفعات الكينية حيث نشأ وترعرع وتدرب.
وهذه الحال اليسيرة بدأت تغري العديد من الواعدين، ويقول كواليا: "هناك العديد من الاشبال والواعدين من العداءين يتمنون الانضمام الي وتمثيل قطر".
وهذه حقيقة مرة يواجهها الاتحاد الكيني لألعاب القوى في صراعه مع الاغراءات المالية للحفاظ على مواهبه وعلى عداءي المسافات الطويلة، ولكنه مضطر اليوم لاتخاذ قرارات واجراءات للحد من هذه الخسارات، خصوصاً ان التقارير المحلية تؤكد ان نحو 40 عداء قرروا التنازل عن تمثيل كينيا واختيار اما تمثيل قطر او البحرين.
واول رد فعل كان من وزير الرياضة الكيني اوتشيليو اياكو بقوله ان "العداءين الذين يتنازلون عن تمثيل بلادهم لمصلحة تمثيل بلدان أخرى سيعاملون كأجانب، وسيطلب منهم استصدار تأشيرات اقامة بموافقة الحكومة". ويضيف: "هؤلاء العداءون تخلوا عن عن كينيا وبلدهم الام وبالتالي لا يحق لهم التمتع بمزايا هذا البلد".
وانضم مسؤولون رياضيون كينيون في انتقاد هجرة عداءيهم، وذهب كيبلغات ابعد من ذلك بمقارنته طريقة الدولتين الخليجيتين في خطف نجوم بلاده بمثل "عبودية الاطفال".
ويقول رئيس اللجنة الاولمبية الكينية والبطل السابق كيب كينو: "هذه الافعال مثل العبودية... وستكون لقطر فرصة اكبر من كينيا للفوز بسباقات العدو في بطولة العالم في فرنسا بدماء وجهد كينيين". وشدد على ان "هذه البلدان تشتري الناس وهي مثل السرقة في وضح النهار ويتوجب على المجتمع الدولي بكل فئاته فعل شيء لايقاف هذه العادة السيئة".
ويعيش غالبية النجوم الذين تخلوا عن جنسياتهم في قرية "آيتين" المرتفعة على علو 2400 متر على اطراف وادي كيريو، وتعد ايضاً مكاناً مفضلاً لابرز العداءين العالميين. وتعج القرية بعشرات العداءين في اوقات الشروق والغروب، ومن بين هؤلاء النجوم سيف سعيد شاهين صديق كواليا واحد ابرز النجوم القطريين. وشاهين كان معروفاً في السابق في هذه القرية باسم ستيفن تشيرونو، قبل ان يصبح قطرياً في العام 2003، في مقابل راتب مبدئي ثابت قيمته الف دولار شهرياً مدى حياته.
شاهين نجح في الفوز بسباق 3 آلاف متر موانع، محرجاً زملاءه الكينيين الذي يعتبرون هذا السباق من اختصاصهم وملكاً لهم. بعدها قررت كينيا التشديد على هذه القوانين وطالبت باعادة النظر في قانون السماح لشاهين بتمثيل قطر في الالعاب الاولمبية في اثينا، لكن القطريين وجدوا طريقة للالتفاف على هذه المشكلة (ثلاث سنوات) بالتعاقد مع عداءين صغار السن.
موزيس كيبكيروي يبلغ الان 19 عاماً، واصبح يعرف منذ العام الماضي بالقطري عبيد موسى عامر، وحل رابعاً في اولمبياد اثينا في سباق 3 آلاف متر حواجز، خلف ثلاثة من مواطنيه السابقين. وبالنسبة لشاب مثل كيبكيروي الذي كان يعد موهبة واعدة في كينيا ونجماً اكيداً في المستقبل، فان الاغراءات لتمثيل بلد آخر مفهومة وواضحة. ولكنه يفكر من منطلق آخر، اذ ان لدى كينيا مواهب عدة ومتنوعة الى درجة ان حتى النجوم عليهم خوض سباقات تصفية للتأهل لتمثيل البلاد في المحافل الدولية، وفي بعض الاحيان يفشل حتى اصحاب الميداليات الاولمبية في التأهل من هذه التصفيات، لكن في قطر والبحرين فان المشاركة في المحافل دولية اكيدة اضافة الى الاغراءات المادية والعينية الاخرى ومكافآت تحفيزية يفتقد اليها النجوم الكينيون. ويقول كواليا: "لم يقدرني احد في السابق مثلما اقدر اليوم... حياة الرياضي والعداء قصيرة جداً وعليك تحقيق الارباح متى استطعت". ولكنه عبر عن غضبه من وضع قيود وعراقيل عليه في بلاده، وهو لا يعتبر نفسه غير وطني مثلما وصفه الكثير في بلده بعد تمثيل قطر، وقال: "نحن نجلب الاموال التي نحصل عليها في الخارج الى كينيا وندفع الضرائب مثل اي مواطن آخر... لا يستطيعون منعنا من رؤية عائلاتنا".
هذا هو سبب مشاكل الرياضة الخليجية
اعتمادهم على الغير
و ابن البلد وين ...؟!؟
ودمتم سالمين
![]()