تلاعبها وتلاعبك ..!!
تلاعبها وتلاعبك ..!!
عن عمرو بن دينار سمع جابر يقول : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(هل تزوجت يا جابر ؟ قلت : نعم ، قال : فماذا : بِكر أم ثيّب ؟ قلت : لا ، بل ثيّب ، قال : فهلا جارية تلاعبها وتلاعبك !) -حديث متفق عليه- .
وفي رواية ضعيفة : (فهلا بِكر تعضها وتعضك !) .
وعن عقبة قال : سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
(ليس من اللهو الا ثلاثة : ملاعبة الرجل اهله وتاديبه فرسه ورميه بقوسه) (1) قال العلامة الآجري عند هذا الحديث : "فهذا الذي أبيه للمسلم ان يلهو به قربة الى الله تعالى وطاعة ... وكذا ملاعبة الرجل لزوجته او لامته له ثواب في ملاعبته اياها ، تعلم انه يودُّها فسرَّ بذلك وسُّرُّ اهلها" انتهى .
"وقد ذهب الجمهور -من العلماء- الى ان المراد بـ(ـالملاعبة) في الحديث هو اللعب المعروف .
وتؤيده الرواية الاخرى (وتضاحكاها وتضاحك) كما في رواية مسلم -شرح الامام- النووي 10/52 .
وكذلك رواية ابي عبيدة كما في الفتح (وتداعبها وتداعبك) بالدال المهملة من : المداعبة ، وهو : المزاح .
ورواية ابن السني في عمل اليوم والليلة (وتمازحها وتمازحك) .
وحمَل بعضهم -اي بعض اهل العلم- (الملاعبة) بالريق من اللعاب ، كما في رواية محارب بن دثار (مالك ولِعابها) بكسر اللام ، وهو مصدر من الملاعبة ، يُقال : لاعب لعاب ملاعبة كـ(ـوزن) قاتل قتالا ومقاتلة .
وقال الحافظ -ابن حجر- في الفتح 9/122 : ووقع في رواية المستملي : بضم اللام ، والمراد بع : الريق ، وفيه إشارة إلى مصِّ لسانها ورشف شفتيها ، وذلك يقع عند الملاعبة والتقبيل ، وليس -هذا القول- ببعيد كما قال -الامام- القرطبي .
إلا ان المشهور -في معنى الملاعبة هو- المعنى الاول ، وهو الذي عليه الجمهور" انتهى .
المصدر :
تحريم النرد والشطرنج والملاهي للاجري بتحقيق ابن ادريس ، ص96-106 (بتصرف)
...........
حاشية :
(1)/ رواه الطيالسي واحمد وابو داود والترمذي وحسّنه وابن ماجه والنسائي وابن الجارود وابن حبان وابو عوانه والحاكم وصححه ووافقه الذهبي .
