التنين الخامس
  • 0
  • مالي خلق
  • أتهاوش
  • متضايق
  • مريض
  • مستانس
  • مستغرب
  • مشتط
  • أسولف
  • مغرم
  • معصب
  • منحرج
  • آكل
  • ابكي
  • ارقص
  • اصلي
  • استهبل
  • اضحك
  • اضحك  2
  • تعجبني
  • بضبطلك
  • رايق
  • زعلان
  • عبقري
  • نايم
  • طبيعي
  • كشخة
  • النتائج 1 إلى 3 من 3

    الموضوع: التنين الخامس



    1. #1
      التسجيل
      08-08-2004
      المشاركات
      28
      المواضيع
      11
      شكر / اعجاب مشاركة

      التنين الخامس


      كان يا مكان في سالف العصر والأوان ..
      بداية كل قصة روتها لنا جداتنا .. ولكنني لست جدتكم ..
      أنا مجرد راوية .. صوت يفسر لك الأحداث ..
      يكفي حديثاً عني .. علي أن أبدأ برواية القصة وإلا سأفقد وظيفتي ..
      لنبدأ ..



      في زمن بعيد .. عندما كان الكون فتياً .. كان هنالك أربعة تنانين تتجول في العالم ..
      لكنها ليست تنانين عادية ..
      كل منها يمثل طاقة أو مادة معروفة ومهمة في ذلك الزمان ..
      كانوا : تنين الماء وتنين الهواء وتنين الأرض وتنين النار ..
      كانت أعمارهم طويلة إلى حد لا يوصف .. وكلما ماتوا, ولدوا من جديد ..
      كانوا يسيرون بين الناس .. ولكن ليس كتنانين, بل كبشر ..
      فكل تنين يمتلك القدرة على التحول إلى بشري .. يصبحون نسخاً متطابقة مع اختلافات بسيطة في المظهر ..
      في حالتهم كان هذا البشري صبياً في الرابعة عشر من عمره .. صبي بريء المظهر..
      ولكن يستطيع استعمال قدرة التنين الكامنة داخله..
      تريدون صورهم؟ لا أعرف أين وضعتها .. قد تكون هنا ... هممم... هاهي !!
      إنها صورهم في الشكل البشري.. ليست من نفس الحجم, لا أعلم لماذا..

      تنين الماء





      تنين الهواء




      تنين الأرض





      تنين النار





      لن أقول لكم أنهم كانوا جميعاً طيبين .. فهذه كذبة ..
      كانت لهم رغباتهم .. كل تنين لديه أحلام مختلفة عن الآخر ..
      ولكنهم اشتركوا في حلم واحد .. الحصول على القوة .. القوة التي بها يحكمون الأرض كالملوك لكل تنين منطقته ..
      تسألون لمَ لم يحكموا الأرض؟ .. بالطبع كالعادة كان هنالك شخص أو تنين ناقص ..
      هذا التنين بالذات عندما ظهر أخيراً, لم يظهر كتنين .. أعرف, المسألة مربكة.. لقد ولد كصبي عادي..
      لم يظهر بين التنانين الأخرى في نفس زمن ظهورهم, لأن الطاقة التي يمثلها لم تكتشف بعد .. طاقته مهمة لنا حالياً..
      هل عرفتم من يكون؟ بالطبع عرفتم .. فأنا لا أروي لمغفلين ..
      إنه تنين الكهرباء..
      هاهي صورته:
      تنين الكهرباء





      بمجرد ضمه إليهم سيمتلكون القوة اللازمة للحكم .. ولكن ..
      ماذا لو كان لصديقنا تنين الكهرباء رأي آخر؟

      المدينة: سيرونا.
      المكان: غرفة في أحد بيوت الأحياء الراقية.
      الاسم: اليكس.
      ماذا يفعل في الوقت الحاضر: كالعادة يعبث بأحد الأجهزة.
      " ثوان تفصلني عن تتويجي كأول مخترع لـ .. لـ.. لا يهم .. سأجد الاسم لاحقاً " همس اليكس بحماس وهو يصل ذلك الشيء الغريب بمقبس الكهرباء " الآن .. ستعمل!! " ..
      ولكن لم يحدث شيء, كل ما حدث هو ظهور بعض الدخان والرائحة الكريهة ..
      " اليكس!! .. ماذا فعلت بحاسوبي المحمول؟!" صاحت فتاة اقتحمت غرفة اليكس "لا تقل لي أن هذه جثته!!" ..
      " لا تصرخي يا لين رجاءاً.. خذي حاسوبي بدلاً منه وتقبلي التعازي القلبية الحارة . " قال وهو يتأمل وجهها الغاضب " فقط لا تخبري والدي .. رجاء؟ دعيه يستمتع بإجازته مع أمي." ..
      " يا ألهي.. حسنا .. " قالت وهي تتنهد بعمق " عليك أن تتعلم ألا تأخذ أغراض الآخرين دون أذن .. أنت لست طفلاً. " انحنت لتأخذ جهازه " من الجيد أني توقعت ذلك, وحفظت كل ملفاتي على اسطوانات . " استدارت لتخرج من الباب وتغلقه خلفها ..
      " نجوت بأعجوبة.. في العادة لا تعفو عني بسهولة هكذا.. " قال وهو يلتقط حقيبته المدرسية ويخرج من غرفته متوجهاً للطابق السفلي " ماذا لو عرفت بأمر الـ.. "
      " اليكس!!" قطعت جملته صرخة أخرى قادمة من الطابق السفلي..
      " أعتقد أنها عرفت.. "مسح على شعره الأشقر و أخذ نفساً عميقاً " لن تسامحني هذه المرة. " ..
      " حتى الفرن؟! " قالت لين وهي تخرج من المطبخ تتبعها الطاهية التي أخذت تردد " ولد شقي .. ولد شقي جداًً !" .
      " هل هذا صوت حافلة المدرسة؟ .. علي الذهاب.. " ركض بأقصى طاقته متخطياً شقيقته والطاهية ومتجاهلاً نداءاتهما " المدرسة لا تترك لنا فرصة أبداً! " ..
      ركب الحافلة وهو يحمد الله على وصولها لأول مرة في حياته .. عندما يعود للمنزل ستنسيان الموضوع .. ولن تخبرا والديه عند عودتهما من السفر ..
      "مرحباً فيكتور ." ألقى التحية على زميله وهو يلقي بنفسه على الطرف الآخر من مقعده" يوم جميل أليس كذلك؟ " ..
      " ماذا فعلت اليوم؟ .. الغسالة أم السيارة؟ " رد فيكتور بشك " أخبرني هيا. " ..
      " الفرن." تنهد وهو يغلق عينيه " أقسم لك بأنه كاد يعمل .. ولكن لا اعرف ماذا حصل!! " ..
      " عليك أن تتوقف عن ذلك ..أنت تعرف ذلك. " فتح فيكتور كتاب الرياضيات " لدينا امتحان رياضياتٍ اليوم, إن كنت مهتماً "
      " من قال ذلك؟ " فرت الدماء من وجهه .. بعد علامته في الاختبار الماضي .. ستكون كارثة " رباه .. فيكي .. يا أفضل طالب في العالم.. أنت صديق المدرسين .. ألم تقرأ الأسئلة؟ "
      " وإن فعلت؟ " نظر له بطرف عينه " ما الفرق الذي سيصنعه ذلك؟ " ..
      " أرجوك .. أنقذ عنقي من لين. " قال وهو يضم يديه متوسلاً " أرجوك؟ " ..
      " لقد قلت لو .. فأنا لا أعرف الأسئلة, بالله عليك, كيف سيتركونني أقرأها؟ " أعاد نظره للكتاب ..
      " حسناً أذاً .. سأنسخ الأجوبة منك .. واحرص على جعل خطك مقروءا, لا تكتب بالهيروغليفية لو سمحت. " عقد ذراعيه أمام صدره..
      " وإن أمسكتك المعلمة؟ .. قد تشك بي أيضاً. " قلب صفحة من الكتاب " من سينقذ عنقي أنا؟ "..
      " لا عليك .. أنت المفضل لديها .. كما أن نظرة واحدة مني ستجعلها تعطيني علامة كاملة. " ابتسم بشر مفتعل..
      " أستعمل نظرتك الخارقة الآن .. فقد وصلنا. " أغلق كتابه ووضعه في حقيبته " سيكون لديك وقت للمراجعة, فالامتحان في الحصة الأخيرة. "
      " أرحتني كثيراً ." قال اليكس متهكماً .. هل ستنقذه مذاكرة سريعة وهو الذي لم يفتح كتابه سوى مرة واحدة؟ " على كلٍ .. فلتكن ورقتك مستعدة للنسخ. " ..
      أخذ الوقت يمر سريعاً على غير العادة .. ودقت ساعة الصفر ..
      " أنا أثق بأنكم لن تجدوا أية صعوبة في اجتياز هذا الامتحان.. " أخذت المعلمة بتوزيع الأوراق " حظاً موفقاً .. يمكنكم البدء."
      نظر اليكس إلى ورقته .. ما هذا؟ أذكر جذر العدد 36؟..
      جذر؟ .. أين سمع هذه الكلمة؟ .. صحيح .. إنه شيء له علاقة بالرياضيات .. هممم .. ما الإجابة يا ترى؟..
      " في الفقرة الرابعة وضعت لكم سؤالاً للأطفال .. يمكنكم اعتبار علامتها هدية مني, بالطبع عليكم حلها أولاً. " جاء صوت المعلمة من فوقه " هل تواجه مشكلة ما؟ "
      " كلا.. كلا .. أنا أحب التأني فقط ." قال وهو يبتسم بعصبية ..
      ابتعدت أخيراً ..
      "سؤال أطفال أليس كذلك؟ .. تضع سؤالاً يليق بطلاب الجامعة وتسميه هدية .." تردد هذا الصوت في عقله ..
      كان صوتاً غريباً .. لم تكن أفكاره.. أخذ يتلفت حوله .. الكل مشغول بالامتحان ..
      " السؤال الأول.. الناتج هو 6 .. ثق بي." وكيف يثق به .. أنه مجرد صوت في خياله! ..
      ربما توتره هو السبب.. على كلٍ .. سيكتب الإجابة ويرى ماذا سيحصل ..
      توالت الأسئلة وتوالت معها الإجابات ..
      عمود على المستقيم .. 34 .. الخط المركزي.... لا يوجد لها حل في هذه المجموعة ..
      أشياء لا يذكرها اليكس .. دون شعور منه امتلأت الورقة بالإجابات .. ووجد نفسه يرفع يده ليسلم ورقته ..
      أنهى بقية التلاميذ الامتحان بسرعة, فكان لدى المعلمة وقت لتصحيح الأوراق..
      " أعتقد أن أحدنا تحسن كثيراً .. " رفعت رأسها للتلاميذ " والبقية ساء مستواهم .. " نهضت من كرسيها " اليكس نيومان, حصل على الدرجة الكاملة! " ..
      درجة كامـ .. مستحيل! .. هذه سابقة ..
      " هو الوحيد الذي عرف إجابة السؤال الثاني.." نظرت للطلاب باستياء " بالرغم من ترديدي للإجابة طوال الأربعة دروس الفائتة, لم يعرفها سواه .. صفقوا له. "
      ليس من المفترض أن يصفقوا له هو .. هو لم يفعل شيئاً .. الصوت هو الذي أجاب على جميع الأسئلة ..



      الفصل الثاني

      " كان ذلك رائعاً.. " قال فيكتور بإعجاب وهما يتجهان للحافلة المدرسية" وتقول أنك لم تدرس! .. يا لك من مخادع . "..
      " أنا لم أفعل .. صدقاً! " هتف اليكس " لقد .. عدني أولاً أنك ستصدقني. "
      " حسنا. "جلس فيكتور في مقعده " تفضل. "
      " لقد كان هناك صوت في رأسي - كلا لم تكن أفكاري - صوت غريب علي.." جلس بجانبه " وكأن أحدهم داخل رأسي .. لقد كان مخيفاً بعض الشيء .. شعرت كأنني مختلف ..شعرت بأني لست أنا! " ..
      " أوه .. صحيح .. أسمع يا اليكس إن لم ترد الاعتراف بمذاكرتك فلا داعي لاختلاق القصص... إنه ليس بالأمر المهم! "
      " كنت أعلم أنك ستقول هذا! " قال بضيق " لا بأس .. ربما أنت على حق .. قد تكون ذاكرتي أقوى مما أتخيل, فساعدتني على تذكر شرح المعلمة. "..
      جلسا صامتين لبقية الوقت .. كان يعلم بأنه لن يصدقه .. هذا شيء طبيعي ..
      إنه يعلم بأنها حماقة .. ولكن .. ولكنه شعر بأن أحدهم في رأسه..
      " إلى اللقاء اليكس " نهض فيكتور من مقعده " لقد وصلت لمنزلي. " ..
      " حسناً .. أراك لاحقاً"
      ترى.. هل يعتقد فيكتور بأنه مجنون؟ .. أو ربما شخص يريد المزيد من الاهتمام ..
      ما هذا الغباء .. لا يمكن أن يفعل ذلك..
      "أنا لست من هذا النوع .. " همس لنفسه بغضب..
      ربما هي مجرد هلوسات ..
      لقد وصل.. ترجل من الحافلة وراقبها تبتعد ساهماً .. ما الذي يحصل له؟ ..
      التفت ليجتاز البوابة الخارجية ولمح شيئاً .. بل شخصاً خلف إحدى الأشجار في الركن البعيد من الحديقة .. هناك بالقرب من نافورة المياه ..
      وضع حقيبته بجانب البوابة وأخذ يسير بهدوء .. إن كان لصاً .. فسيكون مغفلاً ليسرق في وضح النهار ..
      وصل للمكان الذي لمحه فيه .. سمع حركة عن يمينه فانقض على مصدرها ..
      " هل أنت غبي أم ماذا؟! " هتف وهو يهم بلكمه " تقتحم ملكيات خاصة في وضح النهار؟! "..
      توقفت يده في منتصف طريقها للكم اللص المزعوم ..
      لقد .. لقد كان أمام نسخة مطابقة له .. ذات العينين والأنف الصغير والشعر .. لحظه واحدة..
      شعر أزرق؟! .. وعينان زرقاوان؟!
      " أنا لست لصاً.. " قال الصبي وهو يحاول التملص من قبضة اليكس " أردت التحدث إليك فقط. "..
      تركه اليكس يفلت .. إنه ..إنه نسخة مطابقة منه!!
      " هل وفقت في الإجابات؟ " اخذ يصلح من هندامه " لم أكن واثقاً من الفقرة الثالثة. "
      " كيف عـ- " ضاقت عيناه" ..أنت!! .. أنت الصوت الذي كان في رأسي! "..
      " قوة رائعة أليس كذلك؟ " قال الفتى وعيناه تبرقان " تفيدني كثيراً. "..
      " قوه؟ "
      " سأشرح لك كل شيء .. ولكن أليس من اللباقة أن تدعوني للدخول" أصلح شعره " سأفهمك كل شيء. "
      لم يكن من عادة اليكس دعوة شخص وجده في حديقة منزله للدخول .. ولكن شيئاً ما جعله يرغب بذلك.. ربما الفضول..
      "اتبعني" مشى بجانبه وهو لا ينفك يحدق به .. "تفضل" فتح الباب..
      " اليكس أين- " فوجئت لين عند رؤية صبي يشبه أخاها تماماً فلم تكمل جملتها..
      "إنه.."أراد اليكس التعريف عنه .. ولكنه صدم بحقيقة انه لا يعرف أسمه..
      " وايمر دانيلز " بادرها الصبي " مسرور بلقائك آنسة..؟ "
      " لين نيومان.. " دققت بملامحه" هناك شبه كبير بينك وبين أخي يا سيد دانيلز. "
      " يخلق من الشبه الكثير.. " ابتسم وايمر " أنا حديث في مدرستهم. "
      " أوه .. حسناً .. " استدارت لتخرج من المنزل " أراكما لاحقاً " تمتمت وهي تغلق الباب " أطفال هذه الأيام .. صبغة زرقاء.. يا الهي!"..
      " اليكس .. هل يوجد مكان نستطيع التحدث فيه بحريه؟ " أخذ يتأمل منزله " اعتقد أن هنالك الكثير من الغرف في منزلك. "
      " لنذهب لغرفتي .. " تقدمه ليدله على الطريق..

      " ما أكثر الأجهزة! " قال وايمر وهو يتأمل طاولة اليكس المليئة بالأجهزة " هل نجحت في تشغيل أي منها حتى الآن؟ "
      "كلا .. أرم .. هل تود أن تخبرني ما الأمر؟" جلس على سريره " كيف تسللت إلى عقلي؟ "
      " حسناً .. سأبدأ بالحديث ولكن لا تقاطعني " جلب كرسياً ووضعه أمام اليكس ثم جلس عليه " من زمن بعيد .. كان هنالك أربعة تنانين .. تنين ماء ونار وأرض وهواء .. كلهم كانوا يعيشون معاً, لكل تنين قدراته التي يستعملها متى دعت الحاجة لذلك .. ولكن كان ينقصهم تنين واحد .. تنين الكهرباء, بالطبع لم يكن موجوداً حينها لأن الكهرباء لم تكتشف بعد .. ولكنه ولد .. ولقد وجدناه أخيراً " ..
      " عندما تقول نحن .. أنت تعني.. "
      " أجل .. أنا تنين .. تنين الماء " ابتسم وكأن ذكر ذلك يسعده" بالطبع أنا الآن لست في شكلي الطبيعي. "
      " هاهاها .. لقد كدت تنال مني! " انفجر ضاحكاً " تنين؟ .. هل أنت مجنون؟ "
      " ألم تسأل نفسك كيف عرفت بأمر الإجابات؟ .. بل الأهم, كيف عرفت أنت الإجابات " عقد حاجبيه " ألا تعتقد أن ذلك مثير للشك؟ "
      توقف عن الضحك فجأة .. قد يكون على حق .. ولكن .. تنين!؟
      " أثبت لي ذلك! " لمعت فكرة في رأسه " أثبت لي أنك تنين! "
      " حسناً .. لن أستطيع التحول في غرفتك دون اختراق السقف بالطبع .. كما أنني أفضل أجسادكم.. إنها ناعمة.. ولكن, قل لي .. " ابتسم في تحدٍ " هل يوجد لديك ماء؟ "
      "هنا.." أشار لكأس من الماء على طاولته " أخدم نفسك. "
      " أنظر واندهش.. "
      أخذ وايمر يحدق بالكأس ..
      بدأ الماء يفيض .. وينساب على الكأس .. ولكنه ظل على الطاولة ..
      وبعد أن خرج كل الماء من الكأس, تجمع في نقطة واحدة, ثم أخذ أرتفع في الهواء ككتلة هلامية ..
      "يا ألهي!! " نهض اليكس ولمس الكتلة .. " استطيع إدخال يدي فيها .. أنظر! "
      "اخرج يدك" قال وهو يحرك الكتلة ناحية النافذة " سألقيها .. "
      ما أن ألقاها حتى أسرع اليكس ناحية النافذة..
      " لن تجدها .. ستمتصها التربة.. " ابتسم وايمر..
      " رائع!" التفت إليه " لابد أنك سعيد بهذه القوة.. "
      " في الواقع ليس تماماً .. تنين الهواء يستطيع تحريك الأجسام الجامدة .. بتحريك جزيئات الهواء " قال بتبرم " أما أنا فلا أتحكم سوى بالسوائل .. لايهم .. صديقي اليكس .. أنت تنين الكهرباء!! " ..
      " ....."
      " اليكس؟ "
      " أنت لا تعني ذلك!!" هتف غير مصدقٍ " لا يمكن!"
      " بل يمكن .. و هذا سبب هوسك بالأجهزة الإلكترونية .. الكهرباء يا صديقي.. " تأمل الأجهزة المكومة على الطاولة " وبالنظر للنتائج.. أستطيع القول أنك لم توفق في استخدام طاقتك. " نهض من الكرسي " لو تعاونت معي.. سأعلمك كيف تشغل هذه الأشياء بغض النظر عن وصلاتها و كيف تصنع برقاً وتطلق كهرباء صافية من يديك! "
      " رائع!!" إنه حلم أي شخص.. قوى خارقة .. القدرة على إطلاق الكهرباء..
      "أمسك هذه" انتزع المصباح وأمسك بطرف السلك " حاول تشغيله. "
      أمسك اليكس طرف السلك .. مستحيل..
      "لم يحدث شيء" قال بضيق " أعتقد أنك جئت للتنين الخاطئ."
      " ركز!" قال بحماس " صف ذهنك من كل شيء. "
      أخذ اليكس يحاول .. انه يريد فعل هذا .. إنه شيء رائع ..
      يجب أن يعمل .. يجب ..
      " لقد أضأته!!" صاح وايمر بسعادة " لقد فعلتها!! .. كنتُ واثقاً بقدرتك "..
      أخذ اليكس يتأمل يده .. أيعقل ذلك؟ .. هاتان اليدان .. كهرباء؟ ..
      " مع بعض التدريب ستتطور.. " أعاد المصباح إلى مكانه.." إنها عطلة نهاية الأسبوع .. سيكون لدينا وقت للتدرب. "
      قد يكون على حق .. اليكس هو التنين الخامس..
      ****
      التعديل الأخير تم بواسطة horken sonic ; 19-05-2005 الساعة 06:25 AM

    2. #2
      التسجيل
      08-08-2004
      المشاركات
      28
      المواضيع
      11
      شكر / اعجاب مشاركة

      مشاركة: التنين الخامس



      الفصل الثالث

      في اليوم التالي على مائدة الإفطار..
      "أتعرف .. بدأت أخشى أن تتفوق علي" همس وايمر وهو يدهن خبزته بالمربى "أنت تتعلم بسرعة"
      "ولكن المشكلة هي أنني لا أستطيع التحكم بها .. أخشى أن أمسك جهازاً أمام لين وأشغله عن طريق الخطأ" أخذ يحرك الحليب في كوبه " ستكون مصيبة حينها"..
      "في الواقع هناك مشكلة أكبر" قال وهو يحاول تجنب التقاء عينيه بعيني اليكس " إن لم تتعلم السيطرة عليها, فقد ينتهي بك الأمر بصعق من يصافحك"
      فر الدم من وجه اليكس .. "أتعني أنني يمكن أن أقتل أحدهم بمصافحة؟"
      "هذا إن لم تتعلم كيف تسيطر على قوتك, ولكن بعد إحكام سيطرتك عليها ستتمكن من قتل أعدائك عن بعد, بإطلاق شحنات.. أوليس هذا رائعاً؟"أخذ قضمة من خبزته..
      " رائع؟!؟, ما الذي أوحى لك أنني قد أقتل أحدهم؟.. لقد بدأ الأمر يصبح مخيفاً.. أعني, امتلاك القدرة على تشغيل الأجهزة أمر رائع.. لكن قتل احدهم.. لا أستطيع!!"
      " لن يكون عليك ذلك .. ليس بعد, على الأقل .. "
      "حسناً شششش .. لين قادمة " تظاهر بأنه يرشف حليبه "صباح الخير, لين."
      "صبحا الخير, الكيس .. وايمر, صحيح؟" قالت وهي تسكب بعض الحليب ..
      "أسم فريد, أليس كذلك؟" بدا مستمتعاً بالحديث عن اسمه " يقال أنه جالب للحظ"
      "صحيح؟ من قال ذلك؟" قالت وهي تشرب حليبها بسرعة ..
      "أنا." قال ببساطة متجاهلا نظرات اليكس التي تقول كيف يمكنك فعل هذا وأنا سأقتل أحدهم..
      " جيد, لديك حس فكاهة.. لم لا تعلم اليكس كيف يلقي نكتاً مثلك, لينشغل بتأليفها و يترك أغراضي في سبيلها ؟"
      "سأبذل جهدي" قال وهي تضع كوبها على الطاولة وتستدير لتخرج .
      "لين, إلى أين أنت ذاهبة؟" قال اليكس وهو يلحق بها " اليوم إجازة.".
      " لدي بعض الأعمال لأنهيها, لا تقلق لن أتأخر" قالت وهي تمسح على رأسه " اعتن بنفسك ".
      " أخت رائعة!" قال وايمر بعد خروجها " أنت محظوظ لامتلاكك أختاً كتلك.".
      "أجل, محظوظ.." قال وهو يبتسم ابتسامة خفيفة " فقط لو كانت أختي فعلاً".
      " ماذا تعني؟" توقف عن ارتشاف الحليب بصوت مزعج.
      " نسيتُ أنك لا تعرف كل شيء عني.... والدا لين ليسا والدي" جلس مقابل وايمر " والد لين هو عمي, كل ما أعرفه هو أني فقدت والدَّي عندما كنت طفلاً, فأخذني عمي للعيش معه,فأصبحت أناديهما بأبي وأمي, وربما لهذا السبب تسامحني لين دوماً على ما أفعله, إنها لا تريد أن تسبب لي أي ألم."
      "واو.." وضع كوبه أمامه" إن لك ماضٍ حزيناً يا صديقي"
      " على كل حال, أنت على حق.. إني لمحظوظٌ لوجود شخص مثلها في حياتي, لا أكذب إن قلت لك أني أشعر وكأنها أمي أحياناً"
      ساد الصمت لفترة غير معلومة, قبل أن يكسره وايمر "لنتدرب على طاقتك الجديدة!" قفز فجأة وأسرع ليشد اليكس من مكانه.
      " انتظر, لدي واجبات كثيرة!" صاح وهو يتمسك بالطاولة " لا عليك لقد أنهيتها لك وأنت تحلق في أحلامك. " قال بفخر وهو يتابع شده .
      " حقاً!؟" فك اليكس قبضته فجأة مما تسبب في قذفه و وايمر عبر غرفة الطعام .
      " هنا تظهر أهمية تنين الهواء, لو كانت لدي طاقته لتمكنت من تشكيل وسادة من الهواء" قال وايمر وهو يعضُ على شفته " لماذا يحصل دوماً على الأفضل؟ ذلك المغفل!"
      " لماذا تكن له كل هذا الكره على كل حال ؟ " نهض اليكس من سقطته وكل عظمة في جسده تأن " ألا يفترض أن يكون صديقك؟.. أعني, أنتما تنينان بعد كل شيء."
      " أجل أجل.. قد تكون على حق, ولكن ما يغضبني هو أنه أفضل مني في كل شيء, لقد نشأنا مع بعضنا في أحد الأزمنة, كنا توأماً, أتتخيل ذلك؟.. اضطررت لتحمل رفقته حتى قبل ولادتي!" ساعده اليكس على النهوض " والدتنا في ذلك الزمان أحبته أكثر مني, ربما لأن لون شعري كان غريباً, على كلٍ.. لقد كان دوماً أسرع, أذكى, و أفضل مني في جميع المجالات, لكنه لا يزال أخي."
      " لن أقول أني أتفهم شعورك, لأني لا أملك أخاً "
      " أجل, أجل, الطفل الصغير المدلل... لقد كنت مثلك في أحد الأزمنة... قبل أن تقضي الثورة على والدي ووالدتي" قال وايمر وهو يتبع اليكس في طريقهما للباحة الخلفية, حيث لن يلاحظهما احد " كانت أوقاتاً جميلة, حفلات وطعام شهي..و أفضل ذلك جميعاً... لا تنين هواء!.. كم أحببت حياتي حينها, لكن بالطبع العالم تغير كما تغير الناس, فقط لو أن الزمان يعود للوراء." قال بنظرة حالمة.
      " الم تكن هناك طبقية؟ " قال اليكس بنظرة جامدة.
      " أجل.. هذا أيضاً " توقف عن السير " لحسن حظي أني كنت ارستقراطياً.. حسناً, هل وصلنا؟"
      " متع ناظريك,بحديقتنا البائسة.. أريد أن أتعلم التحكم بقوتي بسرعة "
      " اهدأ, كل شيء سيأتي في وقته" قال وهو يتجه لأحد الشجيرات " هذه جيدة "
      " جيدة لأي غرض؟...أنا لن أصعق شجرة, أليس كذلك؟"
      " بل ستفعل " ابتسم وايمر ابتسامته الواسعة " هكذا سأضمن تفريغ الشجنة في الأرض, فقط سنرى الضوء إن نجحت" ثبت عليها مصباحاً متصلاً بقطعة من المعدن " إن لم تصب الهدف ستتفرغ في الأرض"
      " كما تريد, أنت المعلم"
      " هذه هي الروح المطلوبة "
      حسناً .. كيف أفعلها؟ .. سأمد يدي وأرى ما سيتحدث .. همس لنفسه..
      وبالفعل .. مد يده ولم يحدث شيء
      " أطلِقها يا فتى."
      " ماذا أفعل بالضبط؟ "
      " وكيف لي أن أعرف, أنا تنين ماء, لا دخل لي بطاقتك"
      " مغفل"
      " أنت المغفل"
      "أخرس" صاح اليكس بينما انطلقت شحنة من يد لتصطدم بالشجرة ويضيء المصباح.. وينفجر!
      " همم... عليك التركيز, وتخفيف قوتك " قال وهو يتفحص بقايا المصباح " إن تغاضينا عن حقيقة أنك فجرت المصباح, فسأقول انك نجحت"
      " لقد تعمدت ذلك صحيح؟.. أعني إغضابي "
      " بالطبع, خبرة ملايين السنين علمتني أن الغضب أفضل حافز للهجوم "
      " أنت تصيبني بالمرض"
      " اعلم, أوليس رائعاً؟"
      "سأذهب للتنزه, أترغب بمرافقتي؟" قال اليكس وهو يتجه للبوابة " صدقني لن أفتقدك. "
      " أتعني ذلك؟ .. أنت تدعوني للتنزه معك؟ .. لقد تأثرت" تظاهر بمسح دموعه " بالطبع سأذهب, وقد نجد شيئاً للعب به "
      " لن نلعب بأي شيء, أتعرف ما قد يحصل إن فضحت حقيقتي؟.. سيأخذونني وإياك إلى مختبر حكومي ويدرسوننا, وقد يحولوننا إلى سلاح دمار شامل!" أشار للسائق الذي نهض عندما رآه " لا يا جونز, سنذهب سيراً على الأقدام"
      " ليس أنا.. لن يمسكوا بي, أنسيت أنني أستطيع التحول لتنين؟ .. هذا ما تحتاج لتعلمه يا صديقي "
      "أيمكنك ألا تتحدث عن التنانين لبعض الوقت؟.. أحتاج بعض السكينة"
      ولدهشته فقد صمت وايمر..
      أكملا طريقهما حتى وصلا إلى المنتزه فقال وايمر " سأشتري بعض مثلجات, ما نكهتك؟"
      " الشوكولا " قال باقتضاب عندما لمح صديقه فيكتور على احد المقاعد..
      " حسنا "
      تركه وذهب في طريقه, فاتجه اليكس إلى فيكتور و ألقى عليه التحية..
      " لم أتوقع رؤيتك هنا " قال اليكس وهو ينظر إلى جهازه المحمول " ألا تبعده عن ناظريك أبداً؟"
      " أولاً: أنا آتي إلى هنا كل أسبوع, وثانياً: أنا لا ألهو, بل أعمل على مقال العلوم, الذي أتوقع انك لم تنهه."
      " بلى أنهيته" نظر باتجاه وايمر " لقد حصلت على مساعدة من .. صديق "
      " يسرني انك وجدت شخصاً آخر تعتمد عليه بدلاً مني " قال وهو يطبع بضع كلمات " إنها راحة, صدقني"
      " من صديقك؟ " جاء صوت وايمر من وراء اليكس مما أجفله بعض الشيء
      " فيكتور هذا وايمر دانيلز ... وايمر هذا فيكتور آزليك "
      " مرحباً "
      " أهلاً "
      " فيكتور, بالنسبة لما حصل ذلك اليوم, أعتقد انك محق.. كانت مجرد هلوسات "
      " تعني الصوت؟.. كنت أعلم أنك ستعود لرشدك " قال وهو يقفل جهازه " أود أن أتنزه معك قليلاً, ولكني وعدت أبي بإحضار شيء له, أراك لاحقاً"
      " وداعاً " صاح وايمر وفيكتور يبتعد " أتمنى رؤيتك قريباً " التفت إلى اليكس ليراه يحدق به بتعبير غريب " ماذا؟ "
      " أنت لا تودع شخصاً رأيته لأول مرة بهذه الطريقة, بل تودعه بطريقة هادئة." قال وهو يشيح بوجهه وينظر لأطفال يلهون .
      " حسناً, لا تغضب يا صديقي.. أنا لن أسحب سوائل جسمه أو شيء من هذا القبيل."
      " أرجوك, لا أريد التفكير طاقتك أو بطاقتي لبعض الوقت, أعني.. أنا سعيد بها, ولكن علي التفكير بسبل لإخفائها وضمان عدم أذيتي لأحد "
      وللمرة الثانية.. صمت وايمر.. ولكنه نهض فجأة ..
      " تعال معي بسرعة "
      " ماذ-"
      " انهض! " قاطعه بحزم وهو يجذبه لخارج المنتزه " إلى أين تأخذني!؟" صاح اليكس ..
      ولكنه لم يجبه حتى تعمقوا في المدينة ووصلوا لأحد الأزقة المهملة
      " ماهذا؟ أتريد تصوير فلم إجرامي " قال اليكس متهكماً
      " لا, انتظر قليلاً وسترى خصمك " قال بحماس
      " خصم!؟, لا لا لا .. لا أريد القتال الآن, ما زلت صغيراً!"
      " فات الأوان" قال وايمر وهو يبتسم " لقد جاء..."


      الفصل الرابع

      أخذ وايمر يتراجع للخلف, حتى خرج من الزقاق
      "إلى أين تعتقد أنك ذاهب؟" التفت له اليكس وصاح " لا تتركني وحدي "..
      " آسف يا صديقي, عليك أن تتدبر أمرك " لوح بيده فتكون جدار من الجليد أمامه " حظاً موفقاً, قاتل بكل قوتك. " و رحل..
      "" أين هو؟ " تلفت اليكس يمنة ويسرة " أين؟ "
      ترددت أصداء ضحكات في الزقاق" أظهر نفسك!" صاح بتوتر..
      " دوماً تفترضون أن خصمكم ذكر.. ما هذا التحيز ؟"
      نظر اليكس إلى مصدر الصوت.. أمامه كان خصمه..
      " أمن المفترض أن أقاتلك؟ .. اذهبي والعبي بعيداً " أشار اليكس للفتاة الصغيرة أن تبتعد
      " ستدفع ثمن ذلك " صاحت بغضب وهي تقفز في الهواء عالياً.. إنها تطير!
      " أراهن أنك لا تستطيع فعل ذلك .. هاهاها" مدت يدها أمامها "والآن.. ستدفع ثمن سخريتك مني" اندفع سائل أسود اللون فحاول اليكس أن يتفاداه ولكن جزءاً كبيراً من ثيابه أصيبت ..
      " ما هذا؟" لمسه وشمه "نفط؟"
      " أجل نفط, أسمعت به؟" أخرجت شيئاً من جيبها " وهو يشكل خليطاً رائعاً مع النار " أشعلت القداحة "وسأمنحك شرف رؤية هذا الخليط "
      أدرك اليكس ما كانت ترمي إليه فقفز مبتعداً بسرعة عندما ألقت بالقداحة المشتعلة في البقعة التي كانت واقفا فيها, لقد كانت حركته أسرع مما يتصور, فقد ركض ناحية الجدار قبل أن تشتعل البقعة وأخذ يصرخ لطلب النجدة من وايمر
      "وايمر, أيها المجنون تعال وأخرجني" صرخ بأعلى صوته وهو يحاول إزالة النفط من ثيابه..
      "لن يساعدك صديقك, أيها الأشقر الغبي " أطلقت ضحكة شريرة " سأستمتع باللعب بك, فأنا لم ألعب بتنين من قبل.. ناهيك أن يكون كهربائياً!"
      أطلقت المزيد من النفط ناحيته, فانتقلت النيران من بقعة النفط السابقة إلى المكان الذي كان يقف فيه قبل لحظات لتشتعل النيران أكثر وأكثر ..
      ‘علي أن أفكر .. إنها تطلق النفط على دفعات... كمسدس.. ماذا لو...‘ لمعت في عقله فكرة لإنقاذ نفسه فقرر تنفيذها على الفور, فلم يكن لديه وقت لقياس فرص نجاحها..
      " يا صغيره! " صاح اليكس " أراهن انك لن تصيبينني وأنا أتحرك!"
      " يا لك من هاو, إصابة هدف متحرك ممتع أكثر" مدت يدها مجدداً "هيا أيتها العظاءة!"
      ما أن رأى اليكس النفط حتى أخذ يجري مسرعاً وهي تطلقه عليه كصنبور مياه والنار تشتعل أكثر .. حتى وصلت النيران لها فجأة فسقطت من الهواء فارتطمت بالأرض وهي تصرخ و نهضت لتجري في كل مكان ..
      لقد نجحت خطته, ولكن ظهرت أمامه عقبة جديدة.. إنه محبوس في زقاق مشتعل مع فتاة مجنونة مشتعلة تجري في كل ناحية.. وهي تتجه نحوه!
      أخذ يجري ناحية جدار الجليد.. لن تستهدفه إن رأت جليداً وهي مشتعلة, ولكنه ما أن وصل للجدار حتى ذاب فجأة وانهمرت المياه كالمطر.
      " أحسنت." ظهر وايمر عند مدخل الزقاق وهو يصفق بحرارة " لكن اخبرني, لم لم تستعمل طاقتك؟"
      " لأني لا أعرف كيف أيها المجنون" هجم عليه اليكس بغضب " كدت أموت محترقاً!"
      " كنت أراقبك يا صديقي.. أنا لست غبياً لأتركك وحدك. " أبعده ونظر للفتاة الصغيرة المستلقية تحت المطر والدخان يتصاعد منها " وأرى أنك تدبرت أمرها جيداً " حرك يده ليوقف المياه المنهمرة " كيف حالك يا إميلي, لم أرك منذ.. لنر.. منذ آخر مرة حاولت فيها قتلي والاستيلاء على طاقتي.. أجل!"
      " سأخبر الباقين عن وجوده.. لن تحصلوا عليه!" قالت بغضب ..
      " إنهم لا يعلمون إذاً.." قال وهو يتظاهر بالتفكير " هذا يعني أننا إن قتلناك – ولكنك صغيرة على الموت- حسناً, إن قطعنا لسانك.. لن يعلم أحد بوجوده!" هتف بنبرة استنتاجية.
      " لن تجرؤ " قالت وبعض الخوف يبدو في نبرتها .
      " ألا أجرؤ؟" قال وهو يشير للماء الذي ملأ المكان " ألا تعلمين أن بعض قطع الثلج من الحدة, بحيث تقطع ألسنة الفتيات الصغيرات؟"
      " لن تمسكني! " قفزت وطارت مبتعدة " سأخبرهم!"
      " أوقفها!" صاح اليكس "ستخبر من لا أعرفهم بوجودي وسيقتلونني مثلما حاولت هي!"
      " اهدأ" قال وايمر "ما المتعة إن لم يعلموا بوجودك؟"
      "متعة؟" تجمد اليكس في مكانه " أتقول أن كون حياتي مهددة بالخطر هي متعة!؟"
      " لا تقلق .. سأحميك"
      "أجل.. كما حميتني قبل قليل"
      " على كل حال .. علينا تنظيف ثيابك .. قف منتصباً" مد يده أمامه " سيدغدغك هذا قليلاً "
      بدأ النفط ينفصل عن ثيابه " إنه سائل " قال وايمر ببساطة
      "أتخططون للاستيلاء على طاقتي؟" قال اليكس وهو يراقب تعابير وجه وايمر ..
      " إن كنت سأفعل, فلن أخبرك..أليس كذلك؟" بدأ يسحب المياه التي ملأت شعر اليكس وثيابه بسبب المطر "كما انك أخي الأصغر أيها المغفل!"
      "أجل.... صحيح.."صمت وبدأ يسير..
      "إذاً؟" نظر وايمر لأليكس وكأنه أغبى مخلوق في الكون" ألن تطلب من سائقك أن يقلنا؟"
      "أجل.. صحيح" أخرج هاتفه " لو لم تقم مياهك الغبية بتبليله" قال وهو يحاول إخراج الماء منه بهزه
      " توقف, توقف!" خطفه منه " ألا تحمل لي ذرة احترام؟" أمسكه وسحب الماء منه " خذ, سيعمل كالجديد" سلمه له.
      ضغط بعض الأزرار بينما ابتسم وايمر فخوراً بقوته
      " جونز.. أجل أنا اليكس, أنا في الشارع الثامن" نظر للمبنى مقابله " سأنتظرك في مقهى شادوز " أنهى مكالمته بعدها.
      " ماذا ستشرب؟" قال وايمر وهو يجلس مقابل اليكس في المقهى " ماء؟"
      "مضحك جداً" قال وهو يفتح القائمة " سأطلب حلوى مع بعض القهوة "
      " ألست صغيراً على القهوة؟"
      "أنا لست صغيراً على صعق الناس.. أليس كذلك؟" وضع القائمة بجانبه وقال" سأطلب لك نفس طلبي" أشار للنادل وأخبره بما يريد.
      بعد بضع دقائق كانت الحلوى والقهوة أمامهما.
      " إن كانت قهوتك ثقيلة.. دعني أخففها لك"
      " من قال لك أنه يحتاج مساعدتك؟" جاء هذا الصوت من الفتى الذي يجلس خلف وايمر " يمكنه طلب أخرى كأي شخص عادي."
      نهض الفتى من مكانه واستدار لتسقط الحلوى من يد اليكس.. نسخة أخرى منه ولكن بشعر أسود
      " إيريك جلروي ." مد يده ليصافح اليكس " سعيد بلقائك أخيراً"
      "أهلاً"
      " دعني أحزر" التفت لوايمر "أخي العزيز تنين الماء..لن استغرب إن نسيتني.. لم أرك منذ مدة يا أخي"
      " أهلا إيريك " غص باسمه وهو يسحب كرسياً لينضم لهم " تفضل"
      " تعلمت حسن السلوك.. " جلس بعد أن وضع مشروبه على طاولتهم " أرى العيش بعيداً عني أفادك"
      " أأنت تنين الهواء؟" قال اليكس وهو يتفحصه
      "أجل.. يبدو أن وايمر وجدك أولاً .. قل لي.. هل دربك على صد الضربات"
      "كلا.. بل ألقاني مع فتاة طائرة مجنونة تطلق نفطاً من يديها "
      " ألا زالت حية؟" قال مستغرباً" اعتقدت أنك قتلت اميلي في آخر مرة يا وايمر."
      " لا حاجة لقتل فتاة صغيرة" غمغم وهو يغوص في مقعده
      " أنا اعتقد أنه شيء عرقي .. لأنها تملك طاقة سائلة.. أليس كذلك؟" قال بابتسامة هادئة " ماذا عنك يا اليكس؟ "
      التفت له اليكس وهو يهمس " ألا نستطيع تأجيل هذا الكلام عن القوى.. لا أريد أن يسمعنا أحد "
      " بالطبع .. أنت تعجبني, فأنت ذكي ومتفطن "
      رن هاتف اليكس فرد ليصله صوت جونز مبلغاً إياه بوصوله
      دفع كل منهم حسابه وخرجوا
      " تفضل سيد … اليكس " تجمدت يد جونز على مقبض الباب عندما رأي ثلاثة صبيان لهم ذات ملامح اليكس
      " يا شباب " تنهد اليكس وهو يركب السيارة " علينا ألا نظهر معاً دون تنكر .. ثلاثة أولاد مع شعر أزرق, أسود, وأشقر .. هذا سيلفت الأنظار" أغلق جونز الباب خلف إيريك بعد أن استعاد سيطرته على نفسه
      " لقد قلت لك بأنك ذكي" ابتسم إيريك " سنجد ملابس مناسبة.. ونظارات شمسية ستكون مفيدة"
      " لدي سؤال" قال اليكس و السيارة تتحرك "لماذا نحن جميعا في الرابعة عشر من عمرنا؟"
      " لأننا نعيش طويلاً بهذا الشكل .. أي أننا قد نقضي عشر سنوات ونحن نبدوا في الرابعة أو الخامسة عشر.. بالطبع نحن نكبر ونشيخ.. نموت ثم نولد ولكن في الغالب تتزامن ولاداتنا فنصبح في الرابعة عشر في نفس الوقت .. كما أن أجسادنا في هذا العمر أكثر مرونة "
      "أين تسكن يا إيريك؟" قال وايمر بعد فترة صمته الطويلة " لم تخبرني بعنوانك"
      " أنا أعيش في الشقة السادسة والسبعين في الدور التاسع عشر من أبراج الشيريز .. البرج رقم اثنين "
      " اعتقدت أنك تكره الأرقام الزوجية.."
      "ليس إن كان بينهم رقم فردي"
      " هل تريد منا إيصالك؟" قال اليكس وهو يعتدل في جلسته
      " كلا شكراً " ابتسم بامتنان
      ’ كم أكره تلك الابتسامة’ تردد صوت وايمر في رأس اليكس ’ هذا ما أكسبه محبة والدتي.. أتعلم لم لم يرد منا إيصاله؟ .. لأنه يستطيع الطيران بجعل الهواء يحمله ’ قال بلهجة ناقمة
      ’ توقف عن الدخول لعقلي’ فكر اليكس .. قد تنجح هذه الطريقة في مخاطبته
      ’ أتفضل أن أقول ذلك بصوت مسموع؟’ لقد نجحت .. يمكنه التخاطر معه!’ لحظة!.. هل تخاطرت معي!؟’
      " رائع!" صاح وايمر " كنت اعرف انك ستتعلم التخاطر بسرعة!"
      " كان يتكلم عني بالسوء .. أليس كذلك؟ .." قال إيريك " هذه هي نفس الطريقة التي علم بها تنين النار التخاطر "
      ’ أنا أستطيع التخاطر .. رائع!’ قال في نفسه
      ’ وأنا أستطيع سماع أفكارك.. رائع!’ صاح وايمر في عقل اليكس
      ’ كفاك تجسساً’
      ’ ليس حتى تتعلم كيف توقفني’
      ’ هل يمكنني الانضمام’ جاء صوت إيريك
      ’ عقلي ليس مقهى .. اخرجا!’
      ’ هيي إيريك .. آسف لتصرفي معك ببرود .. لقد كنت أعاني من ... غازات!’
      ’ هذه كانت مضحكه’
      ’ ما هذا .. برنامج حواري؟’
      ’أجل وأنت الاستديو’
      " توقفااااااااا" صرخ اليكس قبل ان ينتبه إلى جونز الواقف أمام بابه المفتوح
      " لقد وصلنا يا سيدي"

    3. #3
      التسجيل
      08-08-2004
      المشاركات
      28
      المواضيع
      11
      شكر / اعجاب مشاركة

      مشاركة: التنين الخامس

      الفصل الخامس

      " بست.. وايمر؟"
      "ماذا تريد؟" فتح وايمر عيناً واحدة استجابة لاسمه
      " لقد تركت لك إفطارك على طاولتي " التقط اليكس حقيبته من الكرسي" أنا ذاهب للمدرسة, لا تدع لين ترك.. إنها تعتقد أنك تذهب لمدرسة أخرى "
      "حسناً" أغلق عينه "سأتحول لبقعة ماء.. إن كان هذا ما تعنيه"
      "أنا لم أقل ذلك ... أ..أيمكنك حقاً فعل ذلك؟" سأل بتردد
      "بالطبع لا يا أخي العزيز " انقلب على الجهة الأخرى من سريره "أنا تنين ولست حرباء"
      "لايهم .. وداعاً"
      ***
      "مرحباً فيكي" ألقى بنفسه كعادته بجانب صديقه "كيف حالك؟ .. يوم جميل أليس كذلك؟"
      "أنا بخير, شكرا"
      "بخير؟" نظر له متعجباً "ما حكابة المزاج المعتدل؟ أعمل أحد اختراعاتك أم ماذاً؟"
      "كلا.. إنه فقط يوم جميل"
      "حسناً كما تشاء"
      بالفعل هذا يوم جميل لأنه استطاع العيش بعد مواجهة فتاة النفط المشتعلة ..
      ’ نسيت أن أقول لك..’ جاء صوت وايمر في عقله ليقطع حبل أفكاره عن اليوم الجميل ’يوماً سعيداً في المدرسة يا عزيزي!’
      ’أكرهك!’
      ’وأنا أحبك أيضاً’
      "اليكس؟" حدق فيكتور به باستغراب"لم قطبت جبينك عندما أخبرتك أني حصلت على آخر إصدار لفرقتك المفضلة؟"
      "أه.. أنا متفاجئ.. هذا كل شيء!"
      يوم دراسي ممل مر ببط كالعادة, واجبات وتحذيرات من الامتحانات القادمة..
      ولكن عند عودة اليكس للمنزل وجد شيئاً غير اعتيادي..
      شخص يقف عند عتبة منزله مرتدياً .. معطف المطر والقبعة خاصته!
      " أهذا ما عنيته عندما قلت تنكر؟" التفت له الشخص ليتبين له أنه وايمر " بصراحة هذا يعجبني.. فأنت لا تعلم متى تمطر!"تكونت سحابة صغيرة فوقه ثم تساقطت منها بعض القطرات " لم اقل أنها ستكون غزيرة"
      " توقف! توقف قبل أن تلفت الانتباه لنا!"صاح به
      " حسناً لا تقلق" تبددت الغيمة " ما الضير في بعض زخات ماء للتبريد؟"قال بتبرم
      " هذا فصل الصيف أيها الذكي! كيف تهطل وكيف ترتدي معطف مطر في الصيف؟!" جذبه من ذراعه واتجه للمنزل " تعال معي.. سأجهز لك ثياباً مناسبة "
      ***
      " هكذا أفضل" نظر اليكس لوايمر بفخر "قلت لك أن ذوقي سيعجبك"
      " اكره الرمادي" تحسس القبعة فوق رأسه " كما أني أكره حبس عيني الجميلتين خلف قضبان النظارات الشمسية!"
      "لست في موقف يسمح لك بكره أي شيء.. يمكنك الخروج وفعل ما تريد" توجه لجهاز أسود اللون ملقى على الطاولة " علي أن أشغل هذا الشيء.. لا أريد أن اعلق مع مجنونة مشتعلة أُخرى قبل أن أتقن استعمال طاقتي"
      " ألم تقتنع أنك أنت تنين الكهرباء بعد؟" أوقفه وايمر
      "بلى"
      " إذاً لماذا تضيع يوماً صيفياً كهذا بحبس نفسك مع أجهزتك الغبية؟" عقد ذراعية أمام صدره
      "ماذا تقترح إذا؟" أبتسم فجأة " أنا أعرف.. لنذهب ونقابل إيريك!"
      " أتعلم؟ فجأة لم تعد فكرة الجلوس في المنزل تبدو بذلك السوء" أشار وايمر إلى الجهاز الأسود " وسنعمل على جهازك!"
      "هراء! .. أنت قلتها, لم نضيع بوماً كهذا؟" رفع السماعة وطلب رقماً ما "جونز .. شغل السيارة.. سنخرج " أغلق السماعة و خرج من الباب مسرعاً
      لحق به وايمر وهو يغمغم " أنا وفمي الكبير .. كل مصائب الدنيا بسببه"
      بينما هما يتوجهان نحو الدرج رأى اليكس لين فصاح وهو يلحق بها "لين! ... هل عاد والدانا؟"
      " كلا ليس بعد .. لقد أعجبتهما استراليا وسيبقيان وقتاً أطول"
      " حسناً.. إن سأل عني أحد فأنا في الخارج"
      "أأنهيت دروسك؟"
      "أأنهيتها؟" قال بنبرة ساخرة وهو ينظر لوايمر
      " بالطبع لقد فعل!.. أنا حريص على مستقبله أيضاً كما تعلمين."
      'لا تقلق .. سأنهيها لك عند عودتنا' خاطره وايمر
      'شكرا.'
      " حسناً كما تشاء.. ولكني سأخبر والدي إن لم تأتني بعلامة كاملة"
      " لا عليك .. اعتبريها مضمونة" التفت لوايمر " علينا الذهاب"
      ذهبا إلى جونز الذي كان ينتظرهما أمام السيارة " توجه إلى أبراج الشيريز" قال اليكس قبل أن يركب السيارة..
      "أي برج بالضبط يا سيدي؟"
      "رقم اثنين"
      "حاضر" أغلق الباب خلفه
      " لدي سؤال لك " قال اليكس بعد أن استقر في مقعده " ألا تملك منزلاً؟"
      " أبدأت تمل من صحبتي؟" سأل وهو يتظاهر بأنه مصدوم
      "توقف عن ذلك .. أنا اعني.. إيريك لديه منزل" توقف قليلاً عندما رأى نظرة متضايقة على وجه وايمر " ألا تملك واحداً"
      " أولا: توقف عن مقارنتي به, وثانياً: أنا لدي والدان و منزل.. لكنهما في الجزائر.. "
      "أنت من الجزائر واسمك وايمر؟"
      "هذا ليس اسمي الذي أطلقه والداي علي.. لقد أعطيتك أكثر أسم أحببته في العصور التي عشتها, فلقد اتفقنا جميعا-أنا واخوتي- على أسماء ثابتة لنا.. كما كنت أقول.. لقد هربت لأبحث عنك, و بما أني لا أزال قاصراً فأنا لا أستطيع الحصول على عمل أو شقة كإيريك.. لقد مت قبل ثلاث عشرة سنة و عاش هو."
      " على ذكر إيريك.. لمَ تغار من قدرته على تحريك الأجسام؟ .. لقد أظهرت جداراً من الجليد من لا شيء .. إذاً لمَ لا تحيط الأجسام بالماء وتحركها؟"
      " لأن ذلك يعني هدر جزء من طاقتي أيها الذكي .. فمادة إيريك موجودة في كل مكان ولا يحتاج لإطلاق شيء. إن التحكم بالمادة أسهل من إطلاقها بكثير.. فإطلاقها يستهلك جزءاً من طاقتك مهما كان صغيراً .. بالطبع ذلك لا يؤثر فيَّ لأني خبير..أضف إلى ذلك أن تغليف الأجسام يحتاج وقتاً وحياتنا محكومة بالثواني."
      ساد الصمت بعدها ليقطعه توقف السيارة أمام وجهتهم "لقد وصلنا يا سيدي" قال جونز وهو يفتح الباب
      "حسناً" ترجل من السيارة " ابق هنا .. لن نتأخر"
      "كما تشاء يا سيدي"
      دخل الصبيَّان وتوجها لمكتب الاستقبال " نحن زوار لإيريك جلروي. من الشقة السادسة والسبعين "
      " حسناً يا سيدي..ولكن يجب الإعلام عن الزوار أولاً.. هل لي باسميكما فضلاً؟ "
      " اليكس نيومان"
      "وايمر دانيلز"
      ضغط الموظف رقم الشقة وانتظر الإجابة " مرحباً سيدي.. آسفة لإزعاجك ولكن هنالك سيدان باسمي اليكس نيومان و وايمر دانيلز يريدان مقابلتك..... حسناً سيدي." أغلق السماعة وابتسم" تفضلا إلى الدور التاسع عشر" أشار إلى المصعد.
      "أتتوقع وجود صحبة معه؟" قال اليكس حال انغلاق باب المصعد
      "أجل بالطبع!... بعض السحالي والتنانين .. وربما نجد نمرين أبيضين." ولكن عند رؤية النظرة على وجه اليكس أكمل قائلاً " إنه ليس اجتماعياً " أسند ظهره لجدار المصعد " أعتقد أنه شيء له علاقة بذكائه المتقد "
      "ماذا تعني؟ " اعتدل اليكس في وقفته " أنت ذكي أيضاً.. لقد حللت كل أسئلة امتحاني بسهولة, أنا لم أنس ذلك. "
      " تلك كانت خبرة .. لا تنس أني درست هذه السخافات مراراً وتكراراً "
      "مهما يكن.. يستحيل أن تكون الأسئلة ذاتها.. لا يمكنك حلها إن كنت غبياً!"
      "بالطبع أنا لست غبياً!" صاح به "لكني لست بذكائه.. هذا كل شيء!"
      "حسناً لا تغضب.. لقد وصلنا"
      توجها إلى الشقة وطرقا الباب ففتح لهما ايريك " أهلاً وسهلاً" تنحى ليسمح لهما بالدخول " زيارة غير متوقعة من أخوي العزيزين"
      "أخوك أراد زيارتك.. وبما أنني أقطن لديه اضطررت لمرافقته " غمغم وايمر قبل أن يلقى نفسه على الأريكة
      "أنت تسكن في منزل اليكس؟ ألا تخجل من نفسك؟... إنها المرة الأولى التي يلقاك فيها وأنت تزعجه منذ الآن؟" جلس بجانب وايمر " تعال واسكن عندي!"
      " لا داعي.. إنه لا يزعجني"
      "كما تشاء"نهض ليجلب مشروباً للصبيين " ماذا تحب أن تشرب؟"
      " ماء" أجاب وايمر
      " أعرف ذلك .. أنا أسأل أخي الجديد"
      "عصير"
      "لحظة واحدة" ذهب وعاد بعد بعض دقائق بكوبين من الماء وكأس من عصير البرتقال " إنه معلب..أنت لا تمانع, أليس كذلك؟" أعطاه لاليكس
      "أسمعت آخر الأخبار ؟ اثنر في الجوار"جلس مقابل الصبيين..
      "أين هو بالضبط؟" وضع وايمر كأسه على الطاولة "أنت تعلم أني أفضل صحبته على صحبتك"
      "إذاً فاسمح لي أن أخبرك بسر صغير: أمنيتك ستتحقق" قال صبي بشعر أخضر ظهر على عتبة باب أحدى الغرف.. كان يشبههم, ولكنه بدا أكبر سناً.
      " لقد جاء قبل يومين" همس ايريك لاليكس
      "اثنر!" نهض وايمر ليعانق أخاه بقوة " لم أرك منذ فترة يا رجل!"
      "بالفعل!.. مر وقت طويل جداً"قال بابتسامة واسعة وهو يتجه لاليكس " إذا فهذا هو أخونا الأصغر الكهربائي.. كان حرياً بي أن أعرف أن شعرك سيكون أشقراً" عبث بشعر اليكس قبل أن ينهض الأخير ليصافحه
      " اليكس نيومان "
      "اثنر بريس" أشار لشعره "تنين الأرض كما هو جلي"
      " متى عدت من.... أين كنت في الأصل؟" جذب وايمر أخاه ليجلس بجانبه
      " اليابان.. المكان جميل هناك, ولكنه ليس أجمل من رؤية إخوتي"
      بعد دقائق من لقائهم ببعض كان الجميع يجلس بصمت في غرفة جلوس ايريك
      "بالمناسبة, أين فاغن؟" شرب اثنر من كأس الماء الذي جلبه له ايريك " لم أره منذ قرون"
      "أعتقد أنه في المكسيك.. وقبل أن تسألني يا اليكس, فاغن لوشير هو تنين النار" التفت وايمر لاليكس وأكمل " لم نره منذ فترة طويلة.. إنه ليس ممن يحبون اجتماعات العائلة"
      " صحيح.. مر زمن منذ آخر مرة اجتمعنا" تمتم اثنر
      " اجل... منذ حادثة سيلين"قال وايمر بلهجة باردة
      "أيتوجب عليك أن تثير هذا الموضوع في كل مرة نجتمع؟" تنهد ايريك
      "أجل يجب علي ذلك.. فلولا حماقتك لما رحل فاغن دون عودة!"
      "إنه ذنب فاغن.. لو لم يخبرها بمكانها لما كان علي قتلها!.. لقد كانوا على وشك خطفها و معرفة مكان البلورات!"
      "فلتذهب البلورات إلى الجحيم! إنها لا تستحق أن نخسر أخانا, كما أننا لم نكن قادرين على تشغيلها من دونه!" صاح وهو ينهض من مكانه ويشير إلى اليكس " كنا ننتظره كما ينتظرونه,فلا حول لهم ولا قوة حتى وإن امتلكوا البلورات! كان من الممكن أن نستعيدها بسهولة, والآن بفضلك ينقصنا تنين آخر!" انقلب صياحه إلى صراخ "ألا تعلم كم انتظرت تلك اللحظة!؟.. اللحظة التي اشغلها فيها واحصل على نصيبي من السلطة والقوة!"
      "إنه يريد تشغيلها مثلنا, وعندما يعلم بوجود اليكس سيعود!" صاح به "اجلس و اهدأ قبل أن تفضحني في المبنى"
      "يا شباب... هنالك شيء ما يحصل في الخارج!" هتف اثنر فجأة




      الفصل السادس

      اتجهت أنظار الجميع للنافذة حيث رأوا شخصين يطيران خلفها
      "إيملي" همس أثنر
      "و شخص بصبغة شعر سيئة" أكمل وايمر وهو يلتفت لينظر للبقية " كيف سنقاتلهم أمام الناس؟"
      "بسيطة" قفز ايريك إلى خزانة بقرب الباب وأخرج منها أقنعة سوداء "بهذه"
      "نسطو على بنك؟" أخذ وايمر واحدة منها " لا اعتقد أنه الوقت المناسب لذلك"
      " وليس الوقت المناسب لظهور روحك الفكاهية " ارتدى اثنر واحدة منها
      "استعدوا" تحرك واحد من التماثيل المتوسطة الحجم و ايريك يغمغم " لقد أحبب هذا التمثال" قال وزجاج النافذة يتناثر اثر اصطدام التمثال بالنافذة
      " إنهما في الأسفل...كيف سننزل؟ " سأل اليكس "هما يستطيعان الطيران" أكمل الجميع ارتداء أقنعتهم
      " وكذلك نحن" ابتسم ايريك وهو يرى تعبير وجه اليكس عندما ارتفع عن الأرض " تنين الهواء, أنسيت ذلك؟" أشار لنفسه بفخر
      " أعتقد أنهما قتلا نصف سكان المنطقة أثناء تفاخرك, والنصف الآخر انتحر بعد سماعك" تمتم وايمر ليرتفع بعدها ويُقذف عبر النافذة "أحمق!!" صاح بأخيه والآخرون يلحقون به
      " إنهم في الأسفل" قال اثنر لينزلهم ايريك بسرعة, لكنه جعلهم يهبطون بأمان
      دقق اليكس النظر بالشاب ذو الشعر الطويل الواقف بجانب إيملي, شعره كان ذو لون أصفر باهت, أقرب ما يكون للرمال, وكذلك كانت ثيابه..
      "أهلاً وسهلاً " قال وايمر مستهزئا "أجلبت أخاك الكبير لينتقم لك؟"
      "لمعلوماتك هذا ليس أخي, إنه يدعى سرفيوم" صاحت به "ولكنك أصبت في قدومه للإنتقام.. أنتم لم تروه من قبل لأنه عضو جديد.. بطاقةٍ جديدة!"
      "أيمكننا تجربتها؟"قال ايريك وهو يحوم حولهم ويراقب الناس الذين اخذوا بالجري مبتعدين, الأبراج مقامة أمام منتزه.. هذا يعني نساءً وأطفالاً ..
      "بكل سرور" رد سرفيوم وبغضون لحظات أراهم عينة من طاقته
      جبال من رمال أخذت تظهر وتمسك بأرجل التنانين, حتى ايريك الذي لم يتوقع شيئاً من هذا القبيل وقع في الفخ
      "أأنت مغفل أم ماذا؟ ألا تعرف من أنا؟" قال وايمر وهو يطلق مدفعاً من الماء على الرمال الممسكة به
      " وايمر لا تفعل!!" صاح به ايريك "مياهك الغبية ستحول الرمال إلى طين!!"
      "أوبس" قال وايمر وهو يرى فداحة فعلته "اثنر! افعل شيئاً!"
      "أنا أحاول" أخذت الرمال حول ساقيه تتفكك
      "ليس بهذه السرعة " جاء صوت سرفيوم مصاحباً بكرة من الرمال أصابت اثنر في معدته, وتبعتها كرات أصاب كل تنين عاجز عن الحركة
      "ما رأيكم؟" ابتسمت إيملي لانتصارها "من القوي الآن؟"
      قبل أن يتمكن أحد من الرد جاءت صاعقة من اليمين لتضرب سرفيوم وتلقيه على الأرض. وبسبب ذلك فقد تركيزه وتحرر التنانين
      " ظننتك قلت أنه لا يعرف كيف يستخدم طاقته!" صاح بالفتاة " غبية!!"
      "لم.. لم أكن أعلم"
      "أوه.. كم هذا لطيف.. شجار الأخت مع أخيها"قال وايمر بطريقة الأم
      "قلت لك أنه ليس أخي!!" صاحت له وهي تطلق كرة نفطية تفادها بسهولة
      "أتود رؤية طاقتي؟" ابتسم اثنر بينما ظهرت فروع من الأرض وأمسكت بالفتاة والشاب " ألم المعدة الرملي هذا لن يوقفني"
      "أنظروا!.. نافورة مياه" تناثرت المياه عليهما من النافورة "ألم أقل لك أن التحكم أسهل من الإطلاق" التفت لأخيه ثم عاد ليواجه ايملي وسرفيوم "كما يكون النفط مزيجاً رائعاً مع النار.. كذلك يفعل كل من الكهرباء والماء"
      "سأفعلها إن لم ترحلا" قال اليكس وهو يمد يده متوعداً
      حررهما اثنر من النباتات ومنحهما ايريك دفعة هوائية لوجهتهما..
      "لمَ لم تقتلهما؟" قال وايمر وهو يستدير ليواجه أخاه " لقد لمتني عندما تركت ايملي تذهب آخر مرة"
      " لقد أخبرتْ أولائك القوم الذين لا أعرفهم بأني موجود.. إذا فلا جدوى من قتلهما"
      "أنا فخور بك" ربت اثنر على كتفه "أن تعفو وأنت تقدر .. إنه لشيء عظيم"
      "والآن.. لنذهب للمكسيك!" هتف وايمر "لقد اشتقت لفاغن"
      "لا أستطيع أن أترك أختي لين هكذا.. سأذهب وأخبرها على الأقل"
      "كما تشاء.. في أي حي أنت؟" رفعه ايريك بالهواء وأخبره اليكس بعنوانه "حسناً.. عرفته" توجه لمنزل اليكس
      " ألن يرانا أحد؟" سأل اليكس بقلق
      "بالسرعة التي نطير بها؟ .. كلا" رد عليه اثنر
      " لقد أحاطنا أخي الغالي بفقاعة هوائية تحمي أجسادنا من التمزق جراء السرعة العالية" أضاف وايمر
      "وصلنا" أنزلهم في الساحة الخلفية "سننتظرك هنا.. ستجن أختك إن رأت ثلاثة نسخ من أخيها العزيز"
      "حسناً " خلع قناعه "سأعود حالاً"
      توجه للمنزل وأخذ ينادي أخته, لكنه لم يحصل على أي جواب.. توجه لغرفتها لكنها لم تكن هناك, كل ما وجده على سريرها كان ورقة كُتب فيها :

      عزيزي تنين الكهرباء
      أختك أسيرة لدينا حتى نحصل على البلورات
      ليست هناك أي ضمانات لما سيحصل لها إن تأخرت في إعطائنا ما نريد

      المخلصون:
      سادة العالم


      وقف جامداً في مكانه, يحاول استيعاب ما جرى.. كان يعلم أن طاقته ستؤذي احدهم .. لكن ليس لين!
      ركض بأقصى طاقته حتى وصل لأخوته وألقى الرسالة بوجه وايمر
      "قلت لك بأن الأمر مخيف..لقد أرسلوا سرفيوم وايملي لإشغالنا!.. لقد اختطفوا لين!" صرخ به و عيناه تلمعان بالدموع "لا أريد هذه الطاقة إن كانت ستجلب الأذى لأحبائي!!"
      "للأسف هذا ليس خياراً"قال اثنر بهدوء "هذا قدرك"
      "قدري؟! .. قدري أن أخسر أختي لمجموعة مجانين يسمون أنفسهم سادة العالم؟!"
      "ليس عليك القبول بهذه الخسارة" قال ايريك " تعال معنا للمكسيك وغير مصيرك!"
      "لست متأكداً إن كنت أريد أن أراكم مرة أخرى في الأساس"
      "أتتراجع الآن؟" امسك به وايمر و ثبته على جدار بحيث أصبح مواجهاً له "أتستسلم لأول أزمة تواجهك؟.. ماذا ستقول لين إن رأتك الآن؟ .. إن رأت أخاها يتحول لجبان عديم القيمة!" صاح وهو يشدد من ضغطه على كتفي اليكس " إن ذهبت معنا للمكسيك فسنجتمع بفاغن و نشغل البلورات..وبعدها لن نقهر! .. سننقذ أختك بلمح البصر, ويمكنك منحها دولة!"
      بدا وكأن اليكس لن يقتنع أبداً.. ولكن فجأة ارتخت عضلاته و همس " حسناً.." تحرر من قبضة وايمر الحازمة "ولكن لنسرع .. لا أعرف ما قد يحصل للين!"
      فعل ايريك ما فعله في المرات السابقة "إلى المكسيك.. نحن ذاهبون!"صاح وايمر بحماس


    ضوابط المشاركة

    • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
    • لا تستطيع الرد على المواضيع
    • لا تستطيع إرفاق ملفات
    • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
    •