" حالات ميؤوس منها"
مهما فعلتِ.. ومهماً صنعتِ.. مع من لا إخلاص لهم ولا وفاء.. فإنكِ لا تستطيعي أن تصلحي أحوالهم أو أن تنظمي حياتهم.. أو أن تبعديهم عن الشر الذي وقعوا وغرقوا فيه... ذلك أن البشر الذين تعودوا حياة الجنوح.. يجدون صعوبة في العودة إلى الحياة الطبيعية.. لاسيما حين يجدون أنفسهم محاطين من كل جانب بعناصر لا تريد لهم الإفاقة والعودة إلى الصواب من الوضع المأساوي الذي يعيشون فيه... وإذا نحن توهمنا لحظة من اللحظات أن بإمكاننا أن نعيد هذا النوع من الناس إلى الجادة... فإننا نخطئ كثيراً... لأن البيئة التي تحيط بهم لا تسمح لهم بالارتقاء أو الخروج من دائرة الخطيئة... وإذا وجد الإنسان نفسه محاطاً بعناصر لا تستطيع الحياة.. فإن إنقاذه من هذه البيئة يصبح مستحيلاً وعملية معقدة... وعلينا في هذه الحالة أن نفعل أمراً من أمرين:
* إما القبول والاستسلام والمشاركة في هذا الواقع المؤلم...
* وإما العمل على بتر هذه الصلة وتناسيها والدعاء لصاحبها بالهداية أملاً في الخروج من هذا الحال المأساوي...
وبين الخيارين يعاني الإنسان من شعور مزدوج... شعور بالفشل والإحباط... وشعور بالعجز لعدم الاستطاعة على تغيير هذا الوضع المتردي لأناس لم يعد يرجى منهم أمل... لكن النتيجة النهائية هي أن الفائدة تبدو مستحيلة من تحقيق أي نجاح أو إصلاح الإنسان عندما يبلغ به التردي درجة لا يُرجى برؤه منها...
فاصلة..
من تضيع الوقت أن تظل تحلم بتحقيق المعجزات في بعض الأحيان..
قال المتنبي:
من يهن يسهل الهوان عليه
ما لجرح بميت إيلامُ
وقال الشاعر:
وصل المواصل ما صفالك ودّه
واحذر حبال الخائن المتبدل
واترك محل السوء لا تحلل به
وإذا بنابك منزل فتحول
وإذا تشاجر في فؤادك أمران مرة
فأعمد للأعف الأجمل