جدّد الرئيس الفنزويلي هوجو شافيز اتهاماته لواشنطن بمحاولة اغتياله وقال في حديث للمراسلين أمس في باريس : "إذا ما قتلت اعلموا أن واشنطن دبّرت عملية اغتيالي" . وحذّر الولايات المتحدة قائلا:
"إذا نجحوا باغتيالي سيندمون، لأنهم سيواجهون ثورة عارمة ليس في فنزويلا فحسب، بل وفي أميركا اللاتينية كلها. وسترتفع أسعار النفط بجنون وسيتوقف تصديره إلى الولايات المتحدة". ودعا المراسلين إلى قراءة كتاب "كود شافيز" للكاتبة الأمريكية إيفا جولينبر التي زوّدته بوثائق تؤكد ضلوع الـ "سي، آي، إيه"، والبنتاجون في التخطيط للانقلاب العسكري ضده في 12 أبريل 2002 . وروى شافيز أحداث 12 أبريل من ذلك العام قائلا : "كنت سجينا. وكانت الحكومة الأمريكية أصدرت الأوامر بقتلي. ولهذا السبب بالذات غيّر الإنقلابيون الذين كانوا يدعون إلى إبعادي عن البلاد رأيَهم وأصبحوا ينادون ببقائي ليتمكنوا من تصفيتي. أخذوني إلى الشاطئ ووضعوا سيناريو ينص على قتلي عقب محاولة هرب مزعومة، وكادوا أن يفلحوا لولا نجاح مجموعة من الشجعان بإنقاذي..." وبالفعل، ضاعفت القوات الأمريكية مدعومة بمئات المرتزقة، عملياتها داخل الأراضي الفنزويلية خلال الأشهر الماضية بدعوى محاربة الميليشيات الكولومبية. وقامت بتدريب مجموعة مسلحة معادية للرئيس شافيز طمعا بإسقاط نظامه في المستقبل.
ووصف شافيز السياسة الأمريكية بالجنون ومثل لذلك باحتلال العراق والإدعاء الكاذب بوجود أسلحة الدمار الشامل. "لم تستمع واشنطن إلى صوت العقل ممثلا بالفرنسيين والألمان والأسرة الدولية التي دعتها إلى تفضيل خيار القنوات الدبلوماسية". وقال:"واشنطن اليوم تغوص في المستنقع العراقي. جنودها يحتلون البلد، يقتلون وينكلون بالأبرياء من نساء وأطفال ورجال دون وازع. أحد موظفي وزارة الصحة الأمريكية قال إن الجيش الأمريكي استخدم النابالم وغاز الخردل في الفلوجة". وأضاف شافيز أن واشنطن هي الخطر الحقيقي الذي يتهدد العالم اليوم. هذه الإدارة هاجمت بلادي منذ 3 سنوات، لأن فنزويلا حاولت ديمقراطيا، وأشدد على كلمة ديمقراطيا وضع برنامج بديل لا يدخل في حيز وفاق واشنطن".
وأعلن أن اجتماعا حكوميا سيعقد في شهر مايو المقبل بين مجموعة دول أمريكا اللاتينية والدول الأعضاء في الجامعة العربية لبحث تعاون دولي في المجال النفطي والاقتصادي والاجتماعي. قال إنه سيعود بعد ساعات إلى كراكاس لاستقبال الرئيس الإيراني محمد خاتمي الذي يقوم بزيارة رسمية تستغرق ثلاثة أيام لتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين. وبكلمة مختصرة فإن شافيز الذي قضى، منذ وصوله إلى السلطة عام 1999، على التحالف التقليدي مع الولايات المتحدة بتحالفه اليوم مع من تعتبرهم واشنطن أعداءها مثل كوبا وإيران ويوقع العقود مع معارضي سياستها الدولية الأوروبيين وعلى رأسهم فرنسا.
الوطن السعودية
