هناك اختلاف بين العلماء في موضوع الغناء، ومن الآراء المعتبرة التي نحترمها رأي فضيلة الشيخ علي الطنطاوي – رحمه الله – فقيه الأدباء وأديب الفقهاء في كتابه: ( فتاوى علي الطنطاوي ).:
(... لكن يطرأ عليهما التحريم في حالات:
الأولى : من جهة الكلام الذي يتغنى به، فإن كان فيه ما يمس العقيدة، أو يضل عن سبيل الله أو يدعو إلى محرم، أو ينفر إلى واجب، أو إذا كان فيه غزل بامرأة معينة معروفة لم يجز.
أما الغزل العفيف فلا مانع منه، وبم يتغنى الناس إن لم يتغنوا بشعر الغزل؟! هل يكون الغناء بألفية ابن مالك في النحو!!
الثانية: حال المغني والسامع، فإن غنت امرأة للرجال الأجانب لم يجز لأن صوت المرأة بالتطريب ( لا الكلام العادي بالصوت العادي ) يعتبر عورة، ولو كان بقراءة القرآن، لأنه قد ينقل الرجل من الخشوع لسماع القرآن، إلى الطرب المثير للعاطفة، لصوت المرأة.
الثالثة: وقت الغناء، فإن كان في وقت أداء واجب ديني أو دنيوي والغناء يشغل السامع عنه لم يجز، وإن طال الوقت حتى صار سماع الغناء عادة لا يستطيع تركها كان الأولى عدم سماعه.
الرابعة: مجلس الغناء، فإن كان فيه محرم كالخمر أو الأختلاط بين الجنسين لم يجز.
الخامسة: أثره في نفس سامعه، وهذا مقياس شخصي، فمن كان يعلم من نفسه أن الغناء والموسيقى يدفعانه إلى الحرام، أو يصرفانه عن واجب، لم يجز له أن يسمع، كالشاب العزب يسمع الغناء الذي يصف لوعة العاشق وجمال المعشوق، فيثير في نفسه طاقة ليس أمامه مصرف لها ( كما يكون أمام المتزوج ) فيفتش عن مصرف حرام فيقع فيه، أو يكتم هذه الطاقة في صدره فتؤذيه وتضنيه، وتصرفه عن مطالب العيش، وأسباب الدراسة، وما يحتاج إليه من عمل.
وهذا ينطبق أيضا على الألحان الموسيقية المجردة عن الكلمات، ورب لحن يسمعه المرء يذكره بالمكان الذي سمعه فيه ومن كان معه في ذلك المكان، فيسبب له التفكير في رغبة في الحرام وشوقا إليه، وربما كان قد سمع اللحن في مكان لا يسمح الشرع بدخوله. بل إن من النغمات ما يهيج العاطفة أو يبعث النشاط أو يحزن أو يرقص، فمن دفعه اللحن إلى الحرام حرم عليه سماعه.
فما لم يكن فيه شيء من ذلك، كأن يغني المرء لنفسه في وقت فراغه، أو تغني امرأة لزوجها أو للنساء، أو أن يغني الرجال للرجال بالشروط سبق ذكرها، أو يسمع الغناء من الراد بهذه الشروط، فهو على الإباحة الأصلية.
أما الوضع الحالي للمغنين والمغنيات وما يقترن به من تكشف واختلاط، وما ينفق فيه من جليل الأموال، وما يكون لهؤلاء من التقدير في المجتمع، والتقديم على أهل العلم، وعلى الأساتذة والأطباء فال يجادل مسلم في أنه ممنوع في الإسلام.)..
ملاحظة:
نحن جميعا نحترم كل آراء الفقهاء المسلمين... من غير الطعن فيهم.![]()
ومن سعة الإسلام أنه استوعب اختلاف العلماء في قضايا كثيرة وهذا من سماحة الإسلام وعظمته..
( الموضوع قابل للنقاش )..![]()
تحياتي،،