دمشق لا تتهرب من مسئوليتها عن حادث سقوط أجزاء من صاروخ سكود على أراضي تركية الاخبار السياسية
خطأ تقني صرف خلال تدريب عسكري
ذكرت صحيفة ( نيويورك تايمز) نقلا عن مسؤولين إسرائيليين اليوم الجمعة أن " سورية أطلقت ثلاثة صواريخ سكود تفكك أحدها فوق تركيا، في تجارب جرت الأسبوع الماضي , وتعتبر تحديا لواشنطن والأمم المتحدة ".
و أكدت مصادر سورية مطلعة لـ " سريانيوز " ما كانت " دمشق قد أعلنته الأسبوع الماضي من عدم تهربها من المسئولية عن هذا الحادث الذي عد من باب الخطأ الصرف " و ذكرت بأن " السفير السوري في تركيا د. خالد رعد قد قدم الاثنين الماضي توضيحا رسميا من السلطات السورية حول استفسارت عن هذا الموضوع كانت قد طلبته منه الخارجية التركية بعدما استدعته لذلك بشكل رسمي ".
و أضافت المصادر بأن " سورية قد ردت بالتوضيح بأن حادث سقوط أجزاء من صاروخ سكود قرب الحدود السورية التركية , و داخل أجزاء من الأراضي التركية يعتبر حادث ناجم عن خطأ تقني خلال تدريب عسكري ".
و عبرت دمشق " عن أسف الحكومة لهذا الحادث غير المتعمد , الذي سببه خطأ فردي وقدمت اعتذارا إلى الحكومة التركية " و أكدت بأن " السلطات السورية تتخذ إجراءات لتجنب تكرار مثل هذه الحوادث" منوهة إلى أن " تقييما للحادث يجري لمعرفة التفاصيل " .
و كانت رئاسة أركان الجيش التركي قد أصدرت بيانا السبت الماضي , أفادت فيه بأن " تحقيق الوحدات العسكرية التركية في منطقة الحدود, حول سقوط جسم غريب , دفعها إلى الاعتقاد بأن هذه البقايا قد تكون جزءا من صاروخ أطلق من سورية " لذلك قامت الخارجية التركية باستدعاء السفير السوري في أنقرة لطلب توضيحات، بعدما خلص تحقيق عسكري وشهود عيان إلى أن الأجزاء التي عثر عليها في حقل قرب الحدود مع سورية , عائدة لصاروخ انطلق من الأراضي السورية.
و ذكرت صحيفة ( نيويورك تايمز) نقلا عن مصادر بأن " التجارب التي جرت في 27 مايو للمرة الأولى منذ 2001، لصاروخ ( سكود بي) من الجيل القديم يبلغ مداه 300 كيلومتر وصاروخي (سكود دي) الأحدث يبلغ مداهما 700 كيلومتر، تندرج في إطار برنامج سوري متطور يعتمد على تكنولوجيا كورية شمالية " و أضافت " تتمتع هذه الصواريخ على الأرجح بقدرة على نقل شحنات كيميائية يمكن أن تنشر في الجو ".
وقالت هيئة الأركان التركية أن السلطات اتخذت إجراءات على المستويين الدبلوماسي والعسكري لتحديد مصدر قطع الصواريخ التي لم تسبب أضرارا.
وقال العسكريون أن عددا من سكان قريتي غولباشي ومحمودلو في محافظة هاتاي (لواء اسكندرون، جنوب شرق) أبلغوا الجيش بان أجساما سقطت في حقولهم الجمعة بعد انفجار في الفضاء. ولسورية وتركيا حدود مشتركة طويلة ويقع أقليم هاتاي الذي تطالب به سورية على الطرف الغربي.
ورأى مسؤولون إسرائيليون نقلت الصحيفة تصريحاتهم أن إطلاق هذه الصواريخ تشكل ردا من دمشق على ضغوط الولايات المتحدة والأمم المتحدة بشأن الانسحاب السوري من لبنان. وأضافت أن هذه التجارب ضرورية لمشروع صواريخ لكنها تشكل مجازفة من (الرئيس السوري) بشار (الأسد) في توجيه رسالة.
وأضاف المسؤولون الإسرائيليون أن الصواريخ أطلقت من شمال سورية والصاروخ الذي تفكك أطلق باتجاه الجنوب الغربي نحو البحر المتوسط , وسقطت قطع منه في محافظة هاتاي، موضحين أنهم صوروا فيلم فيديو لعملية إطلاقه وتفككه.
وأطلق صاروخ ثان إلى أقصى جنوب سورية قرب الحدود الأردنية على بعد نحو 400 كيلومتر.وأكد السفير التركي في واشنطن عثمان فاروق لوغ أوغلو للصحيفة أن الصاروخ لم يسبب إصابات وأن دمشق قدمت اعتذاراتها لأنقرة.
بارعة ياغي - سيريانيوز
2005-06-03