/
\
/
في عالم بعيد عن معاني الوجودية..
يختلط فيه الواقع بالحلم.. الألم بالأمنية..
تعيش هيّ.. صاحبة القلب الطاهر..
متخيله وجود جناحين من ريش أبيض كـ بياض عينيها,
لها انعزال ملائكي جذّاب..
عالمٌ من اللا وجوديّ
رقيقة هي مشاعرها.. كرقة شَعْرِها أمَامَ مهبُّ الرِيحْ ..
عَفِيفٌ هُو قَلْبُهَا .. كَـ عِفّة الفَرَاشَة في إقْلِيمِ الحَشَرَاتْ..
شئٌ من الفَراشِ الأبيض كانت,
/
\
/
في الجهة الأخرى من المحيط..
يقع هو .. متأبطاً كتبهُ وعِلْمَهُ.. وقَلبهُ النابض بالأمنية
يعيش على نصفِ شمعةٍ باءتْ أن تنطفئ..
يحملُ قوساً ذهبياً على رأسه
مُحمّلاً بِطُهرْ.. لم يَعِيي وجودهُ على جبينه المتصافي
شئ من الملائكية كان,
"..."
هي
.. بكامل شفافيتها المنقّاة .. ذاقت سنواتٌ من الحزنِ
من بكـاءِ الجُنُح .. كانتْ تطيرُ من زهرةٍ إلى أخرى
وتستكينُ دوماً عندَ كومةِ أعشابْ .. تقتبسُ دورَ الورودْ
لتنخدعْ فَـ تُجْعَلْ من ألوانِ جَنَاحِها .. أكثرْ بُهْتاناً .. وأَشَدُّ تَكسّراً
تلكَ الفَرَاشَة المَلائكِيةَ
أليمةٌ كانتْ.. ضعيفةٌ كانتْ
رهافةِ قلبها قد أدّى بجناحيها نحو التكسّر والضيـاع
فـ على حين غرّة .تساقطت "شَتَاتْ. .. بَقَايَا"
ضَاعَتْ في المحيطِ الشَاسِعْ
ليتحوّل ذاك البياض النَاصِعْ.. إلى صَفَارٍ مُؤلِمْ
/
\
/
وصلتْ إلى شاطئٍ مظلم
كئيبْ .. يغلبْ عليهِ ذوبانُ الشمع..
لا طائر فيه.. ولا جَناح
فضولها العَمِيقْ.. قد أشارَ عليها أن تحمل ما تبقّى من
طهارةِ قَلبِها .. وأن تَغُوصَ عميقاً.. في ذلك السَّوادْ
شئٌ من الذهبْ يلمعُ بعيداً !
/
\
/
قابلته!
من وسط ذلكَ الظلام .. وجدتْ شخصا
يدير لها ظهره ..
لا يخاطِبُها إلا بكلمة متثاقلة تَخْرُجُ مِن فِيهْ
أحسّتْ بـِ الجمودْ الثلجيّ الواقع حولهُ
والدِرعَ الذي أحاطَ نفسهُ بهِ "ذلكَ الملاك" ..
تأتأتْ كثيراً ..وبكتْ كثيراً
شكتْ لهُ انكسارها .. وجِراحَها
ورُغَمَ طِبَاعِهِ الجَامِدةَ إلا أنه أدار وَجْهَهُ.. ليصلحَ لها جَنَاحِها
أعَادَ لها توّرد وَجْنَتَيهَا .. ووفّر لهَا الحنانَ الذي فَقَدَتُهُ
دارَ حَولَ أرْكَانِ مَلامِحَ رُوحِها الطَيّبَة .. وَجَدَ داخِلُها نَبعَاً من الحُبّ
الذي يَحْلمُ بهْ .. فـ عَشِق روحَ عَينَيهَا .. وَصَفَاءَ جَبِينِهَا
لم يكنْ يريدها أن تحلّق بعيداً عنه ..ويَبْعُدْ حُبّهُ عن حِضنهْ
لم يمنعها !
,
هي .. بدورها .. أضاءت في معطفهِ لوناً ..وخبأت في كُتبهِ .. ورداً
اعتادت أن تنامْ بعد أن تطفئ شمعَتهُ "الجَدِيدَةْ" !
وان تصحو باكراً .. لتجدهُ يكتبُ على ورقٍ مُمَزّقْ وبحِبرِه الأسْودْ الرَزِينْ
تتأمل كثيراً .. ’وجْنَتَيه عِنْدَمَا يَبْتَسِمُ لهـَا,
’وعَينَيه عِندما يَرمِقُها بِنَظراتٍ خَاطِفة و "خَائِفة" ! ,
’ويَدَيِهْ عِنْدَمَا تَرتَبِكُ سَاعةً , وتُنَاضِلُ سَاعَة حتى يُلامِسْ يَدَيِها ولو بالخطأ !؟ ,
ذلكَ المَكانْ الكَئيبْ المُظْلِمْ .. أصبحَ واحة من الورود القُرنفلية
عالمٌ ورديّ .. مزهرٌ بالبياض .. والاحمرار ..
/
\
/
يوماً ..!
أرادتْ أن تعاودَ الطيران ..
وتُحَلّق في سماءها العذب .. متباهية بِجَنَاحَيهَا
رآها من خِلال زجاجِ نافذَته التي يغطيها الغُبَارْ منذ عُقُودْ..رآها بِتَحَسّرٍ وألمْ , وقفتْ لوهلة
وتذكرتْ ..
مكانها الذي أصبحَ كئيباً من دونه
والورود التي تغدرها كثيراً .. وتخونها كثيراً
لم يكن هناك .. ملاكٌ ذو ملامحَ بيضاء مثله..
عَصَفَ بِها حَنِينُها .. وأرادَتهُ مُلكَاً لهـَا
ضِمْنَ أقمشة الحرير البيضـاء التي تَرْتَدِيهْ دوماً
وبينَ كَفّيهَـا المُحْمرّة .. لوعةً
لم تَحتَمل هدوئها المتكرر ..
وصرخ داخلها المُتَكَتّم
..بأعلى صوتهـا..
’.. ملاكي ! ,
فَـ ذابَ جليدهُ.. واعْتَرى حُلْمَهُ
.. وناداها ..’ ملاكي! ,
/
\
/
ليصارح قلمه لها .. بذلك العِشقْ
فَـ عَشِقَ دِفْءَ حُبّها ..
وعَشِقَ نورَ جَنَاحَيهَا ..
وعَشقَتْ .. قَوسَه المُرْتَكِزْ دَومَاً عَلى رَأسِهِ
وعَشِقَتْ كَلامَهُ .. وحُبّهُ .. وعِزْلتَهُ
/
\
/
عَاشَا وسْطَ أُمْنِيةٍ ..
حُلُمْ
كونٌ قَدْ أُنْسِجَ من جَنَاحَيْهِمَا ..
/
\
/
لا شئ يُضَاهِيهمَا .. نوراً وعشقاً ..
حَمَلهَا بَينَ أضْلِعهِ ..
وطارَ بجناحيهِ بعيداً ..
نحو أفقٍ أروعْ .. ونورٌ أوسعْ .. وكونٌ أمتعْ ..
/
\
"فَـ عِنْدَمَا نَعْشّقْ .. نَكُونَ شَيِئاً مِنْ المَلائِكِية"
,
في عُزْلَتِهْ .. لا شَئ يَغْمُرُهُ ..
سِوى طُمُوحُهُ .. وعِشْقَهُ .. وجَنَاحٌ مَرْكُونٌ .. يَنْتَظِرُهَـا.. لأجلِ عَينَيهَا .. فَقَطْ !
/
\
في عُزْلَتِهَا .. لا شَئ يَسْتَحْوذُهَا غَيرَ حُبّها وحُبّها وحُبّهِا وهِيَ فَقَطْ !
/
\
/
Budoor
6/6/2005