السلام عليكم
هذه أول مشاركة لي هنا ، تحية إلى جميع أعضاء هذا القسم 
- أخذت الدموع تهطل من عينيها كالمطر .. مطرا غزيرا لا يجف .. انسابت الدموع على وجنتيها كما تنساب المياه على الأزقة يوم تمطر .. لقد كان الهواء الذي تتنفسه .. و الماء الذي تشربه .. و الحلم الذي تمنت قدومه .. و لكن السراب تبدد .. و الليل أبى إلا أن ينتهي .. عادت بذاكرتها إلى الوراء .. إلى الوراء ..
لقد كان في حياته كالشمعة التي أنارت دربها .. كالنجمة في فضائها ..
خطيبته .. هي ..
حبيبته .. هي ..
حلمه .. هي ..
كيانه .. هي ..
لقد تخرج من كليته بتفوق .. هكذا هو دائما .. مميز أينما ارتحل .. من وجهة نظرها على الأقل .. لأن المحب لا يرى نواقص محبوبه .. ولو كانت عظيمة .. كانا بانتظار بعضهما .. و أجزلا الوعود ألا يفترقا مهما طال العمر .. و لكن العمر لم يطل ..
كان متوجها لزيارتها .. سائرا على قدميه .. أجل .. ربما كان فقيرا .. ربما لا يملك و أهله ثمن سيارة .. و لكنه ملك العاطفة .. و الحنان .. و الأخلاق .. و الإحسان .. و لم تملك هي سوى أن تحبه.
شرد قليلا بخياله .. هل سيتمكن من إسعادها ؟
هل يستطيع أن يمنحها ما لم يستطع غيره ؟
و هل سترضى عيشة الفقراء ؟
ربما يكون ذلك سهلا بالبداية .. و لكنها لن تستطيع .. لن يستطيع أن يوفر ال ...
وقطع أفكاره صوت عال تردد في أذنيه ..
و صفير حاد تردد ..
ثم أحس بصدمة ..
و شعر بنفسه يحلق بالهواء ..
و ارتطم بالأرض بعنف ..
تبا !!
كيف لم ير هذه السيارة القادمة ؟؟ كيف لم يراها ؟؟
تدفقت الدماء من فمه ..
أيقن أنها النهاية ..
ذكر بعض المارة أنهم سمعوه يردد كلمة قبل وفاته بلحظات .. لم يفهم أحد ماذا قصد بها ..
كلمة : سامحيني ..
إلا أنها فهمت ..
و استوعبت ..
و أحست ..
و أدركت ..
و بعد أن استفاقت من الصدمة .. انفجرت ينابيع الدموع من عينيها .. و ترقرت على وجهها كمطر الخريف..
مطر الصيف يكون غزيرا .. لكنه يجف بسرعة..
أمطار الخريف ناعمة .. لكنها لا تجف أبدا ..
غمغمت لنفسها : سامحتك .. لقد عشت لأجلك .. و قطعت عهدا .. و سوف أموت عليه .. ربما تكون قد انتهيت .. و لكنك انتهيت من عيون الناس .. فروحك ستبقى ملكي ..
إلى الأبد ..
- النهاية -
هذا الموضوع المتواضع و البسيط من وحي أفكاري .. و ليس منقولا من أي مكان اخر .. خطرت ببالي الفكرة .. فنقلتها لكم .. و أعتذر لأن القصة أو الخاطرة ليست بالمستوى المطلوب و أوجه تحياتي لكم مرة أخرى
