وخبىء القمر في فجواته قناديل الليل
وطال تسائل الناس من سرق من الليل الليل
عندها خطرت في بالي فكرة بأن أزور صاحب القلعة
وأخبره عما كان يدور في رأسي
وعندما وصلت إلى مرقده أعطاني خنجره وحدثني عن قصته
قال لي قبل آن أبوح له بتساؤلاتي
قال لي قبل آن تنتحر كلماتي في هاوية أُذنيه
قال ما أردت قوله وبدء يغتصب أُذني
زرع في عيني ألف دمعة
وقتل في قلبي ألف قصة
وأخذ يسير بي قرب النهر وراح يلقي بملابسي
حتى حذائي وأخذ قلادتي نهبني
ما أقبح ملامح كلامه
وبعد ذلك طلب مني آن أرحل وسرت أعواماً عارياً في أرضه
ولم يعرني أحد سرج حماره
نمت لعوراتي عورات ونامت على أكتافي أسراب الحمام
أصابع قدماي تؤلماني دمي نسي الطريق إليهم
عيناي إبيض سوادهما
دمائي تسير أسرع مني وأنا ثملٌ من المسير
أرى أضواء قرية تبعُد أقدام عن قدماي
خلف الظباب أدخنة الحرائق وأمام كل قدر طفلٌ جائع
ماأقبح أهل هذه القرية كأنهم ذباب
كأن لهم حوافر كأن لهم فيها بنادق
تملىء المكان رائحة اللعاب رائحة الرئتين وبقايا قشور الأسماك
هدوء المكان كافر وبيوتهم بلا نوافذ
أسمع صوت قدماي تتوسل آن اتابع المسير
أحس الآن بالدوار بضربة تقلع جذور الدماغ
مازال يتم القرية يعوي بداخلي
سأحط قرب الشجرة سأنام أعوام
علِّ أصبح ظلاً سأستلقي أعوام
