خرجت حصة من منزلها قاصدة السوق لشراء بعض مستلزماتها وأوقفت سيارة التاكسي .. رآها مبارك وهو راكب سيارته الفخمة والتي لا يمكن رؤية من بداخلها من شدة التلوين ( المخفي ) نافخا ريشه معتقدا أنه سلطان زمانه فلم يدعها بحالها .. وأخذ يلاحق التاكسي من شارع لشارع وهو يحاول بأي طريقة لفت انتباه حصة ولكنها لن تعره أي اهتمام بل تتجاهله عمدا حتى يغرب عن طريقها ، ولكن مبارك لم يروق له ذلك فظل يتابعها حتى وصل التاكسي للمركز التجاري الذي تريده حصة .. نزلت حصة وصاحبنا مبارك نزل هو الآخر وأخذ يلاحقها وهو يلقي على مسامعها كلمات الغزل وما شابه ذلك .. ولكن حصة لازالت في طريقها ولم تلفت له أو تعيره أي اهتمام حتى دخلت إحدى المحلات .. مبارك مصر على ملاحقتها فدخل وراءها يحاول أن يحادثها بأية طريقة .. هنا تضايقت جدا حصة من شدة إزعاجه لها .. حصة رزينة لم تفقد أعصابها فقالت له بكل هدوء :
حصة : انت وراي وراي ؟؟ ما مليت ؟؟ ما عندك شغل غيري ؟
مبارك : وفي حد يمل من هالعيون الحلوة ؟ وبصراحه إنتي لفتي نظري وياليت نتعرف ..
تأكدت حصة أن هذا الشاب لن يدعها وشأنها وسيظل يزعجها فأرادت أن تلقنه درسا لن ينساه أبدا .. فقالت :
حصة : أكيد لفت نظرك ؟
ابتسم مبارك وشعر أنها بدأت تتجاوب معه وقال : أكيد ونص كل هالجمال والحلاوة وما تلفتين النظر ؟؟؟
حصة : طيب شو إللي يثبت لي هالشي ؟؟
مبارك : عيوني الثنتين لج وتحت أمرج .. آمري بس وتدللي ..
هنا استغلت حصة الموقف وبدأت في تنفيذ خطتها
حصة : تسلم عيونك وانت قدها وقدود .. ممكن تدفع قيمة الأشياء إللي بشتريها ألحين ؟؟
مبارك : المحل بكبره تحت أمرج
وأخذت حصة مجموعة من العباءات والشيل الغالية وقالت :
ممكن تدفع الحساب ؟
مبارك : حاضر من عيوني .. ودفع
ثم اتجهت حصة لمحل آخر يبيع العطور والروائح الفخمة وصاحبنا مبارك يسير خلفها ، وبدأت تختار أفخم العطور وأغلاها ثم قالت له :
ممكن تدفع الحساب ؟
ودفع صاحبنا المسكين
واتجهت بعد ذلك لمحل متخصص في بيع الساعات والأساور وأيضا اختارت لنفسها بعض ما خف وزنه وغلا ثمنه من الساعات وخلافه ثم قالت :
ممكن تدفع الحساب ؟
فدفع مبارك مستخدما بطاقته الائتمانية بعد أن نفد ما في محفظته من نقود من أجل أن ينال مراده من حصة ..
هنا خرجت حصة مكتفية بما أخذت من بضائع وقالت له :
ألحين مب حلوة نمشي مع بعض في المركز يمكن حد يشوفنا .. انت عطني رقم موبايلك ومفتاح السيارة وأنا بسبقك للسيارة وتعال انت وراي ..
مبارك : كلامج صح .. روحي إنتي وأنا جاي وراج على طول .. تفضلي هذا المفتاح .
أخذت حصة مفتاح سيارته متجهة لمواقف السيارات ..
بعد قليل اتجه مبارك لسيارته معتقدا أن حصة بداخلها وعندما وصل لسيارته حاول فتح بابها فلم يتمكن وأخذ ينظر بداخل سيارته عن قرب فشبابيك السيارة كانت معتمة تماما من شدة التلوين ( المخفي ) فتأكد أن حصة ليست بالداخل .. شعر بأنه شرب المقلب حاول البحث عنها فلم يعثرها .. حيث استقلت سيارة تاكسي وغادرت المكان ..
أخذ مبارك يضرب كفا بكف وهو متحسرا على المبلغ الكبير الذي دفعه والذي تجاوز 15000 درهم من أجل عيون حصة ، هذا غير البهدلة التي ستصيبه ..
وصلت حصة لمنزلها غانمة سالمة سعيدة جدا بذلك الدرس الذي لقنته لمبارك وفتحت حقيبتها أخرجت منها مفتاح السيارة ورمته في زبالة البلدية ...
القصة واقعية والأسماء فقط مستعارة
وشكرا لقراءتكم
النـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــايم
