إلى المسلمين جميعا....
إلى المجاهدين في كل مكان ...
إلى الأبطال في الجيش الإسلامي في العراق وجيش المجاهدين ....
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
أما بعد:
فهذه رسالة عنوانها المحبة وحاديها الشوق وحاملها الحنين وفحواها النصيحة الخالصة والمراد منها الإيضاح والبيان قال تعالى : ((إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ)) .
نبدؤها بقول ربنا سبحانه وتعالى

( وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً * فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ لاَ تُكَلَّفُ إِلاَّ نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَسَى اللّهُ أَن يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَاللّهُ أَشَدُّ بَأْسًا وَأَشَدُّ تَنكِيلاً)) .
ولقد سمعنا وسمعتم ما تلقفته ولقنت به وسائل الإعلام من تصريحات للمدعو الدكتور أيهم السامرائي وزير الكهرباء في حكومة علاوي العميلة المنحلة .... فتكلم من تكلم وتعجل من تعجل ... فأردنا أن نذكر بأمور هامة للغاية ومنها :
أولاً : أنه يجب على كل فرد مجاهد أن يكون على ثقة بقيادته من جهة صحة الطريق الذي تسير عليه ومن جهة حسن اختيارها للمواقف وأن يعلم كل احد أنه ليس بأكثر حرصا من قيادته على مستقبل الجهاد وتقدير المصالح والمفاسد والموازنة بينها وليتذكر كل مجاهد قوله تعالى

( لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُّبِينٌ)) .
فليكن كل مجاهد مكان قيادته فماذا يفعل ؟ هل نظن به ظن السوء أم ماذا ؟
ولا ينبغي أن تتزعزع هذه الثقة لأي أمر تافه في الإعلام أو غيرة .....
بل ما يزيدنا هذا إلا تماسكا وأخوة وتوحدا وتفاهما ....
وليست قيادة أي جماعة هي معصومة ولكن لا نصحح أخطاء الآخرين بالعدوان على القيادة والإخوة
وفي كل مستحسن عيب بلا ريب ما يسلم الذهب الإبريز من عيب
فمن ذا الذي ما ساء قط ومن له الحسنى فقط كفى بالمرء نبلا أن تعد معايبه
ثانيا : أما أهل الفتن فقد أخبر عنهم ربهم سبحانه وتعالى فقال

( أَلاَ فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُواْ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ)).
وليعلم الجميع بأن الله تبارك وتعالى بالمرصاد لهؤلاء وأمثالهم فليس لهم في الواقع مواقع ولا في الموجود جهود ولا في ميزان العمل محل فهم من سقط المتاع ومن الهمل الرعاع، يقنعون من المعالي باليسير، ويقبلون من الغياب بالإياب، فينكسون رايتهم قبل دخول المعارك، ويسلمون أعناقهم قبل حلول النزال، فليس لهم على الأمجاد اجتهاد ولا على صعود القمة همه
ومن طلب العلا من غير كد أضاع العمر في طلب المحال
فهذا يتكلم من هنا وذاك يحلل من هناك وحقيقة الأمر عدم حصول أي تنسيق أو اتفاق أو لقاء إطلاقا، لا مباشر ولا غير مباشر.
ثالثا: إن الله تبارك وتعالى أمرنا أن نتثبت من الأمور ولا نسعى وراء الإشاعات ولا تهزنا الكلمات الفارغة أو التحليلات المستهجنة .
فإليكم جميعا يا حماة العقيدة إن لم يكن يعرفكم الإعلام فاعرفوا أنفسكم ولا تخدعوا ....
وإن لم يكن يعرفكم فلان وعلان فقد علم بحالكم رب السموات والأرض الذي يعلم السر والعلن.
وتعلمون ما سبق من اعتياد أهل هذه البلاد على تهويل الأمور والمبالغة فيها حتى قال الإمام مالك ( نحدث أهل العراق بالحديث شبرا فيرجع إلينا باعا ) .
وربما يقع هذا من المحب فكيف بالمبغض فكيف بالعدو المتربص، والله عز وجل أمرنا بأن نتبين ونتثبت كما قال سبحانه وتعالى

( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ))
وقال صلى الله عليه وسلم

كفى بالمرء إثما أن يحدث بكل ما سمع )
فهل وسائل الإعلام بلغت من الثقة المطلقة بحيث يصدق أي شيء يصدر عنها؟ أو هل أصبح فلان من الناس هو الثقة الثبت الذي تجاوز القنطرة ؟ السامرائي أو غيره .
ثم إن طرق التثبت لا تكون عبر الهاتف الذي يسمى صديق أمريكا لكثرة استعانتها به لكشف أوراق الآخرين ..
فمن الخطأ الفادح أن تكثر الاتصالات والتساؤلات بهذه الطريقة الساذجة وتترك الطريقة الرسمية التي اعتاد الإخوة عليها، هذا مع علم كثير من الإخوة أن مثل هذه الأمور قد يراد منها تتبع الخيوط للوصول إلى رؤوس الجماعات وأفرادها ولكن، .. : ((فَاللّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ)).
رابعاً : وحتى لو كان الخبر صادرا من ثقة (( جدلا )) فإن الواجب على المسلم أن يرد المتشابه في الأمور إلى محكمها ويبني الفروع على أصولها ولا يكون ذلك بالتخبط والعشوائية.
وإن من ثوابتنا المحكمة أن نستمر بالجهاد بكل الوسائل التي شرعها الله تعالى حتى يحقق لنا ربنا أهدافنا أو نموت دونها، قال تعالى

(قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلاَّ إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ)) وهما النصر أو الشهادة وإن جهادنا ماض طاعة لله تعالى حتى نبلغ مراده بقوله: ((وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلّهِ))، وإن تخلل ذلك أحوال ومواقف بحسب الموازنات الشرعية فليس في ذلك حرج والحمد لله .........
يا طالب المجد دون المجد ملحمة في طيّها تلف للنفس والمال
ومن ثوابتنا الحرص على مبدأ الشورى وأنه لا يتخذ مثل هذا القرار ( لو حصل ) إلا بعد المشاورة مع أهل الحل والعقد ولا يكون أمرا انفراديا وهكذا كل الأمور المصيرية لا تكون إلا بعد المشورة والنظر والاستخارة وبذل غاية الوسع في إدراك الحق
وما يدرك الحاجات من حيث تبتغى من القوم إلا من أعد وشمرا
ومن ثوابتنا أن المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا وأن المؤمنين جسد واحد يسعى بذمتهم أدناهم، ونحن لسنا وحدنا في الساحة ولا نهمل قول الآخرين من إخواننا ولو اختلفنا معهم في بعض الآراء بشرط ألا تكون مبنية على الهوى والعصبية ولكن وفق الدليل والنظر الصحيح وخدمة القضية :
ولست مسفها قومي بقولي ولكن الرجال لها مزايا
والناس طاقات وقدرات فليست كل الطيور تحمل الكتب ولا كل فرس يعد للسباق ولا كل الذباب ينتج العسل .
ولم أجد الإنسان إلا ابن سعيه فمن كان أسعى كان بالمجد أجدرا
وبالهمة العلياء يرقى إلى العلى فمن كان أرقى همة كان أظهرا
ولا تتخذ مثل هذه المواقف إلا بعد محاورة الآخرين ومداولة الأمر معهم وتقليبها من كل الوجوه ومن ثم الخروج برأي مناسب والتوفيق من الله تعالى .
وإن من ثوابتنا معرفة الحق لأهله ولو كان كافرا، والاعتراف بالخطأ ولو كان مرا، والسعي لتصحيحه ولو كان صعبا.
وعلى هذا فإن ما تكلم به السامرائي فيه بعض الحق من وصف الجماعتين بأنها مقاومة وطنية شريفة ( بحسب تعبيره مع تحفظنا على مثل هذه الألفاظ وموقفنا منها واضح جلي لا يحتاج إلى إعادة وتفصيل) وأن أهدافها سامية ومن أهدافها إخراج المحتل، وأنهم يضحون لبلوغ غاياتهم.........
وذكر باطلا : وهو أنه تم الاتفاق معهم من جهته على الانخراط بالعملية السياسية وفسرت بأن معنى ذلك إلقاء السلاح وأنه ليست لهم من المطالب إلا البسيطة .....الخ
وأعلنا أن مثل هذه الأمور لم تحصل إطلاقا .....
خامسا : يجب على كل مجاهد الانتباه الشديد لما يحاك للمجاهدين جميعا في مشارق الأرض ومغاربها، في هذا البلد وغيره من الدسائس والحيل والمكر وربما يدسون السم بالعسل فالحذر الحذر ..........
فإن لدى أعدائنا من المكر ما لا يخطر ببال الكثيرين وعندهم من الحيل والخديعة ما يذهل العقول.
وما أدراكم يا أسود الإسلام لعل المراد من هذا شق صف المجاهدين والتفريق بين الجماعات وإشاعة عدم الثقة أو التعصب والأنانية وغير ذلك .
وإن من سياسة أمريكا أن تطرح الأمر الذي يمكن أن يكون فيه خلاف بين الناس لشق صفهم وهكذا لتستفرد بكل واحد على حدة وتشرذم الجماعات وتضعف القوى، وإن أمريكا تعلم أن هناك اختلافات في الاجتهادات بين المسلمين فتثير مثل هذه الأمور لتحقيق مآربها وركل الآخرين ولكن ((إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ))، ((وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ)).
فإن قصرنا في اعتبار مثل هذه الأمور فستكون حال المجاهدين كقول :
أين الذي كنت أرجوه وآمله أما الذي كنت أخشاه فقد كانا
سادسا : إننا نسعى لإرضاء ربنا ونتقلب حيث أمر سبحانه وتعالى لا حيث تكمن العواطف المجردة أو الأهواء الساقطة فمراد الله تعالى منا أن يجدنا حيث يحب ويفقدنا حيث يكره والأمر متعلق به وبشريعته .
ونحن نحرص جدا على التعرف على ما يحب وعلى الحق في كل مسألة ونسأله تعالى الهداية ونسعى لها ونسأله التوفيق .
ولا يجوز أن يبقى المسلم يراوح مكانه أو يبقى متعصبا لهواه دون النظر الصحيح للأمور .
وإن للجهاد أهدافا بعيدة كما تقدم وله أهداف قريبة فالواجب السعي لتحصيل الأهداف القريبة التي توصل إلى الأهداف البعيدة ولا يجوز إهمال بعضها على حساب بعض إلا في حال التعارض فيقدم الأعلى على الأدنى .
سابعا: إن في التأني السلامة وفي العجلة الخيبة والندامة، قال صلى الله عليه وسلم : (( الاقتصاد والتؤدة والسمت الحسن جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة )) فلا يتعجل الإخوة بردودهم وليتأنوا ..
وليعلموا أنه لا ينبغي أن تكون مواقفنا ردود أفعال فقط بل لنا منهجنا ورؤيتنا واستراتيجيتنا وأهدافنا ووسائلنا ونرد بما يخدم قضيتنا.
وليعلم الجميع أن السكوت أحيانا هو أفضل الردود وأنجع الأجوبة، كما قال الشافعي :
إذا نطق السفيه فلا تجبه فخير لك من إجابته السكوت
ثامنا : لقد أصاب الأمة الإسلامية كسل عظيم ومنه الكسل السياسي وأصبحوا كما وصف الشاعر بقوله:
ويقضى الأمر حين تغيب تيم ولا يستأذنون وهم شهود
لقد تخلفنا في سياسة الأمور وتقهقرنا عن إدارة الحياة، وأصبح كثير من الأمة مشتغل بالتوافه عن صناعة الحياة، فلا رأي ينفع ولا صوت يرفع ولا حكم يسطع، يتلقون مسيرة حياتهم وترتيب نظامهم وتوجيه أمورهم من المحافل الدولية والمجامع الأممية التي استوعبت الجميع إلا المسلمي ، فهم خارج الدائرة وآخر القافلة وفي ذيل القائمة، فلا تسمع شكواهم ولا ترفع بلواهم ولا تقبل دعواهم، فضعف أمرنا وتلاشى مجدنا وخفت ذكرنا، وأصبحت السياسة حكرا على أرباب الكذب وصناع الدجل وفطاحلة الظلم وأباطرة الاستبداد ...... والله المستعان.
وإنه لا يخفى عليكم أيها المجاهدون، إن خفي على غيركم ...
أن السياسة من دين الإسلام فلا يمكن فصلها، وكما أن الفقه من الدين والعقيدة من الدين وهكذا فكذلك السياسة من الدين لكن سياسة شرعية بضوابطها الصحيحة وأدلتها الناصعة ولا شك أن الجهاد بكل أنواعه من السياسة وأن الهدنة في وقتها المناسب من السياسة، والحزم في وقته من السياسة واعتبار اختلاف الأحوال من السياسة وهكذا.
تاسعا :إن من الأخطاء الشائعة إخبار العدو بكل أهدافنا وكشفنا لكل أوراقنا ومن الأخطاء أن يكون الكلام مع العدو كالكلام مع الأخ والصديق.
وبهذه المناسبة فإنا نوصي إخواننا جميعا بإمعان النظر وكثرة التدبر لكتاب ربنا وسنة نبينا وأخذ العبر والدروس الكثيرة والفوائد الجمة من سيرة المصطفى عليه الصلاة والسلام وأن يرجعوا إلى كتب أهل العلم،
أخوك عيسى دعا ميتا فقام له وأنت أحييت أجيالا من العدم
وانتبهوا إخوتاه وأخلصوا لربكم في الظاهر والباطن وإياكم وما يعتذر منه في الدنيا والآخرة وأحسنوا الاستعداد، ومن جهتنا فإننا نعدكم بإيضاح ما نستطيع من ذلك تباعا والله يوفقنا وإياكم.
يا أسود الإسلام :
أمضوا لأهدافكم ولا تترددوا ولا تغمدوا سيوفكم حتى تحققوا غاياتكم،
فحيهلا إن كنت ذا همة فقد حدا بك حادي الشوق فاطو المراحلا
وقل لمنادي حبهم ورضاهم إذا ما دعا لبيك ألفا كواملا
وحي على جنات عدن فإنها منازلك الأولى كنت نازلا
ولكن سباك الكاشحون لأجل ذا وقفت على الأطلال تبكي المنازلا
وحي على يوم المزيد بجنة الخلد وجد بالنفس إن كنت باذلا
وخذ يمنة عنها على النهج الذي عليه سرى وفد الأحبة أهلا
وقل ساعدي يانفس بالصبر ساعة فعند اللقا ذا الكد يصبح زائلا
فما هي إلا ساعة ثم تنقضي ويصبح ذو الأحزان فرحان جاذلا
فاللهم عونك فإن العقبة كؤود والموقف رهيب والزاد قليل والطريق طويل، اللهم ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين وحسبنا الله ونعم الوكيل.