لو كان الحزن ارجوحة وداد ما نفذ صبري ونفذت من حميميته الغربان التي تعتريني وبقيت وحدي في مهب الريح يتأبطني الذهول و النسيان.
وحدها الذاكرة تقاتل هذي الاملاءات المجنونة المشحونة بالغضب ونرجسية الذات المكلومة المسكونة بالفواجع والجراحات الهرمة القابعة في الوجدان.
عودي كامرأة شكلتك في أول العمر الغبي وفجري من حولي ما تبقى من حنين الأزمنة لعلني أقوم من الصمت انفجارا مدويا يؤرخ لبداياتي الاتية من السديم.تتشكل فيك وفي اللحظات الذابحة منذ ان تهاوت كل المدائن التي بنيتها من عرق الجبين على يد الزمن الغبي وصرت خلف آثار العابرين الذين مروا من هنا على الشارع اللعين نحو العمق الامتناهي لوجع الكتابة الذي يسكنني وفي يدي كتاب العشاق أحمله بداخلي بلسما.وحدي رماني بحر الأقدار الى هامشه السحيق.آه لو تدري يا حروفي اني فقدت ملامح وجهك في غضب الأمواج التي تعتريني على أرصفة الوداع.يتسلقني الحزن الشقي مرات، يتصاعد دم الخجل لوجنتي والألم من أعماقي، يواصلا زحفهما، يتلاشى الضوء من أمامي ويخط قلمي بحبر أسود عريصة احتجاج رسمية لتمثال حجري أشقر يخلد ذكرى غربتي واغترابي الممتد جرحا أبديا في ثنايا الروح المتعبة.
ما أصعب الوقوف على شاطئ مهجور ليلة شتاء على أقدام دامية نعلن للملأ خراب المدينة وللذين ينتظرون حضرة القرار الأليم أقول نامي يا حروفي وتوسدي معطفي الأسودلا تنتظري الغد ولا أنتظر الاعتذار لأنك بكل بساطة لم تولدي بعد في نظر الاخرين.