ملت منا سجائرنا
وضاعت حتى حقائبنا
أعواماً مضت ونحن ندور مع دوران الأرض
أيامنا أصبحت موطناً لليأس
مات منا القليل وبقي منا القليل
زرعنا بؤساً حصدنا بؤساً
أكلنا من ثمر الحزن وأمتنا أنفسنا رغماً عنا
دفنا الكفن..
بقية عوراتنا تحت الشمش..
ونخب الشمس.
أكلنا الذب
وسرنا في دم النعام
وبتنا نحلم متى يأتي الصباح
أعوامٌ تمضي ونحن لا نمضي
هل بقينا أطفالاً؟
ليتنا بقينا
هل بقينا أطفالاً؟
وصرخ الأطفال ورفضوا أن نكون منهم وآلقو بحقائبهم
ونعتو معلمتهم وركضوا في ساحة المدرسة
أسقطوا النيازك ووزعو الغنائم
أغلقة أبواب الجنائن سخطهم من سخط الله
وأمنا يومها أننا سُكارى إرتشفنا أعيننا في دقائق
ومضينا لهواً وهزواً نقلع أزهار الحدائق
مات الليل وبات النهار في أعيننا
أعوامٌ تقتلنا
أعوامٌ تصلبنا أعواماً صارت من بعدنا دقائق
هنا كان صديقي
هنا كان أبي
هنا كنت أعمل
هنا كنت أمارس أنواعاً من الحرية
حرية النوم
منذ متى كان البحر أزرق
منذ متى وأنا لا أعلم
آعواماً
ومضينا نتسائل كيف أنقضت
أعوام أعوام أعوام فسحقاً لما خبئته تلك الأعوام
