• 0
  • مالي خلق
  • أتهاوش
  • متضايق
  • مريض
  • مستانس
  • مستغرب
  • مشتط
  • أسولف
  • مغرم
  • معصب
  • منحرج
  • آكل
  • ابكي
  • ارقص
  • اصلي
  • استهبل
  • اضحك
  • اضحك  2
  • تعجبني
  • بضبطلك
  • رايق
  • زعلان
  • عبقري
  • نايم
  • طبيعي
  • كشخة
  • النتائج 1 إلى 3 من 3

    الموضوع: الخروج من التيه(التأمل الثانى والثالث و الرابع)

    1. #1
      التسجيل
      01-01-1970
      المشاركات
      0
      المواضيع
      شكر / اعجاب مشاركة

      الخروج من التيه(التأمل الثاني)

      التأمل والألم الثاني.......:؟: سبق لي أن عرضت التأمل الأول في موضوع سابق، والآن أذكر هنا التأمل الثاني، فأقول:

      أول أسباب العشق الاستحسان والإعجاب سواء تولد عن نظر أو سماع، ومما لا شك فيه أن ما يحصل في الشات الكتابي من النوع الأول. ثم يقارنه طمع في الوصال، فينجذب إليه القلب بالكلية، وتميل إليه النفس كل الميل.وما أجمل ما قيل:

      الحب أول ما يكون لجاجــة.... تأتي به وتسوقه الأقــدار

      حتى إذا اقتحم الفتى لجج الهوى.... جاءت أمور لا تطاق كبـار

      من ذا يطيق كما نطيق من الهوى.... غلب العزاء وباحت الأسرار

      ولنعلم جميعا أن العشق الحاصل في الشات من العشق الذي يسارع فيه العاشق لمجرد النيل من وصال معشوقه والتلذذ بذلك، وإلا فمن العشق عشق عفيف لطيف، ولكن هذا النوع من العشق لن تجده عند سفهاء العقول من عباد الشهوة ومن نُزع خوف الجبار من قلبه، ومن انطرح بين يدي هواه.

      والعشق العفيف لا يمكن تحصيله في الشات وإن حصل فعلى العاشق أن لا يبوح بعشق صاحبه إطلاقا. وعليه أن يبادر إلى ترك الشات قبل أن يتمكن الهوى من فؤاده فيرديه قتيلا له. وقد كان عقلاء العشاق يخفون ما بصدورهم من العشق، حتى قال قائلهم:

      وأحمل من ثقل الهوى ما لو أنه ... يصب على الصخر الأصم تهدما

      وقال محمد بن سيرين:: كانوا يعشقون في غير ريبة، وكان الرجل يأتي القوم فيتحدث عندهم لا يستنكر له ذلك.

      ثم ليعلم الكل أن الله جبلنا على الميل إلى الجنس الآخر، وأودع فينا هرمونات ذات خصائص معينة ينبعث منها طاقة حرارية تبعث نوعا من اللذة في النفس. هذه الطاقة تستحثها نوع من المثيرات الخارجية، كالصور الحسنة، والصوت الحسن، والكلام الحسن، وكل ذلك مع اعتقاد مغايرة الجنس الآخر.

      هذه الفسيولوجية لا يمكن دركها ابتداءا، ولكنها مع الوقت تبدأ في البروز التدريجي، حتى تؤثر على صاحبها، وتأسر صاحبها طوعا أوكرها.

      إذا تبين ما سبق فليعلم الجميع أن للصور الحسنة وللكلام الحسن في الشات تأثيرا في استثارة تلك الغريزة الداخلية. وعندما تستثار يبدأ الوهم والخيال في رسم صورة حسنة للمخاطب من الجنس الآخر، ويزينها ويجملها في نظر الآخر بمباركة الشيطااان.

      وينشأ ما يعرف بدعوى الحب، وهو مع التأمل والتركيز فيه، لا يعدو كونه وهما كاذبا، وسرابا شاتيا، من ادعى تحققه، فهو مغالط، ومدع لدعوى عارية من الدليل، وأما المتجرد عن الهوى ، الملتفت بعين البصيرة إلى ما قبل التعلق، وإلى ما قد ينتج بعد قضاء الوطر من الآخر، سيجد أن هذا الحب لا يعدو تلبية لرغبة من رغباته النفسية الآنية، وأنه في الواقع لا يعد لذة حقيقة، بل هو حسرة وندامة بالنظر إلى المآل، وما أجمل ما قيل:

      تفنى اللذاذات ممن ذاق صفوتها.... من الحرام ويبقى الإثم والعاار

      تبقى عواقب سوء في مغبتها.... لا خير في لذة من بعدها النااار

      وقول الآخر:

      وكم ذي معاصي نال منهن لذة.....ومات فخلاها وذاق الدواهيا

      تصرم لذات المعاصي وتنقضي..... وتبقى تباعات المعاصي كما هيااا

      فيا سوءتا والله راء وسامــع..... لعبد بعين الله يغشى المعاصيا



      فعلى العاقل، ومن كان هدفه من الشات المتعة في الحديث مع الجنس الآخر، عليه أن يتدارك أمره، وليعلم أن للحب ووهمه سلطانا جائرا، قد يوقع صاحبه في مدلهمات الخطووب. وحينها لا ينفع الندم.

      والقاعدة العامة في تمييز الحب المحمود من غيره، أن يقال أن ما يجلب لصاحبه في الدنيا والآخرة، فهو المحمود، وما لا يجلب إلا الضرر، ولو مآلا، فهو المذموم.

      ولا شك أن العاقل لا يمكن أن يختار محبة ما يضره ويشقيه، وإنما يصدر ذلك عن جهل أو ظلم؛ فإن النفس قد تهوى ما يضرها، وهو الهوى المذموم، وهذا من ظلم الإنسان لنفسه. والنفس – أيضا- قد تهوى ما تجهل مضرته في المآل، وهذا هو الجهل. وبهذين يحصل التألم، وبحصوله ننهي الحديث عن هذا التأمل، والله الموفق.


    2. #2
      التسجيل
      01-01-1970
      المشاركات
      0
      المواضيع
      شكر / اعجاب مشاركة

      الخروج من التيه(التأمل الثالث)

      التأمل الثالث:

      الزائر للشات الكتابي أمامه ثلاث معطيات يتعامل معها، وهي:

      الأول: المعطى الكتابي، وهذا المعطى الكتابي يمكن من خلاله معرفة سلوك الشخص في الشات، والتقدير التقريبي لثقافة الشخص، ومعرفة بعض أخلاقه الواقعية، وكل هذا لا يتم من خلال لقاء أو لقائين أو ثلاثة بل من خلال لقاءات عدة. وهذه اللقاءات العديدة بينها- ولا شك- خصائص مشتركة، وأخرى مفترقة. والفطن يمكنه من خلال تلك الخصائص المشتركة الحكم على الزائر من مشكاة تلك الخصائص المشتركة، ومعرفة سلوكه بوجه عام.

      ولا يعني ذلك الجزم بواقعية ذلك السلوك وانطباقه على صاحبه واقعا، لأن إمكانية تقمص السلوكيات أمر مسلم وحاصل. ومن ذلك: تقمص بعض الذكور لشخصيات فتيات، وقد وقع هذا وتعاملنا مع هذا النوع في الشات، وبعضهم استمر على هذا لأكثر من نصف سنة. بل تمكن البعض من تحقيق بعض المطالب من خلال ذلك التقمص.

      ولكن الفطن في الشات يمكنه من خلال ما سبق والتركيز على حديث الزائر استنباط بعض السلوكيات على ما سبق بيانه.

      ويجب أن أنبه هنا إلى نقطة مهمة في هذا المعطى، ألا وهي التأثير على منابع الحاجات النفسية عند الشخص. فمثلا: الجميع يسلم بأن الإنسان مجبول على حب الجنس الآخر والميل إليه، وهو أمر مغروس في الفطر، ولا ينكره إلا مكابر ومعاااند.

      والنفس باعتبار هذا المنبع تسعى لتلبية حاجاتها من خلال الحديث مع الجنس الآخر، أو سماع صوته، أو اللقاء به، فإن تمكن من الوصال، فذلك غاية ما تسعى إليه النفس باعتبار تلك الحاجة. وما أجمل قول أبي ذؤيب الهذلي:

      والنفس راغبة إذا رغبتها.... وإذا ترد إلى قليل تقنع

      وعلى هذا يمكن تشكيل السلم الموصل لتلك الغاية من خلال الشات كما يلي:

      حديث شاتي بين الطرفين=== أخذ ورد في الكلام== بدء نمو بذرة الثقة بينهما===زيادة تعلق بينهما ==>> بدء الخيال في أخذ دور في زيادة التعلق==> حصول الثقة==>> اللقاء في الخاص==>> حصول الانبساط بين الطرفين==>> انغراس بذرة الغرام ضمن مسمى الصداقة==>> محاولة القرب بين الطرفين أكثر==>> الوصول إلى طريق آخر للقاء(رقم اتصال)==>> اخذ ورد عن طريق التلفون أو الجوال==>> لقاء خارجي تستحثه المشاعر الداخلية==> حصول أحد الطرفين على مطلبه وغايته.

      وأما المآل والنتيجة فهي مؤلمة للفتاة في حقيقة الأمر وإن لم تدرك ذلك ظاهرا، وذلك الألم يتمثل في: انتحار عفة الفتاة، و تحولها إلى سلعة رخيصة في مزاد الذئاب البشرية.

      والمقصود أن ما يكتب في الشات يصلح لأن يكون عاملا مهما في تلبية تلك الحاجة النفسية، فمجرد الحديث مع الفتاة بالنظر إلى ما تكتبه يحقق نسبة مما تسعى له النفس في تلبية حاجاتها تلك. وهذه النسبة تكتسب القوة والتزايد مع المعطى الثاني، الذي هو: الصورة.

      المعطى الثاني: وهو الصورة:

      لا يختلف عاقلان في الشات أن للصورة تأثير في النفس، وقد سبق تقرير هذا في بعض تأملاتنا. والصور أيضا قد تعكس بعضا من سلوك الشخص الواقعي. فمثلا: اختيار الفتاة لصورة فتاة سافرة يوحي في الجملة مع استمرار الفتاة على الدخول بهذه الصورة على الميل النفسي عند تلك الفتاة إلى السفور وحبها له، إن لم يكن ذلك الميل محققا في الواقع.



      فمثلا الفتاة السورية أو المصرية أو غيرهن ممن أصبح من عاداتهم الشنيعة خروج الفتاة المدنية سافرة في الشارع، تعكس ذلك الخلق من خلال اختيارها الصورة، وهذا أيضا لا ندعي أنه مما يمكن التسليم به كقاعدة لا تنخرم.

      ولكنا هنا نتحدث عن القواعد الأغلبية من خلال التجربة الشاتية. والغالب على هذا النوع من الفتيات التعريض بنفسها في المزاد الشاتي للتعارف مع الزوار، بل قد يصل الحال في بعض الأحيان إلى تجرد تلك الفتاة من كل فضيلة وانغماسها في مستنقع الرذيلة.

      وكذلك اختيار الفتاة للصورة المحجبة يوحي بأنه لا زال لدى تلك الفتاة بصيصا من أمل التحجب على أقل الأحوال إن لم تكن من أهله واقعا. وهذا النوع من الفتيات في الغالب أقل خطرا من النوع السابق.

      وكذلك الفتاة التي لا تدخل بصورة فتاة وإنما تختار صورة غير بشرية، هذا المسلك يوحي بأن تلك الفتاة لا زالت من أهل العادات الحميدة في الجملة في باب الحجاب. وهذا الصنف من الزائرات أقل خطرا مما سبق، ويوجد بعض أفراد هذه الفئة من الفتيات من غرر بها أو دفعتها الثقة بنفسها إلى خوض غمار الشات لمجرد التسلية دون قصد آخر، أو الدعوة والتوجيه، أو طلب الفائدة.

      ومع هذا فأحذر هذه الفئة من الانخراط في هذا الباب حتى لا يصل إلى مرحلة الإدمان الشاتي ومن ثم اهتزاز الهدف الأساسي من الدخول إلى الشات، ونمو أهداف أخرى في النفس بفعل الإعجاب أو إغراء الغير بما لا تحمد عقباه. واللبيب يدرك المعاني الكثير التي يمكن تفريعها من كلامي هذا في هذه النقطة.

      ومثل هذا يمكن تطبيقه على الذكور في الجملة.

      وفي ختام هذا التأمل يمكننا وضع مقياسا شبه حقيقي يمكن من خلاله معرفة نوعية الزائر في الجملة: وذلك كما يلي:

      الزائر الجاد يتصف بما يلي:

      أولا: عدم الإكثار من الكلام خارج موضوع المسألة المطروحة ، أوالدعوة للإسلام .
      ثانيا: عدم ترقيق الصوت(في المحادثات الصوتية)، أو تليين العبارة .
      ثالثا:. عدم السؤال عنالمسائل الشخصية التي لا تتعلق بالبحث كالسؤال عن العمر أو الطول أو السكن …الخ .
      رابعا:. أن يشارك في الكتابة أو الاطلاع على المخاطبات إخوة - بالنسبة للرجل - ،وأخوات - بالنسبة للمرأة - حتى لا يترك للشيطان سبيل إلى قلوب المخاطِبين .وبمعنى آخر عدم استخدام الخاص في مثل هذا الباب.
      خامسا:. الكف المباشر عن التخاطب إذا بدأ القلب يتحرك نحو الشهوة .

      سادسا: عدم الدخول بأسماء دالة على ذلك، ومنها: رومانسي، الناعمة، العاشق، الهاوي، الفاتنة.

      سابعا: عدم اختياره للصور الدالة على إبراز المعالم الحسية. كأن يختار صورة مغني وسيم، أو تختار الفتاة صورة امرأة مغنية، أو متعرية، أو فاتنة... وغير ذلك.

      ثامنا: عدم الإكثار من الحديث مع الجنس الثاني، ومن ذلك إبرازه ما يدل على اهتمامه به من كثرة الولكمة له والسؤال عنه، مع عدم وجود مثل هذا مع غير هذا الزائر المعين.

      فهذه المميزات الثمان إذا تحققت كلها في شخص واحد، واستمر على ذلك، فهو جدير بأن يشار إليه بالبنان خلقا وسلوكا محمودا. وإذا افتقدت كاملة في شخص، فهو بعكس ذلك تماما، وفقدان بعضها في بعض الزوار قد يجعله من الصنف الثاني، وقد يكون لعارض أو لضرورة، ومع هذا فيظل ملتحقا بالصنف الأول.

      المعطى الثالث: وهو النك، أعني الاسم الذي يدخل به الزائر إلى الشات. وهذا المعطى يوحي في الجملة – أيضا- بسلوك الشخص، ويتأكد مثل هذا الصدى النكي بالنظر إلى المعطيين السابقين.

      مثلا: بعض الزوار يدخل بنك يدل في محتواه على التعبير عن القضية الأساسية من دخول الزائر إلى الشات، مثل: العاشق، أو الأسير، أو الهاوي، أو الوسيم، أو خلوودي، أو أجمل فتاة، أو...... الخ.

      فمثل هذه النكات تدل في أول الأمر على أن صاحبها يبحث عما يلبي تلك الحاجة النفسية لديه، وذلك بالتعارف أو لقاء من وقع قلبه في حبها، بفعل ما نقشته ريشة النفس بمداد الخيال والوهم، من صورة جميلة وحسنة لمن يتحدث معها في الشات.

      وهذه الدلالة لهذه النكات تتأكد من خلال النظر إلى المعطيين السابقين. حتى أن البعض يجزم جزما أكيدا بوجهة صاحب النك، وغفلته.

      وكل ما سبق إنما هو باعتبار واقعية الزائر من كونه فتاة أو ذكرا حقيقة، وإلا فالتلاعب من قبل الزائر أمر مسلم بوقوعه في الجملة. ولذلك سبق لي وأن قررت بعض القواعد والأصول في هذا ينبغي للعاقل أن يسير عليها حتى لا يقع فريسة لما يمليه ويرسمه الوهم في الشات. ومن ذلك: أن الأصل إساءة الظن بالزائر، وأن الأصل في الزائر الداخل بنك فتاة إنما هو ذكر. حتى يتبين خلاف هذين الأصلين.

      والتثبت له طرق عدة لا يخلو معظمها من صعوبة في المسالك وتعرضٍ لبعض الموانع القوية في سبيل تحقيق الواقعية كما هي.

      ومما ينبغي التنبيه له هنا:

      الأول: تحريم مشابهة أحد الجنسين للآخر شرعا، وهو مقرر في موضعه من كتب أهل العلم.

      الثاني: خطورة تقمص الشخصيات، وهو أمر له آثار سلبية لا تدرك إلا في المآل. ومن ذلك نتائج الإزدواجية الحاصلة من المتقمص، فالمتقمص لشخصية الفتاة إذا طال منه هذا الفعل سيؤل به الأمر واقعا إلى التأثر في السلوك والشخصية، بل قد يصل الأمر إلى تذبذب الشخصية ومن ثم حصول مبادئ الانفصام في الشخصية.

      الثالث: وهو أن الحديث المتكرر للفتاة الحقيقية في الشات ومع الذكور سيفقدها مع الوقت الشخصية الأنثوية بالصبغة الاجتماعية، وهذا في البلاد المحافظة على التوجيهات الإسلامية للنساء. وقد قررت مثل هذا في كثير من الشاتات، وبينت خطورة مثل هذه اللقاءات المتكررة وأثرها الظاهر في تمييع الحياء قسرا.

      ومثل هذا يعتبر من الألم الحاصل من التأمل السابق، ومثله انتحار عفة الفتاة الذي سبق الحديث عنه، وإلى آثاره السلبية لتقمص الشخصيات وبالوصول إلى الألم ينتهي هذا التأمل. وإلى تأمل آخر، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

    3. #3
      التسجيل
      01-01-1970
      المشاركات
      0
      المواضيع
      شكر / اعجاب مشاركة

      الخروج من التيه(التأمل الرابع)

      الرابع: الشات وخطوات الشيطان.

      لنقف قليلا مع قوله تعالى: (( ولا تتبعوا خطوات الشيطان)). فقد جمعت الخطوات، والأصل أن تكون الخطوات منتظمة، الأولى تؤدي إلى ما بعدها، وهكذا. فكيف يمكن تنزيل هذا الأمر في الشات؟؟؟؟

      أول خطوة من الخطوات المنسوبة للشيطان هي الدخول للشات، ولنعلم أن أول خطوة من خطوات الشيطان تتسم بصفة محمودة في ظاهرها، أو على الأقل لا تنسب إلى الفعل المذموم ابتداءا. ولكن الشيطان يزين الخطوة الأولى ويمهد بها للخطوة الثانية، وستكون الخطوة الثانية أقل ذما مما بعدها، ولكنها بالنسبة للخطوة الأولى يمكن نسبتها في الجملة إلى الفعل المذموم. والخطوة الأولى من خطوات الشيطان ليست مذمومة شرعا، فالذهاب للسوق لأمر ضروري لا يعد مذموما شرعا عند الحاجة الملحة لذلك، ولكن الخروج عن الهدف الأساسي إلى ما لا ضرورة إليه في الخطوة الأولى هو المذموم. فالذاهب إلى السوق إذا أخذ ينظر يمنة ويسرة نقول له رويدك يا هذا، غض طرفك، ولك الأولى وليست لك الثانية، فالنظرة الأولى حصلت دون قصد، ولكن التكرار لا يكون إلا بقصد التلذذ مثلا.

      ويمكن تطبيق ذلك في الشات: فمثلا الدخول إليه ابتداءا لا يقال عنه أنه مذموم شرعا ابتداءا وهذا بالنسبة لمن كان مقصده الأولى مجرد طلب الفائدة أو الإفادة، وأما الداخل لغرض غير ذلك فينظر لنوعية الغرض وموقف الشرع منه، فمن قصد المعاكسة في الشات كان دخوله ابتداءا مذموما شرعا، ومن دخله للتلاعب بالمشاعر أو الكذب أو لهدف مادي عن طريق التمويه والمخادعة، فهذه أيضا أهداف مذمومة شرعا، ولا شك. ففي الحالة الأولى، تكون الخطوة الأولى داخلة تحت دائرة الجواز الشرعي، وقد تصل إلى درجة الندب إذا كان للدعوة والتوجيه وبيان المنكرات وغير ذلك. ولكن ينبغي أن يدور الزائر في محيط هذا الهدف، وليحذر من تجاوز هذا المحيط. ومن ذلك: أن يخرج من دائرة التوجيه والإفادة إلى دائرة المؤانسة مع الجنس الناعم، فهذه خطوة أخرى تستلزم في الغالب ما بعدها، لأن الشعور بالأنس في الحديث يدعو للإعجاب، وهذا الثاني يدعو للتعلق بالمعجب به، وهذا الأخير هو البذرة لما يعرف بالحب، ثم العشق. فينتقل من خطوة المؤانسة المجردة، إلى خطوة أخرى هي التعرف على المخاطب، ثم خطوة ثالثة وهي الحديث معه في الخاص، وهكذا، كما سبق لنا الحديث عنه في بعض التأملاات.

      ومن خطوات الشيطان الظاهرة جدا في الشات: إرسال الروابط الموسيقية، والشعر العاطفي، وكثرة الضحك من الفتيات، وهذا دافع قوي، ومثير للحرارة الغريزية عند الناظر، ومن ثم المحاولة الجادة على التعرف، بهدف الوصول إليه لاحقا.

      وكذلك من الخطوات الظاهرة للشيطان في الشيطان: كثرة دخول الفتاة إلى الشات، وليعلم أن تعود الفتاة على الدخول كثيرا إلى الشات دليل قوي وظاهر على عدم صحة الهدف عند الفتاة. وهو مما يدعو إلى إساءة الظن بالفتاة. ولن يجدي في مثل هذه الحالة محاولة الفتاة لتبرير موقفها بأي صورة من الصور.

      ومن ذلك دخول الفتاة بنكات مختلفة مع التعريف بنفسها عند التغيير، وهو دليل قوي وظاهر على عدم صحة الهدف عند الفتاة. ومثل ذلك الشاب.

      وكل هذه من الخطوات المباركة من الشيطان. وبهذا ينتهي هذا التأمل، وإلى لقاء آخر وتأمل قادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

    ضوابط المشاركة

    • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
    • لا تستطيع الرد على المواضيع
    • لا تستطيع إرفاق ملفات
    • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
    •