كان لي صديق طبيب شاعر يقطن معي في المدينة الجامعية .. وذات يوم زارني وعاتبني بشدة لأنه خلع ضرسا له ولم يواسيه أحد ولو بقصيدة .. قلت له: والله لم يخبرني أحد بذلك , ومع كلٍ سأنعى ضرسك الغالي بقصيدة تأبينية .... وجلست أستحضر المشهد الجنائزي التأبيني الذي يليق بضرس شاعرنا الهمام فتفتق الهم والحزن عما يلي:
دعاء وسلام ورثاء
أولا الدعاء:
اللهم يا مسبب الأسباب نسألك سلامة الأضراس والأنياب
ثانياً السلام والرثاء:
سلامٌ في الصحيفة من صديــق .. على من بالمدينة من كـرامِ
ســــــــــلاماً خالياً من كل هـــم .. وممزوجاً بودٍ واحتــــــــرامِ
فإنا قد أصبنا فــــــــي عزيـــــز .. وبات القلب يشكو من سقام
فجعنا عند نعيكم لضـــــــــرس .. تبدد مثل حلم في المنـــــــــام
كأني بالقواطـــــــع وهي تبكي .. عزيزا غاليا بين العظـــــــام
وبالأنياب أنهكــــــها نحيـــــب .. تؤبن راحـــــلا بعد المقــــــام
وما زال اللسان صريع حـــزن .. فتش عابسا وســــط الظلام
ومما زاد حـــــــــزني أن بليتم .. على صبر بأضراس ســــقام
ترفق بالكـــــــــرام أيا زمـــان .. ووجه كل خطــــــــب للــــئام
فإكرامي هذا أهــــل فضـــــــل .. وذو علم وحـــلم واحتـــــرام
وذو قول بليغ ثم شـــــــــــــعر .. ترقــــى بالــــرصانة والنظام
صديقي لا ترد هما وأبشــــــر .. فلا يرقى العلا غير الكــــرام
وصبرا في مجال العلم واغفر .. ركاكة منطقي واقبل سلامي