وردا على سؤال في مقابلة الجمعة الماضي مع إذاعة في فلوريدا حول طبيعة رد واشنطن إذا هاجم إرهابيون عددا من المدن الاميركية بأسلحة نووية، قال السناتور الجمهوري توم تانغريدو"إذا حدث هذا الأمر..ونحن قررنا أن هذا من فعل المتطرفين والمتشددين الإسلاميين..يمكننا تدمير مواقعهم المقدسة".
وعما اذا كان يتحدث عن تدمير مكة، قال تانغريدو "اجل". الا انه أشار، في وقت لاحق، إلى انه "كان يستعرض عددا من الأفكار"، وان "التهديد الأقصى" قد يواجه "برد فعل أقصى".
وشدد المتحدث باسم تانغريدو، ويل ادامس الاثنين، على أن السناتور لا يدعم تهديد المواقع الإسلامية، مشيرا إلى انه كان يعلق على وضع افتراضي حول ضربة افتراضية اكبر بكثير من هجمات 11 أيلول/سبتمبر التي تعرضت لها نيويورك وواشنطن.
وبرغم تراجع السيناتور تانغريدو عن تصريحاته وادراجه لها في اطار الافتراضيات، الا ان تقريرا تحدث مطلع الشهر عن ان الادارة الاميركية وجهت تهديدا مماثلا بهدف ردع تنظيم القاعدة وزعيمه اسامة بن لادن ومنعه من شن هجمات جديدة ضد الولايات المتحدة.
وقال التقرير الذي نشره موقع (وورلد نت ديلي) الاميركي على الانترنت في 7 تموز/يوليو الجاري ان "الولايات المتحدة هددت بتوجيه ضربة نووية لمدينة مكة المقدسة لدى المسلمين في حال هاجم قائد الارهاب (بن لادن) اميركا مرة ثانية".
وقال ويلر ان "اسرائيل ادركت ان سد اسوان هو السيف المسلط على رقبة مصر..لا توجد هناك امكانية باي شكل لان تكسب مصر حربا مع اسرائيل، لانه اذا ما تم نسف سد اسوان، فان المناطق السكنية في مصر ستصبح تحت 20 قدما من المياه".
واضاف "وعندما اوضح الاسرائيليون ذلك للمصريين، تلاشت اية امكانية لاي هجوم مستقبلي من مصر كذلك الذي حصل خلال الاعوام 48 و67 و1972".
وقال ويلر ان الحديث حول السيف المسلط على رقبة بن لادن تسلل خارج اطار التكتم.
واوضح ان "هناك شائعة تطفو في اثير واشنطن منذ فترة حول ان جورج بوش اكتشف ما هو السيف المسلط على رقبة اسامة بن لادن. وهناك همس من قبل بعض اعضاء لجان الاستخبارات والخدمات العسكرية في الكابيتول هيل (الكونغرس)".
لكنه قال ان "اعضاء مجلس الامن القومي في البيت الابيض يتكتمون بشدة في حال المحت الى المسالة. والمحافظون الجدد في وزارة الخارجية يحبون ان يتسببوا لنظرائهم الليبراليين بتسارع في النبض عبر الحديث باقتضاب عن الامر في حضورهم".
ويوضح ويلر فعالية التهديد ضد مكة من وجهة نظره قائلا ان "المحو الكامل لاقدس مقدسات الارهابيين، وتحويل ما يعتبرونه اقدس بقعة على الارض الى حفرة مشعة هو عقوبة من الاجزاء التوراتية، وهي الاجزاء الوحيدة التي ستؤدي الغرض".
ويقول ويلر ان "اسامة كان سيضحك من مثل هذه التهديدات بالنظر الى رايه في الاميركيين على انهم جبناء يضربون ويهربون بعد بضع خسائر، كما في لبنان عما 1983 وفي الصومال 1993. وجزء من عقلانية بوش في غزو افغانستان والعراق، وهو امر لم يتم التصريح به علنا، كان لاقناع اسامة بان تهديده بتوجيه ضربة نووية الى مكة حقيقي".
ويتابع ان "اسامة يكره الاميركيين بشدة، لكنه لم يعد يضحك".
ويخلص الكاتب الاميركي الى القول بان بن لادن "يلعب البوكر مع راعي بقر من تكساس في يده الاسات النووية" ولذلك فان القاعدة لن تقترب من المخاطرة بمحو مكة.
وكان موقع (وورلد نت دايلي) على الإنترنت، الذي اسسه الصحفي الاميركي العربي الاصل جوزيف فرح، سبق أن دعا الى "تدمير مكة وصهر الحجر الأسود كرد على أي تهديد ضد الولايات المتحدة أو أي تهديد لمهاجمة العالم الحر".
وفي سياق هذه الدعوة، قال الموقع انه ينبغي "نشر إعلان يمنح المسلمين مهلة قبل إخلائهم مدينتهم المقدسة ولن نقتل مدنييهم الأبرياء ولكن سنمحو مدينتهم المقدسة مثلما فعلوا لتمثال بوذا في أفغانستان".
والموقع معروف بتعاطفه مع اسرائيل، ودعا قبل عامين الى قتل مائة من المدنيين الفلسطينيين مقابل كل مدني إسرائيلي، وقتل ألف رجل فلسطيني مقابل كل طفل إسرائيلي.
ويبدو ان هذه التهديدات ليست بعيدة عن اسرائيل نفسها، والتي هددت عام 2002 بتدمير مدينتي مكة المكرمة والمدينة المنورة في السعودية في حالة تعرضها لهجوم نووي من قبل دول أو جماعات عربية أو إسلامية.