السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أخوتي الأفاضل
أشكركم جزيل الشكر للمرور الكريم و لتعليقكم الرائع... أعاننا الله دوماً أن نكون عند حسن ظنكم
تلك هي التكملة ... أنتظر تفاعلكم
******************
و دخلتُ مع المصباحِ
مدينةَ النورِ
أم القرى –هكذا دعاها الغرُ الميامينْ-
و البلدَ الأصيلْ
و سألناهم كيف للغرِ الميامين السبيلْ
إننا نبتغي الوصولْ
فهلا أريتمونا الدليلْ
قالوا " أترين هذه الجبالَ –عذراً هم أيضاً لم يروا رفيقي المصباح-
في علياتها تجديهم
خلاناً جالسين الخليل جنب الخليلْ
أميرهم بينهم جالسٌ فهو الجليلْ
لا لن تعرفيه لأنه مثلهم بالتمامِ
و قسمات وجهه كما هم فيها القبولْ
تعرفينه فقط إذا نطقَ
لا يردُ إلا بالردِ الجميلْ
ترين قصيده يسبي العقولْ"
و صعدنا
و رأينا بيتاً من صالحاتِ الأعمالِ
و سمعنا كلماً تكبيراً يهزُ القلبَ و تهليلْ
يا الله كم فاقَ هذا حسن النسيم العليلْ
يا الله كم فاقَ هذا مشهد غروب الأصيلْ
و فتحنا البابَ
باب بيت صالحاتِ الأعمالِ
لنرى أصحابَ التهليلْ
لكن بالداخلِ لا أحدا
و بدى لنا و كأننا نسمعُ أصوات صهيلْ
و خرجنا من بابٍ آخر
في الأفقِ لا شيء إلا شمس تغربُ
صحراء تمتدُ
و غبار من أثر الخيلْ
رحلوا
غادروا
و قبل اللقاءِ كان الرحيلْ
ليتهم انتظروا من الزمنِ القليلْ
و جلسنا في ظلِ نخيلْ
حولنا جنود اليأسِ
في أيديهم سيوف و نّصولْ
ينهشون جراحي
فسالت دمائي كالسيولْ
لكن هناك في أفقِ السماءِ رأينا حمامةً
دعتنا لتكون لنا لركبِ الغرِ الميامين الدليلْ
و ورائها سرنا
نتبعُ هذا الهديلْ
أنا و معي المصباح
مصباحٌ جليلْ
أخذته عن والدي المرحومْ
كما أخذه عن جدي النبيلْ
***********************
و دخلنا ثلاثةٌ مدينةً أخرى
بلاد الأصلين\الطيبين
هي ذات النورِ-هكذا دعاها أمير الغر الميامين-
و بلد الأمانْ
طلبت رفيقتي الورقاء منا الاستئذانْ
ودعناها
شاكرين لها جميل فضلها بالشفتين
و حسن صنيعها ينسابُ حباً في الوجدانْ
و سألناهم
"يا أنتم بالله عليكم
أحين جلوسكم هل مر بكم ركب الإيمانْ؟؟
يا أنتم بالله عليكم دلونا
دلونا قبل مضي الأوانْ"
دَلونا حفظهم الله المنَّانْ
و نسيرُ
بل نهرول
لا..بل نجري لا نلقي بالاً للغربانْ
و عند تلك الروضةِ الخضراءِ
تلك الثابتة الأركانْ
سمعناهم هم و الأمير
يتلون كتاباً يدعونه فرقانْ
فحار الفكرُ و اهتز الكيانْ
نلمحهم
من بعيدٍ نور عيونهم يغسلُ طينَ كل هوانْ
و في عيونهم غضب على الأوثانْ
وثن الأموالِ
وثن الأسلابِ
وثن اللاتِ إلى العزى
وثن الجاه إلى السلطانْ
و أيضاً بشيء آخر تلمعُ عيونهم
تلمعُ بالحنانِ
يخافون على كلِ من تبع درب العميانْ
ربي يا ذا القدرةِ و الإحسانْ
صورت هؤلاء
على غيرِ طينة بني الإنسانْ
سبحانك ربي المنَّانْ
ذهبَ البيان من على اللسانْ
أيا أصحاب الروضةِ
أيا رهبانْ
أيا فرسانْ
إني هي
ابنتكم, هذه التي ضاعت من زمانْ
إني هي
قد جئتكم بعد التيه و بعد الحرمانْ
"أفيقي من هذه الأحلامِ
قد بدأ رحيل الركبانْ"
قالها رفيقي المصباح
و لكن…بعد فواتِ الأوانْ
رحلوا
غادروا
و ثانياً قبل اللقاءِ كان رحيل الأقرانْ
أجثو على الرمالِ أبكي و أناجيهم
لماذا ترحلون؟؟!
و لماذا هكذا دائماً بلا إعلانْ؟؟!
إني هنا, لم يبق لي قوةٌ على الأحزانْ
ترحلون و دائماً تطيرُ ورائكم روحي
و لكن هنا تركتم ذاك الجثمانِ
يبكي لفراقِ الوجدانْ
و من بعيد جاءتنا قافلة في الوديانْ
قلنا لهم "أتلطفاً .. توصلونا"
فقالوا "أين"
فقلنا " لحيث يكون أصحابُ الركبانْ"
أجابونا لكنهم قالوا " لكل الأشياءِ أثمانْ"
أعطيتهم كل الذي مُلك اليدانْ
و مضينا معهم
نبكي و كأننا وراء قضبانْ
و مضى صمت وجداني و ضوء مصباحي يتناجيانْ
مصباحٌ يأبى الإذعانْ
أخذته عن والدي المرحومْ
كما أخذه هو عن جدي الريانْ