السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ..
==============================
مرة أخرى نلتقي .. ها هنا..
المكان الوحيد الذي أجد فيه أذنا تصغي إلي ، و تسمعني بقلب مفتوح ، تنصحني بما ينور بصيرتي ..
يؤسفني أنني لا أبث إليكم سوى لحظات حزني ، و ألمي ، و لكنها الدنيا .. وهذا حالها ..
لقد كان اليوم من أسوأ ما مر علي بحياتي ، إذ أنني ، و للأسف لم أنجح بتجاوز امتحانات الثانوية العامة ، و تعرضت للإكمال ..
ولكن هذا ليس وحده ما ضايقني ، بل الأسباب التي أدت إلى ذلك ..
وقبل أن تقولوا ها هو شخص اخر يلقي بأخطائه و إهماله على شماعة الاخرين ، أقول لكم بأنني لست من هذا النوع ..
مشكلتي ، أيها السادة .. هي طبيعتي ..
طبيعتي رقيقة للغاية بشكل يدهشني حتى .. أتألم و أحزن لحزن أي شخص ، و أجمع هموم الاخرين و أضعها بداخلي و أغلق عليها بالأقفال .
وهذه المرة ، كان الظرف عائليا بشكل خاص ، و خاص جدا ..
لذا لم أتردد بالمساعدة ..
وبالرغم من كل ما حاولته ..
المشكلة تضخمت ..
وتضخمت أكثر ..
و أكثر و أكثر و أكثر ..
وتحول بيتنا الذي كان هادئا رقيقا .. إلى جحيم حقيقي .. لبعض الظروف ..
وخصوصا أنها كانت بين أقرب المقربين إلي على وجه الأرض ..
كنت أنهض من فراشي على مشاكل ، و أنام عليها ..
ولأنني الذكر الوحيد بالعائلة ، و الأخ الأكبر ..
فقد تم إقحامي بالأمر .. مكرها
واستمر حالنا على هذا المنوال ، طوال العام الأهم بحياتي !
والنتيجة هي أنني فقدت التركيز بدراستي تماما ، وأنا أشعر بخطورة ما وصلت إليه أمور عائلتنا من تدهور ..
و أصبحت أحمل هموم والداي بداخلي ، على الرغم من انها كانت ثقيلة للغاية ..
كنت أغلق باب غرفتي على نفسي ، و أفرغ مشاعري بالبكاء على فراشي لساعات طويلة ، حتى أبدو أمامهما قويا متماسكا ، و ليستمدا العزم من ابنهما الوحيد ..
إذا أمسكت كتابا بقصد المذاكرة ، فإن عشرات الرؤى كانت تتراوح أمام عيني ، مواقف كثيرة تظهر على صفحات كتبي بدلا من المعلومات ..
واستمر الحال ..
و الضيق ..
والحزن ..
و الألم ..
حتى جاءت نتائج الثانوية ، لتخبرني برسوبي بعد ما كنت من المتميزين ..
سابقا ..
لذا ، هل يمكنكم تخيل مشاعري ؟
وهل كان الحل الوحيد ، أن أنسى الاخرين ( حتى لو كانا الأقرب لي ) مقابل محاولة التركيز على دراستي ؟
عموما لا أعتقد بأن طبيعتي المرهفة بدرجة مخبولة كانت ستسمح لي بذلك ..
لذا فأنا أسألكم ، أين كان الخطأ ؟
وبعد أن كتبت اليكم ، لمحة بسيطة بما مر و يمر بي .. فأنا أرجو منكم أمرا واحدا ....
أن تخبروني ، من جنى على الاخر ؟
أأنا جنيت على نفسي أم الظروف جنت علي ؟
وشكرا لكم
المخلص لكم إلى الأبد : حسين ، الذي يعدكم بموضوع مفيد في المرة القادمة ..