أن الاستاذ أحمد الكاتب لا يلغي المهدوية كفكرة و كمبدأ , و هو يؤمن بها , و لكنه يتحرك بدراسة موضوع الامام الثاني عشر , و هل كان للامام حسن العسكري أبن أم لا ؟
بصراحة , الموضوع هنا ليس مهما , هل حقيقة ان هناك أبن للأمام حسن العسكري أم ليس هناك أبن؟
ما الفائدة من نقاش هذا الموضوع الان , ضمن أجواء الصراع الاستكباري العالمي الجاري ضمن الحالة العراقية بصورة خاصة , و الحالة العالمية بصورة عامة , أن نقاش من هذا النوع هو نقاش بيزنطي.
عندما كان الخليفة العثماني محمد الفاتح علي أبواب القسطنطينية , كان الكهنوت و علماء البلاط البيزنطي يتناقشون بمن كان الاول في الوجود البيضة أم الدجاجة ؟!!!!
في حين كان التحدي الواقعي علي أبواب مدينتهم, يطرق أبوابهم و يهدد وجودهم.
نقول:
فليس هناك منطقية في الحديث عنه , ألا في الجانب الذي يريده الاخ أحمد الكاتب و هو اسقاط الجانب النظري من نظام الجمهورية الاسلامية المقامة في أرض أيران الي الان , و هي نظرية ولاية الفقيه.
الاستاذ أحمد الكاتب كما هو واضح يريد اسقاط الجانب النظري لنظرية الحكم الاسلامي في أرض أيران و لذلك يتحرك بفكرة مسبقة في تحليلاته و لذلك نجد القفز في الاستنتاج في الكثير من مواضع الكتاب بشكل يجعل من يقرأ يتنرفز و يغضب , و أتكلم علي الاقل عن نفسي , فأنا قد غَضبت علي مسألة القفز في الاستنتاج في أكثر من موضع من الكتاب بعد الاستشهاد بنصوص متعددة لعلماء عديدون.
و عودة الي المقال لنقول:
أكان المهدي مولودا و مستمرا بالحياة من ألف سنة و نيف الي الان , أو هو بأنتظار الولادة , أو أن الامام المهدي المنتظر هو السيد المسيح عيسي بن مريم.
كل هذه الامور أمور بيزنطية,عديمة الفائدة في زمن الغيبة , ما عدا الايمان بفكرة المهدوية التي يستقيم بها القرأن الكريم حالة أعجازية ألهية , ننطلق معها في استخراج النظريات الاسلامية في الاجتماع و الاقتصاد و التربية و السياسة.
فالنفترض جدلا و من باب الحوار:
أن كتاب الاستاذ الفاضل أحمد الكاتب أدي ألي أقامة مؤتمر أسلامي دولي للدراسات التأريخية الشيعية , و أجمع الحاضرون من كل المسلمين الشيعة الاثني عشرية علي صدقية و صحة ما أتي به الاستاذ أحمد الكاتب من عدم وجود أبن للامام الحادي عشر.
ماذ سيحدث بعد ذلك؟
هل ستحل مشاكلنا ؟
هل سننتصر علي الاستكبار؟
هل سنصنع الحضارة الحقيقية؟
هل سنحقق السعادة الفردية و المجتمعية؟
هل سنستطيع أيقاف ذبح الناس الابرياء علي الهوية في العراق الجريح؟
و هل و هل و هل , أسئلة لا تنتهي............
أقول :
في تلك المسألة , أذا جري مثل هذا المؤتمر و تم أتخاذ مثل هذا القرار, فلمن هو مهتم بالتنظير الفكري و بالقرأن تحديدا , سيتحرك لأيجاد شخصية للمهدي غير أبن الامام الحادي عشر , و أغلب الظن أنه سيكون عيسي بن مريم , و سوف يستمر الانتظار للمهدي المنتظر , و كأنك يا زيد ما غزيت ( اذا صح التعبير).
طبعا نحن تحركنا في الافتراض الجدلي الموجود بالاعلي , لكي نوصل فكرة الي الاستاذ أحمد الكاتب , تنص علي التالي :
و هي ألي أين ستذهب بنا ابحاث من هذا النوع , نحن نريد العنب من الفكر و ليس السراب , و نحن نريد الخبز الحقيقي للناس , و لسنا نريد الكعك الانطوانيتي( اذا صح التعبير).
هذا من جهة نقاش الامام المهدي و موضوع العصمة .
من جهة أخري أستخرجت أيحاء من كتاب الاستاذ و هو أن علماء المسلمين الشيعة أناس متأمرين و ليسوا مخلصين و هم قد تحركوا ليرقعوا من هنا و هناك مذهبهم و خط التشيع الذي ينتمون أليه , عن طريق اختلاق الامام المهدي لتغطية العجز الفكر يالذي يعيشون فيه.
أولا لم يعجبني ذلك الايحاء و هو أيحاء وهابي و به نفس سلفي حنبلي و هو طبق الاصل بتحريف مؤدب(اذا صح التعبير) لما يقوله السلفيون الوهابيون عن تأمر الشيعة و علي أنهم منتوج تحالف قديم بين اليهودية و المجوسية لضرب الاسلام من الداخل عن طريق و بواسطة عبدالله بن سبأ , الشخصية الوهمية الموجودة في أحلام أتباع التسنن الاموي المتخلف.
و لست هنا في باب أتهام الشيخ أحمد الكاتب بالوهابية , و هو أتهام قديم جديد , يستخدمه الكثيرين من هنا و هناك.
و لكن أردت القول للحق و الحقيقة أن هناك أيحاء بذلك وجدته و فهمته مما قرأت , و ليصحح لي الشيخ أحمد الكاتب ذلك الامر أذا كان الانطباع الذي حصلت عليه كان خاطئاً.
هذا ما لدي بخصوص كتاب تطور الفكر السياسي الشيعي من الشوري الي ولاية الفقيه للشيخ أحمد الكاتب.
الدكتور عادل رضا
(من مدينة البصرة الاسيرة , حي الجزائر)