تربعت Nintendo على عرش الألعاب المحمولة طويلاً بأجهزتها العديدة و
التي أذكر منها: Gameboy, Gameboy Color, Gameboy Advance,
Gameboy Advance SP و جهازها الأخير Nintendo DS. لسنين طويلة و
هذه الشركة العريقة مسيطرة على هذا السوق الضخم و لم يفكر أحد
في منافستها قط إلى أن جاء اليوم الذي قررت Sony فيه أن تهز كيان
Nintendo بجهازها الجديد: الPlaystation Portable بهدف هزيمة ال
nintendo DS. بعيداً عن مقارنة المواصفات المليئة بالأرقام المملة, دعونا
نناقش سياسة الشركتين: Nintendo و Sony في الإرتقاء بسوق
الألعاب المحمولة.
في اوائل التسعينيات قررت Nintendo دخول سوق الألعاب المحمولة. و
كان الهدف من تطوير الأجهزة و الألعاب المحمولة هو إمكانية التمتع
بالألعاب الإلكترونية خارج المنزل, في رحلة, على سفر, أو في أي مكان
يصعب على اللاعب تشغيل جهازه المنزلي فيه. أبدعت Nintendo في
ألعابها المحمولة بشكل لا يوصف لدرجة أنه أصبح للجهاز المحمول كيان
كالجهاز المنزلي, بل و أكثر لأن Nintendo أستطاعت أن توفر ألعاباً رائعة
خاصة بالأجهزة المحمولة فقط و تجربتها و متعتها مختلفة عن تجربة
الجهاز المنزلي. عندما أصدرت Nintendo جهازها الجديد: Nintendo DS,
أصدرت معها إبتكارها الجديد: شاشة اللمس. قد تكون هذه الشاشة
مجرد تكاليف زائدة لا فائدة لها و قد تكون إضافة رائعة. القرار في ذلك
يعود للشركات المطورة للألعاب, هل ستوظف شاشة اللمس بطريقة
مبتكرة؟ أم إنها لن تجد له وظيفة بالمرة؟ الكثير من الشركات لا تفضل أن
تغير مخططاتها في تصميم الألعاب لإدخال شاشة اللمس في حساباتها,
و لكن هناك بعض الألعاب التي أستخدمت هذه الشاشة بشكل رائع مثل
Wario Ware: Touched! وKerby: Canvas Curse. في 2004 أعلنت
Sony عن دخولها سوق الألعاب المحمولة معتمدة في ذلك على إبتكار
جهاز محمول ذو مواصفات جبارة و بالفعل أصدرت النسخ المحمولة من
الPS2 و التي أسمتهاPlaystation Portable في مارس 2005. بات من
المعروف مفهوم رئيس شركة Sony Computer Entertainment السيد
Ken Kutaragi لعالم التسلية الرقمية: فهو يريد الجهاز الرقمي أن يكون
جهاز Multimedia متكامل فيه سائر أنواع التسلية الرقمية و لا يريد هذه
الأجهزة أن تكون مقتصرة على الألعاب فقط و الـPSP ليس إستثناءاً لذلك
فقد جهزته Sony بقارئ ملفات الأغاني MP3 و ملفات الفيديو MP4 بل و
أحدث الأفلام أصبحت تصدر على هذا الجهاز في إسطوانات UMD, و في
التحديث الأخير للجهاز زودته Sony بمتصفح للإنترنت. جهاز رائع بالفعل و
لكن هل قدم لنا شيئاً جديداً في عالم الألعاب؟ أيضاً إجابة هذا السؤال
عند الشركات المطورة. إلى الآن لم يقدم لنا هذا الجهاز أي شيء جديداً
سوى Metal Gear Acid و Lumines و Ape Escape: On the Loose.
أغلب الألعاب الباقية ما هي إلا Ports أو نسخ منقوله من جهاز
البلايستيشن 2 للPSP. قد يتسائل البعض عن سبب نقل ألعاب الPS2
للPSP بدلاً من صنع ألعاب خاصة بهذا الجهاز. لإجابة هذا السؤال, دعونا
نستوضح شيئاً: سياسة الشركات المطورة و المنتجة للألعاب ما بين
الربح و الإبتكار. بالنسبة للربح, عندما تصدر شركة لعبتها على أكثر من
جهاز, هل تفعل هذه الشركات ذلك لأنها تظن بأن هذه الأجهزة تستحق
أن تحصل على هذه اللعبة؟ بالطبع لا... السبب الحقيقي هو لأنه بهذا
الطريقة ستباع أكبر عدد من النسخ مما يعني أكبر ربح. كما نرى هذا
الذي قامت به الشركات المطورة الآن. عندما تصمم شركة لعبة و هي
تعلم بأنها ستصدرها على أكثر من جهاز فهي تحرص بقدر الإمكان أن
تكون اللعبة متوافقة مع جميع الأجهزة, بمعنى أنها ستقلل حجم و جودة
الألعاب. دعونا ننتقل الآن لجزء الإبتكار في الألعاب: بعيداً عن سياسة
الإحتكار التي تتبعها الشركات مع الألعاب بهدف الربح البحت, عندما تصنع
شركة لعبة على جهاز واحد مستغلة إمكانياته فالنتيجة غالباً ما تكون
قطعة فنية متكاملة مثل Ninja Gaiden و Resident Evil 4.
عودة إلى اللعاب المحمولة: إلى نهاية عام 2004, كان عالم الألعاب
المحمولة منفصلاً تماماً عن الألعاب المنزلية, مواصفات الأجهزة كانت
أضعف بكثير, و لكن الضعف ليس عيب بحد ذاته بذاته فمواصفات الأجهزة
كانت كافية جداً لنوع الألعاب التي تصدر عليها.و أثبتت Nintendo بأن
الرسوميات ليست كل شيء عندما أُصدرت المئات من روائع عالم
المحمول على أجهزتها منها سلسلة ألعاب Pokemon و Fire Emblem
بجزئيه. و جاء الPSP الذي يحقق حلم الشركات المطورة و الناشرة
بمضاعفة أرباحها بأرخص طريقة ممكنة. فمنذ أن أصدرتSony النسخة
المصغرة من جهازها الPS2, و الشركات المطورة "تنقل" ألعابها لهذا
الجهاز. ما الميزة في التحكم بنسخة مصغرة من Midnight Club 3:
Dub Edition عندما إتيحت لي الفرصة أن العبها على شاشة كبيرة
بجودة أكبر في الPlaystation 2 أو الXbox؟ و لكن للأسف أغلبية
الشركات تهتم للربح على حساب الإرتقاء بعالم الألعاب و ستفضل أن
تنقل ألعابها للPSP بدلاً من بذل المزيد من الأموال و الجهد لإصدار ألعاب
متميزة خاصة بهذا الجهاز.قد يكون مبكراً جداً الحكم على ألعاب هذا الجهاز
و من يعلم؟ فقد تصدر ألعاب رائعة عليه؟ و قد يتحول إلى جهاز
Multimedia و قد تصبح خاصية الألعاب فيه مجرد شيء ثانوي. القرار
في يد Sony و في شركات الألعاب.