طلاب باكستان الأجانب يستعدون للرحيل
لا خيار لديهم سوى الرحيل
طلاب باكستان الأجانب يستعدون للرحيل
الأجانب الذين يدرسون في المدارس الدينية يستعدون لتنفيذ قرار رئاسي بمغادرة باكستان بدعوى محاربة التطرف.
ميدل ايست اونلاين
لاهور (باكستان) - من محمد رضوان
يستعد مئات الطلبة الاجانب في المدارس الدينية في باكستان للعودة الى بلدانهم على مضض بعد ان اعطى الرئيس برويز مشرف الامر بابعادهم اثر الاعتداءات الدامية في لندن.
وامام ضغوط الغربيين الذين يطالبونه بمحاربة التطرف الاسلامي بشكل اكثر حزما، امر مشرف حوالى 1400 اجنبي او حتى الذين يحملون جنسية اخرى الى جانب الجنسية الباكستانية المسجلين في المدارس الدينية في باكستان بمغادرة البلاد.
وقال محمد طاهر (24 عاما) وهو فرنسي من اصل باكستاني يتابع دراسته في مدرسة جامعة الاشرفية احدى اهم المدارس الاسلامية في لاهور (شرق) "ان هذا القرار اذهلني، لكن اعتقد ان ليس امامي خيار".
واكد هذا الطالب وهو اب لثلاثة اطفال تركهم في باريس وجاء لدراسة الشريعة والفقة الاسلامي في لاهور، "ساحترم القانون لكني كنت اود انهاء دراستي هنا".
واضاف "بقي امامي سنة ونصف السنة من الدراسة لكني اعتزم انجازها في مدرسة اخرى في فرنسا".
وقال مدير المدرسة عبد الرحمن اشرفي انه سيلتزم بامر الطرد الذي يشمل بين 25 و30 طالبا اجنبيا في مدرستي حيث هناك اكثر من 1800 طالب مسجل.
واعتبر ان هؤلاء الاجانب يمكنهم متابعة دراستهم في منازلهم. واوضح "لدينا مدارس اينما كان" و"سنطلب من طلابنا الاجانب انهاء دراستهم في احدى مدارسنا في بلدانهم، في اوروبا والولايات المتحدة وفي آسيا".
وبدوره عبر سهيري بن بهادور الذي جاء قبل ثلاثة اشهر من ماليزيا لمتابعة دراسته خلال خمس سنوات في الجامعة الاشرفية في لاهور، عن اسفه لوقف دراسته قبل الاوان.
وقال "ان طلبت مني ادارة المدرسة الرحيل ساضطر للرحيل لكني كنت اود انهاء ما جئت لاجله". واضاف "لقد اخترت باكستان لان نوعية التربية الدينية جيدة جدا فيها. ساتابع دراستي بعد عودتي الى ماليزيا".
وقد قرر مشرف تدابير اخرى من خلال اعطائه امرا للقيام بحملة اعتقالات في الاوساط الاسلامية حيث تم اعتقال حوالى ثمانمئة ناشط في سائر انحاء البلاد.
كما اصدر مرسوما بمنع الخطب التي تحرض على "الكراهية" في المساجد. كما قرر تدبيرا اخر يلزم بتسجيل جميع المدارس هذا العام لدى السلطات وبتغيير برامجها ان لزم الامر.
الى ذلك نقلت وكالة الانباء الرسمية اسوشيتد برس اوف باكستان عن المتحدث باسم وزارة الخارجية محمد نعيم خان ان احد الاتحادات الكبرى للمدارس الدينية "وفاق المدارس"، مستعد للتعاون مع السلطات.
واوضح ان البلاد تعد اكثر من 12 الف مدرسة مؤكدا ان "تهديد التطرف" سيتم استئصاله عبر نشر المعرفة والتربية واصلاح المجتمع الباكستاني.
وكان قد تم انشاء عدد كبير من المدارس الدينية التي تعتبر اليوم بمثابة بؤر للنشاط الاسلامي المعادي للغرب، غالبا بتمويل اميركي او سعودي، في الفترة الممتدة بين 1979 و1989 كمراكز لتعليم العقيدة والتدريب العسكري للمجاهدين الذين حاربوا المحتل السوفيتي في افغانستان المجاورة.وبعد اعتداءات 7 تموز/يوليو في لندن طلبت بريطانيا من اسلام اباد التحرك ضد مدارس الاصولية الاسلامية اثر معلومات مفادها ان عددا من الانتحاريين زاروا في السابق باكستان وان احدهم تلقى علومه في مدارسها.
