القواعد الامريكية على مرمى حجر منكم في تامنراست ..لاتبحثوا عن السراب في ليبيا
ذكرت صحيفة الخبر (الجزائرية) ... ان الولايات المتحدة الامريكية قد انهت بناء محطة للتجسس في الاراضي الليبية , وقالت الصحيفة ان الليبيين يحظر عليهم الاقتراب من هذه المحطة ... او تحليق طائرات ليبية مدنية او عسكرية فوق سمائها ...
استغرب جدا لإنزلاق هذه الصحيفة الجزائرية في منزلق تلفيق و ترويج الاكاذيب التي لا تنطلي حتى على الطفل الغر خاصة و ان مسؤولي هذه الصحيفة و العاملين فيها يدركون و يلمسون بايديهم ماذا يعني لليبيا والليبيين وجود قواعد اجنبية على اراضيهم وهم من يحتفل في العام ثلاث مرات باجلاء قواعد اجنبية كانت جاثمة على اراضيهم قبل ان يمتلكوا ارادتهم و يستردوا حريتهم في الفاتح من سبتمبر عام 1969..
و اذا كانت العلاقات الليبية الامريكية قد شهدت تحسنا في الفترة الاخيرة بعد عقود من القطيعة و المواجهة فان هذا التحسن لا يمكن ان يرقى الى مستوى التفريط في مكاسب بهذا الحجم قدمت في سبيلها تضحيات جمة من دماء الليبيين و عرقهم و اموالهم..
ما اود التاكيد عليه انا كمواطن ليبي مطلع على بواطن الامور في الداخل والخارج هو ان هذا الخبر عار عن الصحة ولا اساس له في الواقع لجهة ان التعاون العسكري واللوجستي بين الولايات المتحدة والحكومة الليبية لم يكن اصلا مطروحا ضمن بنود اجندة التفاوض الذي جرى ويجري بين الطرفين قبل وبعد تسوية الخلافات العالقة بينهما ... كما اود تذكيركم بالرد الليبي على الدعوة التي كان قد وجهها احد كبار قادة البحرية الامريكية والمتعلقة باقامة تعاون عسكري مباشر بين القوات المسلحة الامريكية ونظيرتها الليبية والذي حسم بشكل قاطع مسألة التعاون العسكري الليبي الامريكي المستقبلي وربطه بالاتحاد الافريقي ...حيث اصدرت الخارجية الليبية في حينه بيانا اوضحت فيه بلا لبس ان اي تعاون من هذا النوع لا يمكن ان يتم إلا في اطار الاتحاد الافريقي باعتبار ان ليبيا عضو في هذا الاتحاد وملتزمة ببروتوكولاته واتفاقياته السارية ..
واذا كانت دول شمال افريقيا باستثناء ليبيا تحتفظ بتعاون عسكري وامني مع واشنطن وان الجزائر بالذات تحتضن على اراضيها قواعد اتصالات ودعم لوجستي تابعة للاسطول السادس الامريكي المتمركز في البحر الابيض المتوسط فان الزج باسم ليبيا في هذا الطابور المشبوه لن يحقق مآربكم .. وكان من باب اولى ان تسلط صحيفتكم الضوء على الوجود الامريكي في جنوب الجزائر بدل اختلاق اخبار مكذوبة بحثا عن الإثارة الاعلامية المجانية..
