نعم أحذر وأياك أن تستحقر ذنباً قمت به لدرجة أن لا تستغفر الله منه !!!
===نصيحة لوجه الله تعالى ===
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
هذا موضوعي الثاني هنا بعد موضوع الفاتحة كنزٌ يُغنيك..، واحببت أن اشاركم ايضاً بهداية أخرى من عند الله وقد هداني الله اليها بعد سماع لمحاضرة دينية بالصدفة.. فلقد أشعرتني براحة نفسية كثيرة وجعلتني أومن بأن الإسلام الذي منهُ الله علي هو نعمة وأحمد ربي أني ولدت مسلما، لأني لن أجد دين أروع من الإسلام ... فكلنا يعلم بفوائد الاستغفار في الآخرة وفي الدنيا ايضاً يقول الله عزوجل: { استغفروا ربكم إنه كان غفارا، يرسل السماء عليكم مدرارا، ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل أنهار }
وأنا أعلم أني قد لا أكون مسلم كامل وأني أرتكب الذنوب والمأثم ليلاً ونهارا سواء باللسان أو اليد او العين أو حتى السمع. وأحياناً أرتكب هذه الذنوب كروتين يومي وأصدقكم القول أني نسيت أنها ذنوب أو أقول في نفسي ان شاء الله عندما أشيخ سأتوب، ولا اتعب نفسي بقول أستغفر الله أو حتى الندم عليها.
لكن في أحدى المرات سمعت محاضرة ذكر فيها الآية التي أبكت إبليس وكانت الضربة القاضية له وهي قوله تعالى: { وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ* أولئك جزاؤهم مغفرة من ربهم وجنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ونعم أجر العاملين }
وبعدها ذكر فيها قول النبي صلى اللَّه عليه وآله وصحبه وسلم: (إن الشيطان قد يئس من أن يعبد بأرضكم هذه أبدا، ولكنه إن يطع فيما سوى ذلك فقد رضى به مما تحقرون من أعمالكم، فاحذروه على دينكم)
يعني ان إبليس حيلته الوحيدة هو ان يحقر الذنب الذي نرتكبه لدرجة يجعلنا نعتقد أن هذا الذنب ليس بحاجة لاستغفار أو يحالو أن ينسينا أو يؤيسنا من الاستغفار.. فأنا لو استغفرت بعد كل ذنب فانا سأغلب عدوي إبليس..
وأخذت هذا الأمر على محمل الجد وجعلته كمنافسة بيني وبين إبليس الرجيم وقومه الكافرين، فحين أحس أني قد أرتكبت ذنب، أذكر الله وأتلو آية: (( ربنا لا تؤخذنا إن نسينا أو أخطأنا ، ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين))
واًصدقكم القول هذه الآية أثرت بي كثيراً، وأصبحت لي كتشجيع ضد حزب إبليس وقومه الكافرين. فمثلاً حين أقوم للصلاة متأخراً أوحتى حين أمازح صديق بنكتة بذيئة، كنت استحقر هذا الذنب أو الأثم لدرجة اعتقد أنه ليس ذنب وهذا الذي يريده إبليس اللعين لذلك أُسارع بالإستغفار حتى شعرت أن ما أقوم به حقاً ذنب ويكتب عليّ سيئات. والحقيقة لم أتصور هول وضخامة وكمية وكثرة الذنوب والآثم التي أرتكبها حتى أحسست ووجدت أن كلمة الإستغفار تكاد لا تفارق لساني من هول ما أرتكبه وكثرة الذنوب التي معضمنا يستحقرها ..
وأصدقكم القول فأنا ما أزال أرتكب الذنوب والسيئات لهذه الساعة ولكن حين أستغفر ربي بعدها أحس بأن ثقلاً قد إنزاح عني، بل أشعر ان الذنب نفعني وان السيئات التي ارتكبتها أصبحت حسنات..
روى القاسم عن أبي أمامة الباهلي رضي اللَّه تعالى عنه أن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم قال "صاحب اليمين أمين على صاحب الشمال، فإذا عمل العبد حسنة كتب له صاحب اليمين عشرة، وإذا عمل سيئة فأراد أن يكتبها صاحب الشمال قال صاحب اليمين أمسك فيمسك ست ساعات من النهار أو سبع ساعات فإن استغفر اللَّه لم يكتب عليه شيئاً وإن لم يستغفر يكتب عليه سيئة واحدة".
وحتى لاتظنوا أن هذا الشيء شدة عليكم بل بالعكس هو نعمة او هبة من عند الرحمن الرحيم وحتى تعرفوا عظمة الإسلام ويسره وأننا في الإسلام في نعمة أسرد عليكم هذه القصة:
كتب وحشي قاتل حمزة عم النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم إلى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم من مكة إني
أريد أن أسلم ولكن يمنعني عن الإسلام آية من القرآن نزلت عليك وهي قوله تعالى {وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّه إِلَهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّه إِلاَّ بِالحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً}
وأني قد فعلت هذه الأشياء الثلاثة فهل لي من توبة ؟
فنزلت هذه الآية {إِلاَّ مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّه سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ}
فكتب رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم بذلك إلى وحشي
فكتب إليه إن في الآية شرطاً وهو العمل الصالح ولا أدري هل أقدر على العمل الصالح أم لا؟
فنزل قوله تعالى {إِنَّ اللَّه لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ}
فكتب رسول اله صلى الله عليه وآله وسلم بذلك إلى وحشي
فكتب إليه إن في الآية شرطاً أيضاً فلا أدري أيشاء أن يغفر لي أم لا؟
فنزل قوله تعالى {قُلْ يَا عِبَادِي الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّه إِنَّ اللَّه يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ}
فكتب إلى وحشي فلم يجد فيها شرطاً فقدم المدينة وأسلم".
آخيراً أسئلكم الدعاء وان الله يهدينا ويهديكم ^^