أوسلو نضال حمد:
قصة اللاعب البوسني المسلم علي حاجيتش (18 عاما) قصة غريبة وعجيبة فعلاً، وتؤكد عدم وجود تسامح ديني في صربيا وعلى ملاعبها الكروية.
فاللاعب البوسني المسلم علي حاجيتش يلعب ضمن فريق “بدرينا” لكرة القدم وهو فريق كروي محلي. واثناء مباراة محلية نجح حاجيتش في تسجيل هدف لفريقه بمرمى الخصم، فلم يتمالك نفسه حين سجل الهدف وأحس بحسب قوله أنه يكاد يطير من الفرح، فركع على الأرض ساجداً ورفع يداه عاليا وشكر الله على ذلك مستعملا عبارة الله اكبر. فما كان من حكم المباراة الصربي إلا أن رفع بوجهه بطاقة حمراء معلناً طرده.
بعد ذلك ساد هرج ومرج في الملعب،ثم توقفت المباراة،مما اضطر رفاق اللاعب علي حاجيتش من البوسنيين المسلمين إلى مواكبته وحمايته أثناء خروجه من الملعب، كما تم إلغاء نتيجة المباراة.
وقد ذكرت مجلة “داني” الأسبوعية البوسنية ان الاتحاد الصربي لكرة القدم أصدر بيانا أعلن فيه معاقبة حاجيتش ومنعه من اللعب لمدة سنتين قابلة للتمديد. وذهب البيان ابعد من ذلك حين اتهم اللاعب بالانتماء لتنظيم القاعدة.
الرياضة مثل الحب تجمع الجميع وتوحد كل الأجناس والملل والألوان. أما العادة الدينية التي أصبحنا نشاهدها في الملاعب الكبيرة والصغيرة، فهي كذلك ليست من بنات افكار ولا من نتاج المسلمين، فهؤلاء مازالوا متأخرين عن ركب الكرة العالمي مثلما الحال في أوروبا وأمريكا اللاتينية.أما عادة التصليب والتثليث على الرأس والصدر عرفاناً وشكراً للرب، فهي عادة وتقاليد دينية مسيحية تعني الشكر للأب والابن والروح القدس. كما لم يجلبها إلى الملاعب اللاعبون من المسلمين بل العكس هو الصحيح، فهي من ابتكارات اللاعبين من المسيحيين. ولم نسمع في وقت سابق عن قيام أي حكم في أي بلد آخر بطرد أي لاعب لمجرد قيامه بتلك الحركة. أما استعمال عبارة الله اكبر مع رفع اليدين عالياً تعتبر بمثابة شكر لله على مساعدته الشخص في تحقيق ما أراد. ولا يمكن لأي كان أن يمنع أيا كان من ممارسة تلك الشعائر واستعمال تلك العبارات أو الإشارات. يذكر ان أكثر من لاعب بوسني تألق في الملاعب الأوروبية وأبرزهم حسن صالح حميديتش نجم بايرن ميونيخ الألماني، والمهم ان أحداً من اللاعبين البوسنيين لم يجد هذه المعاملة غير الانسانية. دون نسيان حركة الشكر لله للنجم الايراني علي دائي عندما كان يلعب في البوندسليجا دون ان يقوم الاتحاد الألماني بشطبه.
