السلام عليكم و رحمة الله و بركاته أنا مستغرب من موقفالبعض من المعارضين الداعي إلى مقاطعة الانتخابات . و أدعوهم إلى أن يعيدوا حساباتهم مرة أخرى. مقاطعة الانتخابات تعني تسهيل المهمة على أعضاء و أنصار الحزب الوطني و الفلاحين المقهورين و الموظفين الغلابة العاملين لدى مؤسسات و شركات عصابة الحزب الحاكم و بطانته و الذين سيتم الدفع بهم أفواجا إلى مقار اللجان الانتخابية مؤيدين لمبارك و ساعتها يا فرحتك يا مبارك و يا فرحة عصابتك بيك ثقوا في أن مقاطعة المعارضة للانتخابات تجلب السعادة للنظام و حاشيته (يفرحوا كثيرا من المعارضة السلبية اللي لا بتهش و لا بتنش) . معنى ذلك أنهم لن يجدوا من يزاحمهم و يصعب عليهم مهمتهم أو يفشلها و يفسدها عليهم (في حالة المشاركةيإيجابية) . فماذا يمكن أن يحدث إذا خرج المعارضون من كل حدب و صوب في مصر إلى مقار اللجان الانتخابية لإنتخاب أحد مرشحي المعارضة؟!.أمامنا إحتمالان إما أن يتم فرز الأصوات بنزاهة و حيادية تحت الإشراف القضائي و مؤسسات المجتمع المدني التي تم الموافقة على مشاركتها في عملية الإشرافتحت وطأ الضغوط المكثفة (من ضمنها مؤسسات معرف عنها النزاهة و الحيادية و الدليل رد فعلهم بعدما حدث يوم الاستفتاء)كما أن العالم أجمع سيراقب ما يحدث في مصر(التركيز الاعلامي العالمي سيكون مكثف للغاية) و يتم إعلان هزيمة مبارك في الانتخابات (من الجولة الاولى أو بعد جولة الاعادة) و هو أمر وارد.الاحتمال الثاني أن يبدأ النظام بإستخدام أساليبه القذرة و التي عرفت عنه على مدار ربع قرن من تزوير و خلافه :vereymad: (لاحظوا أن المشاركة بإيجابية في العملية الإنتخابية ستدفعهم إلى إرتكاب العديد و العديد من الأخطاء و التي ستمسك عليهم) و هنا تبدأ المؤسسات الحقوقية الشريفة و النزيهة بإعلان حدوث تزوير و تجاوزات في الانتخابات للعالم أجمع فتخرج المظاهرات من جميع أنحاء مصر منددة بالإنتخابات المزورة فتتخذها و سائل الإعلام العالمية مادة خصبة لجذب الرأي العام العالمي نحو ما يحدث في مصر لتتصاعد الضغوط من كل إتجاه على النظام و تحت مظلة هذه البروباجندا العالمية(الفوضة الخلاقة) يضغط قادة الدول العظمى على النظام مطالبين بإعادة الإنتخابات في جو من الشفافية(مع المطالبة برقابة دولية) و التلويح بالعقوبات (و لنأخذ مما حدث في أوكرانيا العبرة و العظة) . و هنا يكون قد بدأ العد التنازلي لنظام مبارك الإستبدادي. فحرام تفويت هذه الفرصة الذهبية و هي أقرب الفرص في الوقت الراهن للتغيير و إذا مرت دون تغيير سيكون من الصعب تكرارها,و لننظر إلى الموقف الذكي الذي إتخذته جماعة الاخوان المسلمين حيث قررت الجماعة في إجتماعها برئاسة المرشد العام مهدي عاكف عدم تأييد مبارك مرشح في إنتخابات الرئاسة.كما قررت الجماعة المشاركة بالتصويت في الانتخابات المقرر اجراؤها يوم 7 سبتمبر المقبل و لم تحدد الجماعة الشخص الذي يحظى بتأييدها. إقتباس من بيان الجماعة:
إننا قوم عمليون وإيجابيون، ومن فضل الله علينا أن وفقنا للتضحية من أجل دعوتنا، والحق الذي من أجله نعمل بكل غالٍ وثمينٍ؛ ولذلك فإن مشاركتنا في هذه الانتخابات هي مسئولية وأمانة أمام الله وتبعةٌ أمام التاريخ والأجيال، فلنحرص على أن نؤديها بحقها كما يحب ربنا ويرضى.
و السؤال هنا هل يوجد من بين مرشحي المعارضة من يعتنق فكر جماعة الاخوان؟ الإجابة و ببساطة لا.إذا لماذا أعلنت الجماعة مشاركتها في الانتخابات و التصويت لأحد مرشحي المعارضة؟ الإجابة الهدف الأساسي هوإسقاط نظام مبارك و محاولة إنهاء حكمه المستبد و عدم ترك مناسبة الإنتخابات تمر بالسهولة التي يحلم بها مبارك و يتمناها نظامه الفاسد و علينا أن نثق في أن من سيأتي خلافا لمبارك إن شاء الله لن يستطيع المكوث في الحكم طويلا مثلما مكث مبارك. كما أن تغييره (في حالة عدم وفاؤه بإلتزاماته أمام الشعب) سيكون أسهل بكثير من إذا استمر آل مبارك في الحكم بالإضافة إلى أن التغيير سيفتح الطريق أمام الكثير من رجالات الوطن القادرين على الامساك بزمام الأمور و إدارة شئون البلاد بالطريقة التي نحلم بها.و على من كان سيقاطع أن يعتبر مشاركته يوم 7 سبتمبر هي مظاهرة كالعديد من المظاهرات التي شهدناها في الشهور القليلة الماضية (هل حققت هذه المظاهرات أهدافها) و لكن علينا أن نثق في أنها ستكون إن شاء الله أكثر المظاهرات إجابية و فاعلية.
و أخيرا و ليس آخرا على من لم يستخرج بطاقته الانتخابية بعد الاسراع في استخراجها من القسم التابع له للمشاركة في الثورة البيضاء![]()