(عكاظ) تكشف تفاصيل آخر مخطط للعوفي والحاسري قبيل الإجهاز عليهما استهداف موقع حيوي شمال الرياض والتسلل عبر عرعر للقاء الزرقاوي
عبدالله العريفج (الرياض)
تكشّفت تفاصيل مهمة عن المخطط الإرهابي الذي كانت عناصر الفئة الضالة توشك القيام به وتنفيذه من مجموعة مؤلفة من خمسة أشخاص بقيادة الإرهابي ماجد الحاسري الذي فجّر نفسه عند مداهمة قوى الأمن موقعاً سكنياً كان يتحصن فيه في حي المصيف شمال مدينة الرياض يوم الثامن عشر من أغسطس الجاري. وعلمت (عكاظ) أن الحاسري الذي كان يستعد لاستقبال أربعة من العناصر الإرهابية خطط بالتآمر مع الإرهابي صالح العوفي لتنفيذ عملية إرهابية تستهدف موقعاً حيوياً شمال مدينة الرياض يرتاده المواطنون والمقيمون بشكل دائم وهو ما يؤكد مجدداً استمرار الفئة الضالة في غيها وإجرامها وعدم تورعها في استهداف أرواح المواطنين والمقيمين على حد سواء.
التصوير بالفيديو
وأشارت المصادر إلى أن الحاسري وزمرته المجرمة كانوا يخططون لتوثيق عملية الرياض الإرهابية التي أحبطتها أجهزة الأمن بتصويرها بكاميرا فيديو عُثر عليها ضمن مضبوطات وكر المصيف ذلك أن التنظيم كان ينوي بثها إلكترونياً مثل سابقاتها من الأعمال الإرهابية منذ نشوء الأحداث مؤكدة أن أربعة من عناصر التنظيم أوفدهم العوفي إلى الرياض لتنفيذ هذا العمل الإجرامي الجبان بقيادة الحاسري وجميعهم وقعوا في قبضة الأمن قبل وصولهم إلى مبتغاهم في حين ضبطت أجهزة الأمن أدوات ووسائل للقتل في وكر المصيف وهي عبارة عن خمسة أسلحة رشاشة بذخائرها كان المنفذون الخمسة يعتزمون استخدامها, ولم يكن أمام الحاسري الذي انهار عندما تمكنت قوى الأمن من محاصرته سوى تفجير نفسه باستخدام حزام ناسف وهو ما ظهر صوته مدوياً على شكل انفجار قوي بث في مشاهد تلفزيونية ظهر الجمعة مصحوبة ببيان إلحاقي لوزارة الداخلية.
محاولة يائسة
ولا تستبعد (عكاظ) أن يكون الحاسري قد قام بتشريك وكر المصيف في محاولة يائسة لأجل إيقاع الضرر وإلحاق الأذى لأكبر عدد من رجال الأمن غير أن توفيق الله ثم يقظة الرجال وتمرسهم في مواجهة أرباب الفكر المنحرف حال دون وقوع خسائر تذكر أو إصابات في صفوف رجال الأمن.
السفر للعراق
وفي تطور لم يكن مفاجئاً للعارفين ببواطن الأمور ومخططات التنظيم الإرهابي كشفت المصادر النقاب عن أن صالح العوفي كان يخطط للسفر إلى العراق بعد تنفيذ العملية الإرهابية للقاء ما يُسمى بزعيم تنظيم قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين أبومصعب الزرقاوي مع نفر من أتباعه لمبايعته والمشاركة في بعض العمليات القتالية هناك قبل أن يعود إلى المملكة لاستئناف نشاطه الإجرامي وهو ما كان يعتقد أن مثل هذا اللقاء مع إرهابي متمرس كالزرقاوي سيعطيه بعداً قيادياً وقوة تدفع التنظيم بالمملكة لمواصلة جرائمه الآثمة. وكان العوفي قد ظهر في تسجيل صوتي بث عبر أحد المواقع الإلكترونية يوم السابع عشر من مارس الماضي يعلن فيه مباشرة ولاءه ومبايعته للإرهابي الزرقاوي وأنه مستعد لإرسال المجاهدين إلى العراق على حد تعبيره حاثاً أنصاره في المملكة والخليج على القيام بمزيد من العمليات الإرهابية.
ومن المصادفات أن ظهور العوفي بتسجيله الصوتي كان يوم خميس وقُضي عليه بالمدينة المنورة يوم الخميس الثامن عشر من الشهر الجاري.
الدراجات النارية
وخطط العوفي إلى التسلل للعراق باستخدام دراجات نارية ضبطت في عرعر بعد الضربات الأمنية الاستباقية الثلاث المتزامنة في المدينة المنورة والرياض وعرعر بسلوك طرق ترابية لكن الله مكّن من الوصول إليه والقضاء عليه قبل تحقيق مآربه العدوانية. وبسقوط صالح العوفي الذي كنّى نفسه (بأبي عبدالله) في تسجيله الصوتي الأخير يكون آخر المطلوبين من القائمة الإرهابية الأولى والتي أدرجت وزارة الداخلية فيها (19) مطلوباً في مايو 2003م والمعروفة بخلية أشبليا قد قضي عليه بعد ملاحقته أمنياً لمدة تجاوزت العامين بعدما لقي مصير سوء عمله. إلى ذلك ناشدت أسر عدد من المطلوبين أمنياً أبناءها إلى المسارعة في تسليم أنفسهم إلى أجهزة الأمن حتى لا يلحق بهم ضرر مثل من سبقوهم من المطلوبين ممن قتلوا أو أصيبوا في مطاردات ومواجهات الأمن. وقال والد فهد فراج الجوير الذي يعتقد أنه تولى قيادة التنظيم بعد مقتل المغربي يونس الحياري شرق الرياض أناشد ابني تسليم نفسه للسلطات وليكف عن التخفي والاستمرار في الضلال, وأضاف: أريد (فهد) أن يعود إلى أحضان والدته وأبنائه وأسرته لأننا لا نريد أن نفقده في مواجهة مثل ما حدث لغيره من المطلوبين.
العوفي جنّد صغار السن ورفاق أفغانستان
خالد الجابري (المدينة المنورة)
نجاح رجال الاجهزة الأمنية بمنطقة المدينة المنورة في الوصول الى عشرة اشخاص من صغار السن الذين جندهم الارهابي صالح العوفي الذي قتل في المواجهة مع رجال الامن بحي البحر بالمدينة المنورة يوم الخميس 18 اغسطس واقنعنهم بأفكاره الشيطانية وغسل ادمغتهم , هذا النجاح كان احد العوامل الرئيسية التي اصابت صالح العوفي بالاحباط الشديد لانها ساهمت في كشف مخططاته الارهابية. خلية العشرة من صغار السن الذين غسلت ادمغتهم تساقطوا كاوراق الشجرة بعد انكشاف امرهم بعد التحقيقات التي اجريت مع المطلوب امنيا (محمد ال صيام العمري) الذي قبضت عليه الاجهزة الامنية باحدى العمارات السكنية بحي الكردي حيث تم القاء القبض عليهم بعد مداهمات ناجحة لعدد من احياء المدينة المنورة لينفضح امر العوفي وهؤلاء الشباب الذي تربطه علاقة وثيقة بهم استغلها بالتنقل المستمر الى منازلهم ومخابئهم في محاولة للافلات من رقابة الاجهزة الامنية التي كانت تراقبه مراقبه لصيقة. وتبين من خلال التحقيقات ارتباط هؤلاء الشباب الذي جندهم صالح العوفي بالاسلحة التي تم العثور عليها في بئر قريضة والاسلحة التي كانت بحوزتهم وتم تخبئتها في هذه البئر تعود جميعها لصالح العوفي كما اثبتت التحقيقات مع هؤلاء الشباب بأسن العوفي زودهم بمخطط وطالبهم بتنفيذه لعل اخطر ما فيه استهداف رجال الامن بالمدينة المنورة الذي نجحوا في تضييق الخناق على المطلوبين امنيا وترصدهم والقبض عليهم والإجهاز عليهم لتخليص المجتمع والوطن من شرورهم. اكتشاف الاجهزة الامنية لهؤلاء المجندين من صغار السن الذين استطاع غسل ادمغتهم وموافقتهم على تنفيذ مخططاته مما ادى بدوره الى العثور على اسلحة صالح العوفي في بئر قريضة, جعل العوفي في عزلة عن تامة مما اصابه بالاحباط فحن لجيله القديم الذي كانت تربطه علاقة بهم بعد ان التقاهم في افغانستان وفي مقدمتهم محمد عويضة الذي قتل معه واسامة عسيلان الذي استطاعت الاجهزة الامنية القاء القبض عليه.
شعر العوفي وعويضة وعسيلان باليأس وفكروا في السفر الى العراق ووضعوا مخططهم بمساعدة بعض من قبض عليهم في الحدود الشمالية الا ان الاجهزة الامنية وكعادتها نجحت في احباط هذا المخطط والقبض ايضا على الضالعين في محاولة تنفيذه والمتواطئين معه.
(عكاظ) تكشف سر بائع الحلوى وخفايا اللقاء بالاخصائي النفسي صرّف العوفي رسالة اسقطت خلية المدينة
عبدالله آل هتيلة(المدينة المنورة)
لم يأت سقوط خلية المدينة المنورة من فراغ كما ان الاجهاز على صالح العوفي وماجد الحاسري ومحمد عويضه واعتقال 41 من المتورطين مع الفئة الضالة يمثل ضربة قوية للعناصر الارهابية ويؤكد للجميع ان اي تحرك لهؤلاء سواء في المدينة المنورة او غيرها يكون مرصودا من العيون اليقضة التي اثبتت كفاءة عالية في اصطياد الارهابيين واحباط مخططاتهم التخريبية الاثمة.
والسؤال الان: كيف سقطت خلية المدينة المنورة ولماذا تشهد طيبة وبعض احيائها العشوائية مثل هذه العمليات وما الذي ساعد هذه النبته الشيطانية على النمو في مدينة طاهرة تحتضن مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
مصادر (عكاظ) تشير الى ان صالح العوفي ورفاقه استغلوا قدسية المدينة المنورة فنشطوا في تجنيد اعداد من الشباب واستمالتهم الى فكرهم الضاله ولاضفاء مزيد من التمويه على اغراضهم الدنيئة شرعوا في استمالة تعاطف الاخرين ببعض اعمال الخير التي كانوا يخفون خلف ستارها اعمالهم الارهابية التي سرعان ما تكشفت خيوطها لرجال الامن والاجهزة المعنية..
اللقاء الخاطف
وكان الخيط الاول في يوم سقوط الخلية ذلك الشخص القادم من الشمال الذي كانت ترصده عيون الامن وتتبع كل تحركاته. ففي ذلك اليوم الذي شهد مقتل العوفي شعر القادم من الشمال بالمراقبة الشديدة وادرك انه اصبح لا محالة في قبضة رجال الامن ولان هدفه الرئيسي كان الوصول الى اسامة عسيلان (الاخصائي النفسي) فقد تم استدراجه لمعرفة نواياه والتقى العسيلان في لقاء خاطف سريع جدا وابلغه رساله لا تتجاوز ثلاث كلمات (صرّف صالح العوفي) ولكن سرعان ماتم القبض على القادم من الشمال وعلى اسامة عسيلان وبهذا الاستدراج ضربت اجهزة الامن ارهابيين بحجر واحد. وخطة متقنة لا تقل في براعتها واحكامها عن الخطة التي قتل فيها العوفي وعويضة واصيب السمان .
ففي الوقت الذي كان يعتقد فيه العوفي ورفاقه انهم بمنأى عن العيون الساهرة خيبت خطط اجهزة الامن اعتقادهم والدليل على ذلك رصد العوفي ومحمد عويضة وتتبع اتصالهما الدائم مع احد بائعي الحلوى الجائلين الذي كانت علاقته اقوى بعويضه حيث قدم لهما قبل مقتلهما بيوم واحد السمبوسك المفضلة وبعدها سقط الاثنان في كمين محكم لم يستطيعا الخروج منه.
والشيء نفسه حدث لاخطر المطلوبين امنيا والذي تم القبض عليه في حي ابو مرخة فرغم ما حقتته الاجهزة الامنية من نجاح يوم الخميس 18 اغسطس تمثل في مقتل العوفي وعويضة والقبض على عثمان سمان الا ان ذلك لم يمنعها من ملاحقة وتتبع (س.س)الذي كان يختبئ بحي ابو مرخة العشوائي الذي يبعد عن مركز المدينة المنورة 15 كيلو مترا تقريبا. فقد كان (س.س) يعتقد انه في مأمن وان انظار الاجهزة الامنية تركز على حي البحر الذي سقط فيه العوفي وعويضة ولكنه فوجئ بسقوطه هو الاخر في قبضة رجال الامن لتفرط السبحة ويصاب اعضاء الخلية في المدينة المنورة بالذعر لتبدأ سلسلة اخرى من عمليات الضبط في احياء اخرى متفرقة ويثبت للجميع مدى ضعف هذه العناصر التي كانت تتظاهر بحرصها على فعل الخير وعلاج الناس مجانا حتى كشف زيفهما رجال الامن ووعي المجتمع.


