-
قصة "بستاني" من تأليفي
السلام عليكم
إسم القصة : بستاني
المؤلف : علي متروك
يخرج شخص عمره 15 سنة من بيته وهو يركض ورأسه منحني إلى الأرض تخفي الظلال احاسيسه متجهاً إلى بستان قريب..
وهناك بحر يفصل البستان بالقرية المجاورة
يأتي صديقان إلى البحر بغرض الصيد وهم يتكلمون مع بعضهم
باسم : الجو ليس له مثيل للصيد حتى ان البحر صافي ونستطيع الرؤية من خلاله وهذا سيسهل عملية الصيد، اليس كذلك يا ميثم؟
ميثم وهو مبتسم : لا بأس عليك كمبتدئ بأن تعرف كل هذه المعلومات يا صديقي!
عندما وصلوا إلى البحر فرشوا المكان لجي يستطيعوا الجلوس واخرج كل منهم صنارته وبدأوا بوضع الطعم
ميثم : حسناً، هل انت جاهز؟ اختر مكان لكي تقذف فيه الصنارة وانتظر اشارتي.
باسم : حسناً انا جاهز.
ميثم : واحدـ اثنان، ثلا...
ومن ثم يرى ميثم لمعان من البستان وكأنها مِرآة موجهة إليهم
باسم : لماذا توقفت؟ هل اقذف الصنارة لم لا؟
ميثم : هل احسست بذلك؟
باسم : بأي شيء؟ كلا لم احس بشيء!
ميثم : هناك شيء يلمع في البستان!
باسم : على الأرجح انه البحر وليس البستان.
ميثم : كلا.. لقد انتبهت لذلك، لقد كان البستان انا متأكد وعيني لا تكذبني!
باسم : وهل اللمعان لازال موجوداً؟
ميثم : كلا، لقد ظهر برهة وأختفى!
باسم : حسناً دعنا منه الآن لنكمل.
ميثم : أقذف الصنارة الآن.
.....
ميثم : باسم! لماذا لم تقذف الصنارة؟
باسم : الموقع الذي اخترته، لقد هربت الأسماك عنه
ميثم : هذا بسبب قطعتي للمرة الفائتةـ على العموم اختر موقعاً واقذف الصنارة بدون أشارة مني ودعنا ننهي هذا اليوم.
باسم : هممم. مكان جيد لقذف الصنارة.
.........
ميثم : انظر. البستان مرة آخرى، اللمعان لازال في مكانه انظر، انظر إلى البستان!
باسم : لقد صدقت، انه لمعان من هناك!
ميثم : يجب انا القي نظرة.
باسم : لنذهب ايها الفضولي.
ميثم : انظر، لقد ذهب اللمعان!
باسم : هناك شخص في مرآي، اني اراه.
ميثم : اين؟
باسم : امامك مباشرة تحت الشجرة، الشمس تسطي عليه الضوء،
ميثم : هذا؟ انظر اليه! وكأنه هو والشجرة واحد.
باسم : لنقترب منه لنرى ما قصته
..
ميثم وباسم يلقون التحية
باسم يهمس في اذن ميثم : انظر اليه انه يبكي
ميثم وكأنه استنتج شيء : هكذا إذاً، لقد كانت الدموع التي رأيناها وقد انعكست علي
باسم يهمس في اذن ميثم : لماذا لا يرد التحية
ميثم : وماذا تتوقع من شخص حزين جالس على الشجرة ان يفعل؟ يبدوا ان آلاماً قد جرحته.
باسم يتلفت إلى الشخص يميناً وشمالاً وهو يهمس في اذن ميثم : لا اثر للجروح فيه!
ميثم يهمس بصوت عالي : انها جروح القلب
باسم وهو منزعج من صوته العالي : حسناً لقد فهمت
يلتفت الشخص لهم، وفجأة يبتعد للوراء وكأنه لم يلاحظ مجيئهم وقلبه يدق بسرعة ويضرب الشجرة
ميثم : ماذا بك؟ هل ارعبناك؟
باسم : متأسفون لتطفلنا ولكننا لمحنا لمعان قادم من هنا لهذا اتينا
ينظر الشخص نظرة شك ومن ثم يكتب على الأرض بعصا
" هل تعرفونه؟ "
ميثم وهو متعجب : نعرف من؟
الشخص يكتب على الأرض : صديقي! هل تعرفونه؟
ميثم : وكيف لنا ان اعرف؟ ما هو اسمك على اية حال؟ ولماذا لا تتكلم؟
الشخص : إسمي هاني، وها انا اتكلم ولكني لا اتكلم امام اي شخص
ميثم :هاني، اسمي ميثم وهذا صديقي باسم، اين تسكن؟ ولماذا تبكي في البستان هكذا؟
هاني : صديقك؟ هاه! لم ارى صديقاً في هذه الأيام يمشي مع صديقه ويحضره إلى هذا البستان
باسم وهو متعجب : ولماذا العجب يا هاني؟
هاني : لا شيء، هذا البستان هو بستاننا وانا اسكن في البيت المجاور له، ولهذا انا هنا
ميثم : حسناً، هل تستطيع ان تخبرنا لماذا كنت تبكي؟
هاني : لا تذكروني بذلك، انه لموقف محزن
ميثم في نفسه : من المؤكد ان حزنه كان من قبله ولو لم يكن لما لمحنا انعكاس الدمعة بهذا الشكل.
ميثم : حسناً، هل تستطيع ان ترافقنا إلى البحر؟ يجب ان تغير الهواء وتستمتع بنسيم البحر
هاني : اني لست معتاداً على الجلوس قرب البحر ومع هذا انا لا استطيع مغادرة البستان
ميثم : وماذا هناك لتقلق على هذا البستان الكبير؟ الذي يبعد عن قريتنا مسافة كبيرة وهو بقرب بيتكم
هاني : في هذا البستان شيء لا تراه حتى العين ولكن إذا احسست به ستعرف كل شيء
ميثم :احسست به؟ إذن ففي هذا البستان ذكريات!
هاني :كلاـ ليس هذا هو الذي اقصده، تستطيع معرفة كل ما جرى في البستان، من خلال الجلوس والتأمل فيه
ميثم : إذن، ليست الذكريات ، مع ان الذكريات ممكن ان تكون جزءاً من الإحساس
هاني : ليست هناك ذكريات في هذا البستان إلى على هذه الشجرة، انه ليس بسحر وليست بمعجزة، انما هي هبة للإنسان
ميثم : وما هي الهبة؟ الذكريات؟
هاني : قلت لك انها ليست الذكريات في هذا البستان، انها الإحساس بما حصل في هذا البستان، هي الهبة التي اقصدها.
باسم في اذن ميثم : انا لا احب ان احكم على الآخرين ولكن يبدوا ان هذا الشخص متعقد من وجوده في البستان!
ميثم : عيب عليك ان تقول هذا خصوصاً اننا لا نعرف صحة كلامه.
هاني : الحكم على الآخرين إذن، انا استطيع ان احكم عليكم
ميثم : كيف سمعت ذلك؟
هاني : قلت لك انها هبة للإنسان في كل بستان، ان تعرف مشاعر الآخرين، ولو لم اكن اعرف مشاعركم لما تكلمت من الأساس
ميثم : إذن لماذا ارتعبت عندما اتينا إليك ولم تسمع التحية؟
هاني : إذا اردتم الحقيقة، انتم الأشخاص الوحيدون الذين لم احس بوجودهم في البستان، ولكني لم اسمع اي تحية تتكلم عنها، ومن الغريب ان يحدث هذا
ميثم : لقد كنت تبكي وانت تتذكر حادثة معينة، ربما يكون هذا السبب
هاني : اتذكر حادثة معينة! وابكي! ، لم ابكي هكذا في حياتي فربما يرجع السبب لذلك، انا احس بطيبة قلبكم انتم الإثنين ولهذا سأخبركم بكل شيء
ويتمشى الثلاثة في البستان وهم صامتين
مشوا الثلاثة مع بعض في البستان واخذوا يتأملون في جماله
وبعد ذلك
بدأ هاني يخربهم بأول حدث
هاني : لقد كنت في البستان اراقب كعادتي وبعد ان انتهيت من المراقبة ذهب للبيت وجلست على الكمبيوتر اكلم صديقي عبدالله، وبعد لحظات سمعت صوتاً في البستان فإستأذنت من عبدالله وأسرعت إلى البستان ورأيت احد الأطفال هناك وقد رمى حصى على شجرة من الأشجار ولكني لم اراه يفعل ذلك ولكن الخدش على الشجلة يدل على ذلك، فقلت له ان يذهب إلى بيتهم.
...
اخذ هاني يمشي عدة خطوات حتى وقف فجأة وقال
هاني : ووقفت في هذا المكان، تأملت في الشجرة، ثم اذرفت من الدموع قليلاً على ما حل بها وفجأة سقطت على الأرض مغشياً علي.
هاني : وبعد لحظات، فتحت عيني ورأيت عبدالله واقفاً أمامي.
عبدالله : ماذا بك؟ لقد انتظرتك طويلاً ولم تأتي، فأسرعت إلى هنا ورأيتك نائماً؟ ماذا حدث؟
فحكى هاني لعبدالله كل شيء
عبدالله : إذن فقد كان مغشي عليك! ربما مراقبتك الدائمة للبستان قد ارهقتك، يجب ان ترتاح في بيتكم
هاني : هل تذكر هذه الشجرة يا عبدالله؟ انها شجرة ذكرياتنا.
عبدالله وكيف لي ان انسى.
هاني وقد اكمل قصته
وهذا هو اول حدث
ميثم : وهل كانت الشجرة هي تلك الشجرة التي جلست تحتها؟
هاني : نعم، لقد كانت نفسها الشجرة
باسم : ولكن لماذا كنت تبكي هكذا؟
هاني : لقد كنت ابكي، لأن هذه الشجرة قد تألمت بعد ان جمعت كل ذكرياتي فيها، وقد احسست بذلك،
ميثم : انت هنا لتنتظر شخص ما ليأتي، اليس كذلك؟
هاني : نـ .. نعم، كيف عرفت ذلك؟
باسم : كيف عرفت ذلك؟
ميثم : وماذا تتوقع من شخص يأتي للبستان كل يوم وكل لحظة ويراقبها؟ انه ليس الحذر من ان تتأذى الأشجار فقط.. انه الإنتظار لشخص معين
هاني : هذا صحيح، انا انتظر..
ميثم : شخص فيه مواصفات معينة انت تعرفها.
هاني : كيف عرفت ذلك؟ هل انت؟
ميثم : نعم انا هو ذلك الشخص الذي كنت تنتظره.
باسم : ماذا؟ ماذا تقول؟ كيف ذلك؟
ميثم : انه الأحساس من خلال الأشجار، الهبة التي اعطيت للإنسان الذي تتوفر فيه مواصفات معينة
باسم : يا للصدف انها كثيرة
ميثم : حسناً، هناك شيء تريده مني ولكن الأشجارترفض ان تخبرني.
هاني : في الحقيقة انا اعلم ما اريد ولهذا لا تحتاج الأشجار ان تخبرك، انا وحيد في هذا البستان وليس هناك صديق غير عبدالله.
ميثم : إذن فأنت لست بوحيد بما ان لديك صديق.
هاني : عبدالله صديق وهمي من خلال الكمبيوتر وليس صديق حقيقي
ميثم : هكذا إذن؟ عبدالله يحمل مواصفات الشخص الذي تريده، وهذا الشخص هو انا
...
بعد لحظات،
ميثم : كيف حدث ذلك لقد كان اليوم مجرد صدفة لأراك فيها وكان الدمع لا يبين إذا لم انتبه، فما السبب، وكيف رأى باسم انعكاس الدموع؟
باسم: أولاً انا اعلم كيف وصلت إلى هنا وهي ليست بصدفة، السبب الذي جعلني اذهب معاك للصيد اليوم لم يكن بصدفة، انما احسست اني ادت ذلك ولهذا فقد اتبعت احساسي،
..
باسم : ثانياً : عندما احسست انت بلمعان الضوء لأول مرة، وبعد ذلك سألتني عن عدم قذفي للصنارة، فالحقيقة هي انني اردت التأكد من البستان إن كان هناك شيء مريب، لأن الذي لا يشك في احساس نفسه يجب ان لا يشك في احساس الآخرين ولهذا اردت التأكد وعندما اندمجت في الملاحظة على الفور سمعتك تسألني عن عدم قذفي للصنارة.
باسم : ثالثاً انا لم ارى انعكاس الدمع الذي كنت تقصده ولكني صدقتك وقلت يجب ان نتأكد
ميثم : احساس جعلك تأتي معي إلى الصيد، وكل هذا يحدث؟ يا لك من صديق مخلص
ماخذ يذرف دمعاً قليلاً
هاني : إذا كانت عندك هذه الخواص، فكان يجب ان تحس بالأشجار مثلنا!
باسم : في الحقيقة، انا لم اسأل الأشجار شيئاً ولم يخبروني بشيء، فربما لو حاولت كنت اصبحك كذلك
هاني : إذن لماذا لا تجرب؟ لنتأكد من استجابتها لك
باسم : لا اريد ذلك، لأني لا اريد ان اتعب الأشجار اكثر من ذلك!
هاني : انت! لقد رأيتك من قبل، ولكن اين؟
باسم : بالطبع قد رأيتني وانا رأيتك من قبل هنا في البستان، لقد كنت اتجول في البستان ذات يوم، وكنت اتأمل جماله، وبعد ذلك سمعت صوتاً، وعندما تلفتت رأيت فأر واخذت بعض الحصى لكي اضربه بها وانا كنت اخاف من الفئران وبعد ذلك قضيت عليه ورميته بعيداً عن البستان، ولكن بعد ان رجعت رأيت خدش في الشجرة وكنت انت قد اتيت على الفور ورأيتك تدمع.
هاني : إذن؟ فقد كنت انت الذي فعلها! كنت تحمي البستان والثمن كان خدش الشجلة وقد احسست ان دقات قلبك بدأت تزداد عندما سمعت الصوت فهذا يعني انك رأيتني وانا اسقط على الأرض، وهذا يعني انك مرتبط بي
باسم : لقد سقطت قبلك أنذاك، لقد شاهدت منظراً جميلاً لا يمكن ان اوصفه.
هاني : وما هو ذلك المنظر واين يقع؟
باسم : وهل هناك اجمل من منظر شخص بحس ويحب الأشجار ويرى شجرة ذكرياته وقد خدشت خدشاً كبيراً؟
هاني وهو يدمع : انك.. انك فعلاً لطيب القلب
ميثم يضم هاني لصدره ويقول : وهل هناك اجمل من شخص ينتظر شخصاً يحبه كل يوم؟
باسم وميثم وهاني : وهل هناك شيء اجمل من الصداقة؟ وهل هناك ما يستبدل بها؟
هذا هو بستاني
وهذه هي حياتي
كلا يا اصدقائي، ليس هناك ما اجمل منها، وليس هناك بديل لها، لأنها كنز من كنوز الدنيا التي لا تستطيع ان تبيعه بسبب عزته عليك
ولكن هناك بعض الناس الذين يظنون ان الصداقة مجرد مرافقة شخص، وهناك من شظن ان الصداقة لا تدوم، وهناك من يقول ان الصداقة هي لكسب المعارف
وارد عليهم واقول ، إذا كنتم تظنون كذلك، فإن الكلمة اللتي تقولون عنها صداقة، فهي ليست الكلمة التي تقصدونها لأن معناها اكبر من هذا الشيء واعمق
ولو عرف شخص ما بقلب آخر... لمات هذا الشخص لقوته
السلام عليكم

-
مشاركة: قصة "بستاني" من تأليفي
محد بيرد؟
لو ما حد يحب القصص عن الأصدقاء هذي الأيام؟
السلام عليكم

-
مشاركة: قصة "بستاني" من تأليفي
-
-
مشاركة: قصة "بستاني" من تأليفي
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى