امس كنت في مول في دبي ، ذهبت الى محل ابحث عن مجلة معينة وغرض بسيط آخر، اقتربت من منتصف المعرض حيث تباع العطور بصفة رئيسية، فجأة دخلت سيدة كبيرة في السن، ومعها فتاة متوسطة الطول والجسد ( تبغون تقولون ليش البصبصة)، اقول لكم لا اراديا كنت ( ارمق) دون ان ابدوا متلهفا او متطفلا، فقد كنت واقفاً من قبل، وهم من اقترب ولست أنا.
وصلت الفتاة الى بعد متر واحد مني، مع أن المكان واسع، لم أتحرك، ولأن الموضوع لايخلوا ربما من محاولة للفت الانتباه، مع أني لست ممن تبدوا عليهم وسامة غير عادية، أو مظهر مثير فانا لست ببراد بيت ولا بيكهام .
بعد مدة ليست بالطويلة، تقدمت وهي تشاور للبائع نحو سلعة أخرى فأصبحت أمامي، وصرت لا أحتاج أن ألتفت كي أراها، لاحظت اثناء محاولتي الحوار مع البائع الذي معي أن عيني بدأت تفر مني وترقب الفتاة.
كانت تلبس عباءة مغرية، وعلى وجهها برقع من النوع الذي يبدي الأعين ومساحة كبيرة من حولها، رائحة عطرها تفوح في المكان، نظراتها متزنة. وليس بعيد عنا دخل خلفها بعد دقيقة، أربعة شباب من هيئتهم وحركاتهم الفوضوية، عرفت أنهم يتبعونها.
كانت عينيها بمكياجها الحاد، مثيرة الى حد كبير، ولكن هناك خصلات في منتصف الظهر تحت عباءتها تبدو بلون يميل الى الاشقر، عرفت ان الأمر ربما يكون كله ( تصنع في تصنع).
حتى لا انجرف في خيالي عبر المشاهدة ابتعدت بسرعة عن المكان، وذهبت الى المكان الذي اريده، وأنا اسأل نفسي، لو قابلت نفس الفتاة من دون هذا التفنن والاغراء، وكأنها امرأة عادية مالذي سيضرها؟
كان أحد أصدقائي يكرر مقولة ليست بالجديدة ( نعمة من الله عندنا إن النساء يغطين وجههن بالنقاب، وإلا سترى مستوى محدودا من الجمال)
هل أصبح تسويق الجمال لدينا تسويق للشكل الخارجي، وعندما تكشف وجهها المرأة، تجده بمنتهى الاعتيادية، إلا ما ندر.
هل من الطبيعي أن تبالغ الفتاة بمظهرها، حتى لو جذبت الشاب بشدة، أم هذا من حقها لأن الشباب يفعلون نفس الشيء.
الطبيعة جميلة، و التكلف صارخٌ مُقيت !
كل اللي جا على بالي صورة جودي فوستر، هيلين هنت، و لاّ جوليا روبرتس
أما امهات البراقع ، خلها تكشف البرقع عشان نشوف الهوايل !! ما هقيت إن اهل البراقع يفتنني
ليت هذه الفتاة تدرك وتعي وتعقل ويعقل معها من في سنها
وكلمه اخيره
ياما تحت البراقع ضفادع