حياتنا وما نمر فيها من مشاكل ومصاعب وأزمات ، قد تكون صغيرة وغيرها كبيرة . لكن الله سبحانه
وتعالى أمرنا بالصبر حيث أن المؤمن يبتلي على قدر إيمانه ، فإن كان صابرا على المصيبة محتسبا
الأجر عند الله فسيكون خيرا له ، وسيحيا مرتاح البال بإذن الله . أما إن واجه هذه المصاعب بالسخط
والاعتراض فلا أعلم ماذا سيكون نصيبه من الأجر . وإني لأرى في هذا الموضوع زاوية أخرى ، وهي
حقيقة وسنة كونية لكن الإنسان قد ينساها وسط زخم الحياة وملذاتها ....
أن الله سبحانه وتعالى قد وضح لنا في أكثر من آية في القرآن أن بعد العسر يسر ، وقد يكون يسرين
بإذنه بمعنى أن لكل مصيبة وابتلاء فرج ، قد يكون قريبا أو بعيدا ، فإذا ابتلي المؤمن بابتلاء وسخط
وغضب واعترض على قدر الله ثم جاءه الفرج ، ألن يخجل من نفسه ؟؟؟ أنه بعد كل هذا الغضب قد أرضاه ربه وفرج همه .
مع العلم بأن كل مصيبة تحل علينا هي خير لنا ولكنا لا نعلم ذلك أو نتناسى ذلك لأن الله سبحانه وتعالى
يقدر لنا كل خير وإن كان ظاهره لا يوضح ذلك ، لأنه الحكيم الخبير العليم .
سأضرب لكم مثل ولله المثل الأعلى : إذا قام والدام بمنعك من أمر ما أو قاما بتكليفك بمهمة معينه
ولكنك لم ترضى ولكن مع إصرارهم قمت بهذه المهمة وأنت لست راض عنها ، وقد كان السخط واضحا
عليك . ثم في الأخير قام والديك بإعطاءك هدية ، وقد تكون منتظر لهذه الهدية منذ فترة .
ألن تخجل من تصرفك معهم ؟؟ ومن ثم تعتذر لهم . فكيف ونحن مع خالقنا (( ولله المثل الأعلى ))
ورازقنا ، وسبحان الله إن صمنا النهار كله وقمنا الليل بطوله لن نوفي الله عزوجل حقه ،
(( سبحانك يارب ما عبدناك حق عبادتك ، وما شكرناك حق شكرك ))
وفي الختام أود أن أقول أننا بشر وقد نخطئ ولكن لا ننسى الاستغفار من الذنب والتوبة ونداوم عليها
حتى يغفر الله لنا ما بدر منا أثناء عدم رضانا على القضاء والقدر . ونعود أنفسنا على الرضا بكل ما
يكتبه الله علينا ، وإن حلت علينا مصيبة نقول : " إنا لله وإنا إليه راجعون ، اللهم أجرنا في مصيبتنا
وأخلفنا خيرا منها "
اللهم إني أسألك نفسا بك مطمئنة ، تؤمن بلقائك ، وترضى بقضاءك ، وتقنع بعطاءك ......