ديوان الوقف السني يستنكر اعتداء الكاظمية
سلسلة انفجارات تهز بغداد تؤدي إلى مقتل العشرات وإصابة المئات
بوش يؤكد أن الولايات المتحدة لن تضعف في العراق
عراقي يبكي اقاربه الذين قتلوا في احد الانفجارات (رويترز)
![]()
بغداد-وكالات
في الوقت الذي اعلن فيه نائب رئيس البرلمان حسين شهرستاني للصحافيين ان مسودة معدلة للدستور سلمت الى بعثة الامم المتحدة في بغداد التي ستتولى توزيعها على العراقيين قبل موعد الاستفتاء المقرر في 15 تشرين الاول/اكتوبر، استنكر ديوان الوقف السني الاربعاء 14-9-2005 عملية تفجير سيارة مفخخة التي ذهب ضحيتها ثمانون شخصا في حي الكاظمية الشيعي ببغداد.
وجاء في البيان الصادر عن ديوان الوقف باسم رئيسه احمد عبد الغفور السامرائي "نشجب عملية التفجير التي استهدفت مواطنين مدنيين في منطقة الكاظمية صباح اليوم".
واضاف البيان "يعرب ديواننا عن بالغ الحزن والاسى لهذا الحادث الاجرامي الذي اودى بحياة الكثير من الابرياء".
وادان البيان "الاعمال غير الانسانية وكل انواع العنف والعنف المضاد التي تؤدي بحياة العراقيين لان خسارة قطرة دم واحدة هي خسارة لكل العراقيين".
هذا وقد وقعت سلسلة انفجارات في العاصمة العراقية أدت إلى مقتل اكثر من مائة وخمسين شخصا واصابة نحو مائتين اخرين.
فقد اعلن مصدر في وزارة الداخلية العراقية ان اعتداءين بسيارتين مفخختين وقعا ضد دورية للشرطة ومصنع للغاز في بغداد.
وقال هذا المصدر ان السيارة الاولى انفجرت بعيد ظهر اليوم الاربعاء عند مرور دورية للشرطة في حي الاعظمية السني والثانية قرب مصنع لعبوات الغاز في حي الحرية الواقع شمال العاصمة.واضاف "لم نعرف بعد ما اذا سقط قتلى وجرحى".
ووقعت خمس عمليات انتحارية قبل ذلك في بغداد اسفرت عن سقوط 87 قتيلا و186 جريحا بينهم جنديان اميركيان.
وقالت الشرطة العراقية ان سيارة ملغومة انفجرت في هجوم انتحاري ببغداد ما أسفر عن مقتل 11 كانوا مصطفين لاعادة ملء اسطوانات الغاز.
ووقع الانفجار في شمال بغداد وأصيب فيه 14 اخرون، كما فجر مهاجم نفسه وقتل أكثر من ثمانين في حي يغلب على سكانه الشيعة في بغداد اليوم الاربعاء في حين قتل مسلحون 17 فردا شمالي العاصمة بغداد التي سمع بها دوي انفجارات واطلاق للنيران.
ووقعت أعمال العنف في الوقت الذي تواصل فيه القوات العراقية بمساندة أمريكية عملياتها ضد المسلحين في شتى أنحاء البلاد. وتتزايد المخاوف من اندلاع حرب أهلية قبيل الاستفتاء الذي سيجرى في 15 اكتوبر تشرين الاول على مسودة الدستور العراقي الجديد والذي انقسمت بشأنه الاراء.
وقالت الشرطة ان مهاجما فجر نفسه في حافلة صغيرة ملغومة في الكاظمية مما أسفر عن سقوط 82 قتيلا واصابة 163 اخرين معظمهم من العمال الذين يبحثون عن عمل.
وذكر مصدر بوزارة الداخلية ان المهاجم جذب الرجال الى الحافلة بوعود بتوفير عمل لهم قبل أن يفجر القنبلة التي تحتوي على 220 كيلوجرامات من المتفجرات.
ويأتي الهجوم بعد سقوط نحو الف قتيل في نفس المنطقة في اواخر الشهر الماضي بعد تدافع على جسر الائمة في أعقاب شائعة بوجود مهاجم ممن يفجرون أنفسهم وسط حشد أثناء احتفال ديني للشيعة.
وقال هادي احد العمال الذين نجوا من هجوم اليوم الذي وقع بعد وقت قصير من شروق الشمس "تجمعنا وفجأة انفجرت سيارة وحولت المنطقة الى نيران وتراب وظلام".
وقال شهود عيان ان الاجساد تناثرت في الشارع بالقرب من سيارات محترقة. واستخدم البعض عربات خشبية لنقل الموتى بعيدا.
ويتهم مسؤولون حكوميون عراقيون متشددين من العرب السنة بمهاجمة الشيعة الذين يمثلون غالبية السكان والذي وصلوا الى السلطة في الانتخابات التي جرت في يناير كانون الثاني وقاطعها معظم السنة وذلك في محاولة لاثارة حرب أهلية.
وقالت بعد نحو ساعتين سمع دوي انفجار اخر في وسط بغداد وانفجرت سيارتان ملغومتان بعد ذلك بوقت قصير.
وقالت الشرطة ان خمسة قتلوا وأصيب عشرون في احد الانفجارات قرب مكاتب رجل دين شيعي. ولم ترد تفاصيل عن القتلى والجرحى في الانفجارين الاخرين.
وتابعت انه في هجوم منفصل أخرج مسلحون 17 فردا من منازلهم وقتلوهم شمالي بغداد الليلة الماضية.
وأضافت أن المسلحين جمعوا ضحاياهم وقتلوهم بالرصاص خارج منازلهم في التاجي بالضواحي الشمالية لبغداد.
ويقاتل الجيش العراقي مسلحين سنة منذ أيام في بلدة تلعفر الشمالية قرب الحدود السورية مما أسفر وفقا لتقارير حكومية عراقية عن سقوط أكثر من 200 قتيل واعتقال المئات.
وشنت طائرات أمريكية في وقت متأخر من مساء أمس الثلاثاء غارات جوية على أهداف في الكرابلة وهي بلدة أخرى تقع قرب الحدود السورية. ويقول العراق والولايات المتحدة ان مسلحين يهربون مقاتلين وأسلحة عبر الحدود التي أغلقها العراق في عدة أماكن يوم الاحد. وتنفي سوريا ذلك.
وتصاعدت التوترات ايضا قبل محاكمة الرئيس العراقي السابق صدام حسين والمقرر أن تبدأ في 19 اكتوبر. ويواجه صدام محاكمته بتهمة واحدة هي تهمة القتل الجماعي في قرية الدجيل بعد تعرضه لمحاولة اغتيال عام 1982 . واذا أدين قد يواجه صدام عقوبة الاعدام شنقا.
بوش يؤكد أن الولايات المتحدة لن تضعف في العراق
وفي سياق آخر، اكد الرئيس الاميركي جورج بوش الثلاثاء خلال استقباله الرئيس العراقي جلال طالباني ان اميركا "لن تضعف" في العراق لكنه رفض تحديد جدول زمني لانسحاب القوات الاميركية على الرغم من ضغط الرأي العام في بلاده.
وقال بوش في مؤتمر صحافي بعد اللقاء مع نظيره العراقي في البيت الابيض ان الولايات المتحدة "لن تضعف" في التزامها حيال العراق.
واضاف انه بحث مع الرئيس العراقي في "استراتيجيتنا للاشهر المقبلة", معبرا عن ترحيبه الحار في البيت الابيض "باول رئيس منتخب بطريقة ديموقراطية للعراق".
واكد الرئيس الاميركي ان الولايات المتحدة "ستقف مع الشعب العراقي في تقدمه في العملية الديموقراطية", مؤكدا انه تأثر "بالتطورات الاخيرة التي تثير الامل" في العراق.
وبعد ان تحدث طالباني لصحيفة "واشنطن بوست" عن احتمال انسحاب ثلث القوات الاميركية من بلاده اي ما بين اربعين وخمسين الف جندي, قبل نهاية العام الجاري, لم يشر اي من الرئيسين الى اي موعد محدد.
واكتفى طالباني بالقول انه يأمل في ان تكون القوات العراقية قادرة "قبل نهاية العام 2006" على ان تحل محل جزء من القوات الاميركية في العراق "باتفاق كامل مع الاميركيين".
واضاف طالباني "لا نريد ان نفعل اي شىء من دون موافقة الاميركيين لاننا لا نريد ان يعتقد الارهابيون ان رغبتنا في الحاق الهزيمة بهم قد تراجعت او ان بامكانهم الفوز", معبرا عن شكره للاميركيين على "تضحياتهم".
اما بوش فقد اكد ان "القوات الاميركية ستبقى في موقعها مع قوات الامن العراقية لمطاردة اعدائنا المشتركين (...) وعندما تنتهي مهمتنا ستعود قواتنا الى بلادها بكل فخر".
ورأى ان "اعداءنا يدركون ان عليهم اخراج اميركا من العراق لفرض وجهة نظرهم المليئة بالكراهية, قبل ان يضمن العراقيون حريتهم. انهم يعتقدون اننا سننسحب في مواجهة العنف".
وكان بوش الذي تراجعت شعبيته الى ادنى مستوى منذ وصوله الى البيت الابيض في 2001, يتحدث للمرة الاولى حول مواضيع دولية منذ مرور الاعصار كاترينا في 29 آب/اغسطس في جنوب الولايات المتحدة.
واثار الدمار وضحايا الكارثة الطبيعية التي ضربت ثلاث ولايات جدلا حادا حول تأخر وصول المساعدات ومسؤولية الحكومة الاتحادية التي اتهمها البعض بتكريس وسائل للعراق حيث ينتشر 138 الف جندي, اكبر من تلك المخصصة للامن الداخلي في البلاد.
واثارت تصريحات طالباني للصحيفة الاميركية رد فعل من وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفلد الذي نفى مضمونها على هامش اجتماع وزاري لحلف شمال الاطلسي في برلين.
وقال رامسفلد لصحافيين "لم اسمع ما يمكن ان يكون الرئيس طالباني قاله ... لكنه لم يتحدث عن ذلك عندما التقينا" الجمعة.
من جهة اخرى, حذر الرئيس الاميركي سوريا من انها قد تتعرض لمزيد من العزلة بسبب عجزها عن مراقبة حدودها لمنع تسلل المسلحين الى العراق وردت دمشق مؤكدة انها اتخذت اجراءات لحماية الحدود مع العراق.
وقال بوش في المؤتمر الصحافي مع طالباني ان "هؤلاء يتسللون الى العراق عبر سوريا ويقتلون العديد من الابرياء". واضاف "انهم يحاولون قتل ابنائنا ايضا", مشيرا الى انه "على الزعيم السوري (الرئيس بشار الاسد) ان يدرك اننا ننظر بجدية الى عدم تحركه".
واخيرا, اشار بوش الى مشاركة طالباني في اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة والذكرى الستين لتأسيس المنظمة الدولية. وقال ان "هذه الدورة ستشهد للمرة الاولى منذ نصف قرن مشاركة عراق تمثله حكومة منتخبة بحرية". ( المصدر :: العربية. نت :: )