شاهدت البرنامج وإن شابت مشاهدتي هذه الكثير من الوقفات التي منعتني من مشاهدة البرنامج كاملاً, وهذا بالتأكيد يؤثر على رأيي في ما يصبو إليه المتحاورون.
من بداية الحلقة, والعنوان السمج والقبيح للغاية "عودة بصيرة", وأنا ُأأمِّل النفس أن لا يكون عنواناً صادقاً لمضمون الحلقة. بدأها الشايع ولم أستمع لغالب قوله وإن استمعت لبعضه الذي يبين فيه أن "نادم" , "مخطئ" , "حزين" .. وأنهم هنا يشدون من أزرة ويحاولون تضميد جراحات الندم التي تقتله, السؤال هو بغض النظر عن الخداع الذي حدث له هناك: هل أجرم –كفكرةٍ- ليندم؟, وهل ما حصل له من المجرمين "إن صحَّ قوله أنهم لم يخبرون بوجود القنبلة" يستحق أن يظهر مشاعر الندم لذهابه لما يؤمن أنه جهاد, لا للسبيل الذي سلكه لجهاده؟.
أعرف تمام المعرفة أن هناك تجاوزاتٍ كثيرة في العراق من بعض المجاهدين في نواحٍ معيّنة, وأعرف أن بعض ضعاف النفوس من العراقيين يبيعون المجاهدين الأجانب بيع النعاج طمعاً في حفنات من الدولارات, وأعلم أن "جل" المشايخ والسادة الحاضرين يريدون الأفضل للشاب السعودي والمسلم "حسب مفهومهم للخير". لكن ما يحزن هو ازدواجيّة المعايير حين المقارنة بين "جهاد" أفغانستان, و "عمى بصيرة" قتال العراق.. وأنا هنا أتحدّث عن جهاد السعوديين والمسلمين عموماً في المثالين لا أهل البلد الذين لا يشك في جهادهم إلا أحمق أو منافق. البريك عرض ما يعتقد أنها اختلافات بين الحربين, والتي لا أرى بينهما أي اختلاف, وأعتقد أن أعذاره أقبح من ذنبه حين دعا وبكى هو وبعض المشايخ وهم يدعون الشباب لبذل النفس هناك, ودعاؤه لهم هنا لتركه.. بعض المشائخ نصح بترك الجهاد في أفغانستان لأسبابٍ بينها حينها واستمر في رأيه لنفس الأسباب الآن, كالشيخ سفر الحوالي وغيره.. والبعض الآخر وضع ألف حجّة واهيةٍ ليبيّن الفرق بين الحربين!
عموماً, أنا أرى أن الجهاد في العراق قائمٌ بالعراقيين؛ وهذا لا يعني أن ما فعله الشايع خطأ, بل ما فعله يدل على شجاعةٍ وغيرة منه, وندمه عليه يستحق ندماً على الندم!!
تحيّاتي.