السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تذكرت هذه الكلمات عندما سمعت شريطا للشيخ نبيل العوضي _غفر الله له_ وهو يتكلم عن مدي تفريط المسلمين في تلك الصلاة عظيمة الثواب.
لا شك أن الصلاة عموما تلقي من المسلمين جفاءا ما بعده جفاء.
وأن الجماعة شمولا لا تجد من المسلمين بالرغم من فضلها أدني وفاء.
ولكن ما يفجر العيون انهار........ويسكب الدمع مدرارا......ويورث القلب ألما و انكسارا .......هو ما نراه من زيادة التفريط في صلاة الفجر .
فإن كان لا يحضر من المسلمين في الاربع الاخري غير عشرهم.......فإنك لا تجد في الفجر معشار هذا العشر ....ولا حول ولا قوة إلا بالله.
تنزل إلي الشارع في وقت الفجر........فتجد بيوتا خاوية علي عروشها وبئر معطلة وقصر مشيد.
كأنك تمشي بين القبور .......ظلام دامس فوق الظلام .........وددت لو ناديت فيهم يا عباد الله ان لم تقوموا للقيام .......وتركتم ساعة الرحمة والغفران ........فلا تضيعوا فرض الرحمن.
وكأن للفجر أنين يقرع أذني كذاك الأنين الذي سمعه الصحابة حين ارتقي النبي المنبر تاركا جذع الشجرة ........فأن الجذع لفراق الحبيب ......وان وجد الجذع من يخفف أنينه ويسكن بكاؤه......فمن لأنين الفجر.......وقد غفل عنه أهله.......وانشغلوا بدنياهم.
بل ان مما يصيب بالحسرة ........أنك وأنت عائد من الصلاة تسمع أصوات أجراس المنبهات توقظ الغافلين لأعمالهم.......فقط بعد الفجر بنصف ساعة..........فيكون هذا أسوأ صوت أسمعه في حياتي علي الإطلاق........أشد وقعا علي أذني والله من صوت دق أجراس الكنائس......جرس يوقظ المسلمين بعد الصلاة ليزاولوا عملهم.........فكيف يكون يوم بدأ في التفريط في جنب الله؟؟
إخواني في الله .........لنشد علي اكتاف بعضنا البعض .........ونعاهد الله علي ألا تقصير بعد اليوم في هذه الصلاة.
أما سألت نفسك يا تارك الفجرحينما تسمع أن الصادق قال أثقل صلاة علي المنافقين صلاتي الفجر والعشاء.......ولم يقل انهم لا يأتيانهما ......بل يأتيانهما متكاسلين.
فكيف بي وبك وبه ؟؟ وقد أضعناها بالكلية........ألا يثقل الخوف اعيننا عن النوم خشية أن نكون منهم.......أم أن الصدق قد ملأ قلوبنا وضمنا الجنان .
من اليوم لا غدا ......نصدق أنفسنا ولن تكون وحدك .......ولن تقوم وحدك.......بل لتوقظ معك اثنان من أصدقائك تحصل بهم من الأجر ما ضاع .......وتدب الروح في مساجدنا وقت الفجر .
وأنصح المتهاون فيها أن يسمع ذاك الشريط الرائع ......وأن ينصح به غيره.