بسم الله الرحمن الرحيم
مولاي صل وسلم دائما أبدا ، على الحبيب وآل البيت كلهم ؛
أخي في الله tareky، هداني الله وإياك ؛
إنه ليحز في نفسي كثيرا أن تكذبني دون أن يكون لديك يقين بما هو حاصل في بلدي الجزائر ، و قد قيل : ليس سامعُ كمن رأى ، و أنا لا أرى ، إنني أعيش .....
لكن يبدو لي من حديثك أنك من الجزائر، أو على الأقل جزائري ؛ من حقك الرد ، لكن اتق الله في نفوس الآخرين ، فلمَ الشدة في الردّ ...أليس الدين النصيحة ، والنصيحة طريقها اللين وليس إلقاء التهم و التهكم ؛ و من حقي كذلك أن أجيبك و أرد عليك، فما عساني لكَ قائلاً ؟
أاُجادلك؟ أم أحاول إقناعك؟ أم أغلظ لك القول؟ ؛ غير أني أقول مٌعلقا :
1*ضربتَ في الأرض وخالطتَ مؤمنهم وكافرهم ! كأنك أكثر مني خبرة و تجربة ، بيدَ أني أعيش في قمقم ؛ كلمة عجب وغرور قالها من قبل إبليس و نجد في القرآن الكريم ما قاله إبليس لرب العزة :[ أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين] ؛ والله تعالى يقول: [فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى] ويتحدث عن اليهود في معرض الذم فيقول: [ألم تر إلى الذين يزكون أنفسهم، بل الله يزكي من يشاء ولا يظلمون فتيلا] فأين يا ترى قولك أخي العزيز ؟
2*تضحك و تبكي : طبيعة الإنسان ؛ غيرَ أنهُ اعلمْ أنَّ الله هو من أضحكك و أبكاك ، قال تعالى : [وان إلى ربك المنتهى، وانه هو أضحك وأبكى، وأنه هو أمات وأحيا] ؛ لكن لا تضحك ضحك سخرية ، لقد قال عز من قائل : [يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى ان يكونوا خيرا منهم] ؛ فمالذي اضحك يا أخي ؟؟و مالذي أبكاك ؟
3*هذا بـهتان عظيم : أو ترميني بالبهتان ؟ أنظر **:: قال السيوطي عند آيات سورة النور التي نزلت في براءة عائشة رضي الله عنها من قوله تعالى { إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم .. الآيات } ، قال : نزلت في براءة عائشة فيما قذفت به ، فاستدل به الفقهاء على أن قاذفها يقتل لتكذيبه لنص القرآن ، قال العلماء : قذف عائشة كفر لأن الله سبح نفسه عند ذكره فقال سبحانك هذا بهتان عظيم ، كما سبح نفسه عند ذكر ما وصفه به المشركون من الزوجة والولد::**
و لا أقول لك إني ملك ، ولكن أنظر فيمَ يقالُ الكلام ....
4*الحال و الدار التي يعيش فيها المسلم عندك هي مصطلحات أكل عليها الدهر و شرب و لا تلزمنا في عصرنا الحالي فهي مصطلحات غير ملزمة ؟؟
تنبيه : لاتوجد مصطلحات ملزمة أو غير ملزمة ، و قد فهمت ما ترمي إليه من إستعمال هذا اللفظ ، غير أنه يا عزيزي في غير محله ؛؛ و أقول لك :
الإسلام كما أنزله الله ـ تعالى ـ على محمد -صلى الله عليه وسلم- ـ ومن غير تحريف ولا تبديل ـ هو الدين الذي رضيه ـ سبحانه وتعالى ـ للناس أجمعين في كل مكان وكل عصر منذ مبعث رسوله الأمين وإلى أن يقوم الناس لرب العالمين.
فالإسلام لعصرنا كما كان للعصور قبلنا، لكن إذا كانت نصوص الشرع لا تتغير ولا تتبدل؛ فإن أحوال الناس تتغير وتتبدل؛ فماذا يفعلون؟
يقول المتذبذبون: دعوا النصوص كما هي؛ لكن أعيدوا تفسيرها وأعطوها من المعاني ما يتناسب مع ثقافة عصركم كما أعطاها من سبقكم ما يتناسب مع ثقافة عصره؛ فإن النصوص وحي إلهي لكن فهمها جهد بشري. النصوص مطلقة لكن فهمها نسبي.
يقول الثابتون على الحق: لكن نصوص القرآن نزلت بلغة عربية ذات معانٍ محددة يعقلها العارفون بهذه اللغة ((إنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِياً لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ)) [يوسف: 2] ثم جـاءت السنة لتزيد المعاني اللغوية بياناً، ثم إن أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فسروا هذه النصوص بحسب ما فهموا من لغة القرآن والسنة التي كانت لغتهم، وبحسب ما سمعوا من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وبحسب ما شاهدوا من المناسبات التي نزلت بسببها الآيات، والأحوال التي ذكرت فيها الأحاديث، ثم جاءت الأجيال تلو الأجيال من أئمة المسلمين وعلمائهم لتَفْهم من نصوص الكتاب والسنة هذا الفهم نفسه كما تدل عليه مؤلفاتهم؛ فالقول بأنهم فسروا النصوص بحسب ثقافة عصورهم إنما هو مجرد وهْم تبطله الحقائق التاريخية.
5*تـرد و أنت لم تعقل بعد ما كُنتُ قد قُلتهُ ، لقد قلت أنا ما سياقه بالحرف :
[[[[[أفهم أخي العزيز معنى الفتنة الذي أقصده ؛ إنه ليس بالفتنة بمعنى أن يتبع المرء الشهوات ، إنما الفتنة هي ما يجبرك الآخرون وأقصد ولاة الأمور و أصحاب القوة والمكانة في المجتمع ، ما يجبرك هؤلاء من إنخراط في الشر بإحداث قوانين تخالف ما شرع الله ((و سأورد ذلك تفصيلا في مدونة الفتنةhttp://fitna.ektob.com)) و إن خالف ما إجتمعوا عليه فأنت المخالف و أنت الذي يعاقب ، من فتنة السكوت عن الحق و الرضا بالدياثة والفجور.. ]]]]
أم تراك يا أخي قرأت جيدا ما كتبت ، غير أنك لم تفهمه؟؟ قال تعالى : [و لقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن و الإنس ، لهم قلوب لا يفقهون بها ، و لهم أعين لا يبصرون بها ، و لهم آذان لا يسمعون بها]]
فيا أخي العزيز تريث ، قبل النصح ، فتعلم فيم تنصح .
6*تقول أنه توجد في بلاد الخليج منكرات يقوم منها شعر الرأس : لا يختلف إثنان في ظاهرة شيوع الفساد في ربوع الوطن الإسلامي ، إلا أنه و حسب ما سمعت من بعض الإخوان الثقات الذين يعيشون في تلك البلاد ، يقولون أنه لا توجد منكرات ظاهرة ، و لا أحد يجاهر بمعصيته ، و لنفرض يا أخي ما تقول من وجود تلك المعاصي ، هنا يصبح الكلام حول فتنة الشهوات ، لأن قوانينهم تتماشى مع الشريعة السمحة ، لا يأتيك قانون و يجبرك على الدياثة ، لا يأتيك قانون و يجبرك على التعامل الربوي .....و لا أعدد لك أخي العزيز ؛؛ و لنفرض أخي وجود تلك المعاصي ، إن السبب موجود ...إنه المال ، و ما أدراك ما فتنة المال ؟؟
جاءنا الخبر في كتاب ربنا وسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وإن من الفتن التي أخبر عنها ووقعت فيها هذه الأمة هي فتنة المال، وما أدراك ما المال، المال أذلّ أعناق الرجال، والمال غيّر المبادئ، والمال أنطق الرويبضة في أمر العامة، والمال أفسد أمور الدين والدنيا إذا أخذ بغير حق، والله سبحانه قد أخبر بأن المال مما فطر الناس على محبته وأنه شهوة من شهوات الدنيا، { الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ أَمَلاً } [الكهف:46]، وقال جل وعلا عن حال الإنسان مع المال: { وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبّاً جَمّاً } [الفجر:20].
وربنا قد أخبر عن هذه الحقيقة بأن المال فتنة: { وَاعْلَمُواْ أَنَّمَآ أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلاَدُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ } [الأنفال:28]، والله سبحانه قرر حقيقة باقية وسنة ماضية إلى أن يرث الأرض ومن عليها، وهي كذلك ميزان الله في الآخرة، أن المال ليس بمقياس على علو منزلة الإنسان عند الله لا في الدنيا ولا في الآخرة، وهذا من عدل الله ورحمته بالأمة مصداق ذلك ما جاء في التنزيل: { وَمَآ أَمْوَالُكُمْ وَلاَ أَوْلاَدُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِندَنَا زُلْفَى إِلاَّ مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَأُوْلَـئِكَ لَهُمْ جَزَآءُ الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُواْ وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ } [سبأ:37].
لكن فلننظر لحالنا في الجزائر : قال الرسول العظم صلى الله عليه و سلم: (( ثَلَاثَةٌ لَا يُكَلِّمُهُمْ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَلَا يُزَكِّيهِمْ ، وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ ، وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ، شَيْخٌ زَانٍ ، وَمَلِكٌ كَذَّابٌ ، وَعَائِلٌ مُسْتَكْبِرٌ )) [مسلم]؛ فمالذي يجعلنا نمشي في الأرض فرحين ؟؟و مالذي يدعونا للمجاهرة بالمعصية ؟؟؟ فلتتدبر أخي العزيز .
7* ترميني مرة أخرى بدعوى الإفتراء ... فلا أجيبك ؛ و تعود لتقول أن الإلتزام بالدين و الدعوة سهل ، فلتفرق أخي بين التدين و الدعوة ، و تقول أن مساجدنا مملوءة بالمصلين ؛ فلا يغرنك هذا يا أخي ، و لتسمع لقول نبينا محمد صلى الله عليه و سلم : [لتنقضن عرى الإسلام عروة عروة فكلما انتقضت عروة تشبث الناس بالتي تليها فأولهن نقضا الحكم وآخرهن الصلاة] فكم من ديوث صلى معي ، و كم من لص ينهب أموال الناس و العامة من منصبه صلى أمامي ، وكم من ... و كم من .....
سأحكي لك قصة جرت أمامي أمس(5من رمضان المبارك) ؛ بعد صلاة التراويح مباشرة قمت بفتح الإلكترونيات الذي أعمل به ، عند خولي رادفني أحد أبناء الحي ، و هو زبون لدينا ، لا يصلي ، مع العلم أنه متخرج حديثا من الجامعة و يعمل مدرسا ، أقول عند دخوله رن هاتفه النقال ، و إذ به يكلم فتاة ، و لأن هاتفه مزود بمضخم صوت ، ولأنه كان أمامي سمعت ما دار بينهما من حديث ، إلا أنني لم أكمل إستماع هذا الحديث لأنني قمت بطرده من المحل ..
لقد قالت له أنها كانت تصلي التراويح ، فضحك منها مستعجبا ، و أخبرها بكل فخر أنه لا يصلي ، و إذ بـها تستدرك خطأها قائلة له أنها لا تصلي طيلة العام إلا التراويح و ذلك كي تجدها ذريعة للخروج من المـنـزل بعد الإفطار ...
هل تنكر ياصديقي أن فتياتنا يخرجن للصلاة مختمرات لكن بثيابـهن المنزلية الضيقة و المشمرة و الشفافة ، من يملؤ مساجدنا غير الفتيات الصغيرات الذاهبات بغرض الفتنة ، أليس خير صلاة للمرأة الصلاة في منـزلـها ؟؟
يصلي معي في المسجد جار لي ، بناته كاسيات عاريات ، صخب الموسيقى المنبعث من منزله يصم آذان المارة و الجيران ، يعمل في قسم للبنك ، وتعاملات بنوكنا معلوم أنـها ربوية ، لا يتكلم مع أحد من الجيران ، لأنهم ليسوا من منزلته ، غير أنه لا يخلف صلاة في المسجد ....
أولئك من ملأ مساجدنا يا أخي ؛
و ليس التدين في التشمير ، و إطلاق اللحى يا أخي !!!!
8*||يوجد مجلبباتعلى رؤسهن تاج العفة والوقار لا انكر في المقابل وجود بعض العري واإنحلال لكن مانسبة هذا إلى ذ?ك||أليست هذه مغالطة؟؟ أينَ تراك تعد من ترتدي سروالا ضيقا مع خمار ؟؟ في صفوف الـمحجبات أم في صفوف السافرات ؟؟ ؛ فكم من مجلببة ؟؟ لعلك ستتذرع بانهن يقرن في بيوتهن و لا يخرجن ...أجيبك بأن كل من تجلببت في الجزائر هُـتك ســـترها ..
أيمكنها أن تستخرج بطاقة شخصية و هي تضع حجابها ؟ فوالله يا إخوتي إنه ليطلب حتى من العجوز ذات 60 عاما أن تأتيهم بصورة تنزع فيها حجابها ، حتى تقبل صورها في الوثائق الشخصية ... إنه منتهى الإضطهاد ، ثم لنقل أن هذه المجلببة إحتاجت عملا ً ، فخير لها أن تعمل من أن تمد يدها ، فمن تراه يشغلها ؟؟ مؤسسات القطاع العام التي لا يوجد على رأسها إلا كل فاجر كفار؟؟ أم مؤسسات القطاع الخاص التي لا يملكها إلا أراذل القوم ممن وضعوا حياتهم ملك شهواتهم .. ولبئس القوم الذين حكمهم حاكم حكمه في فرجه .
لكن السافرة العاهرة ، تفتح لها جميع الأبواب ، أليس في كل إدارة تقابلك عاهرة سافرة ، و إني و الله لأعني ما أقول بكلمة العاهرة ، إنهن يا إخوتي ليصرخن في وجوه الشيوخ و النساء العجائز ، و يجعلونهم ينتظرون الساعات الطوال ، لكن إن بدا لها شاب مليح الوجه ، ذو مال ، تجدها تتمايل و تمط جسمها كذوات الرايات و العياذ بالله .
إنكم يا إخوتي إن أتيحت لكم فرصة زيارة الجزائر ، سترون أنه لا يكاد يخلو محل من فتاة فيه ، سواء بائعة أو مكلفة بالخزنة ، حتى المحلات المختصة ببيع ملابس الرجال الداخلية ، حتى محلات بيع قطع غيار السيارات ..و أنكرها علي يا أخي طارق إن كنت فيما أقول كاذبا ؛ فلمَ لا تمنح فرص العمل هذه للرجال ، أليسوا هم المكلفين بتأسيس البيوت و فتحها ؟؟
ثم لــم َ تحصر إشكالنا في العري المنتشر ؟؟
إن العري لهو حقا إحدى كبر المصائب ، لكنني لم أشر إليه أبدا على أنه هو مصيبتي ، أو على أنه هو طامة الفتن التي تحدثت عنها ، فما أضيق عقلا يؤوّل الفتنة في ظاهرة تتحكم فيها نساء فاسقات ، فلتجعل فكرك يا أخي يسمو قليلا ً و لا تحصره في هذا ...
إن إشكالنا في القوانين التي تجبرنا على الدياثة و الفجور ...سأسألك يا أخي :
أيمكنك أن تلتحق بإحدى مؤسسات الدولة و أنت بلحيتك ، ألا تطلب منك الموظفة المكلفة بإستقبال الملفات أن تـنـزع لحيتك و تأتيها بصور و أنت حليق اللحية ... فيالك من ديوث إن خضعت لها ؛ هذا ناهيك إن أستدعيت للخدمة الوطنية ... ولنقف قليلا عند الخدمة الوطنية :
ندعوها في الجزائر الخدمة الوطنية، تدعى في بلاد أخرى خدمة العلم، إنها بمثابة الرباط في سبيل الله تعالى ، لكن هل تركها الطواغيت من حكام الجزائر و جنرالاتـها السفاحون – هذا رابط يبين لكم إخوتي مدى إنتهاك الجيش لحقوق الإنسان في الجزائر و مدى معاناة المجندين - رباطا في سبيل الله ؛ إنهم جعلوها أوكارا لخدمة مصالحهم الشخصية و محتشدات لتحطيم معنويات الشباب ، يحكي كثير من الشباب العائد منها كيف عانوا من الإهانات للإسلام ، إنه لم يمس كرامتهم أحد و لم ينتهكها أحد ، يتركونك تصلي لكن في أوقات فراغك ، لا صلاة جمعة و لاصلاة جماعة ، حلق اللحية يوميا ، تجد بعض القيادات العسكرية تخبرك في أول يوم تدخل فيه ، أن تنسى عائلتك –أليس هذا غاية في نكران الروح و إخضاعها لقانون الغاب؟؟- كما يخبرك أن لا ربَّ على الأرض ، الولاء للعلم ، فياله من ولاء لقطعة من القماش ، لم لا يتركون النية هي الرباط في سبيل الله ، ويتركون الشباب يؤجر عند ربه ، فمن هلك هلك على بينة ومن حيي فقد حيي على بينة ، لكن هيهات ...إنه العداء الـمستعر ضد الإسلام ، وقبل هذا و ذاك ، فإنه في اليوم الذي تذهب فيه للفحص الطبي لكي تجند ، لا يستقبلك الطبيب العسكري لوحدك رغم أنه قادر على ذلك ، لكنه يتعمد أن يقوم بفحص جماعي لجميع الحاضرين ، فيطلب منهم التعري في قاعة كبيرة إلا مما يستر عورتهم المغلظة ، و يا ويل من لم يرتد شيئا تحت سرواله ، و الأدهى من ذلك أن يكون الطبيب المكلف بالفحص إمرأة طبيبة عسكرية ، إنه غاية الإذلال و القهر ، فما دخل إمرأة في أمر يخص الرجال؟؟أمِن نقص الرجال الأطباء؟؟ لا والله ، إنما هو العداء للدين و الإسلام ...
يطاردون جميع من يريد الحصول على عمل من الرجال سواء في القطاع الخاص أو القطاع العام باستظهار بطاقة أداء الخدمة الوطنية أو الإعفاء منها ، يرهنون حياة رجل ولدته أمه رجلا ببطاقة و قطعة قماش ، حتى لو أراد السفر إلى دولة جارة كتونس مثلا فعليه إستظهار هذه البطاقة فياله من ذل ...و مؤخرا يصدر قانون من الرئيس العزيز على قلوب الجزائريين [الأكيد أن من يحبه هن العاهرات من بنات هذا الشعب و الدياييث من الرجال و بقية المستفيدين من الريع السياسي] : بوتفليقة ، قلت أصدر هذا الأخير قانونا يتم بموجبه إعفاء بعض الشباب من الخدمة الوطنية ، و قبل الحديث عن فئة أولئك الشباب ، يجب أن أشير إلى أنه قد تعالت زغاريد الفرح من بيوت من تحصلوا على بطاقة الإعفاء ، وي كأنهم تحصلوا على إفراج من السجن ...يقال أن الخدمة الوطنية تصيرك رجلا !!فهل يفرح الرجل من عدم كونه رجلا ؟؟؟
و بالعودة إلى طبيعة إلى من تحصل على بطاقة الإعفاء هذه نجدهم شبابا لم يكملوا دراستهم الثانوية أو الجامعية و لم يحاولوا الحصول على دبلوم حرفة ، فمعظمهم من الشباب المتسكع الذي يقضي وقته أمام أبواب الثانويات و المدارس للنظر في العاريات من الفتيات ، و محاولة إصطياد إحداهن ، فهم ممن لا حول لهم و لا قوة ...
فأقول لك أخي ..إذهب لتأدية واجبك الوطني و حافظ على دينك هناك ، فأعلم يقينا ً أن أبسط ما ستفعله هو حلق لحيتك و تدييثك ، هذا إن لم يـوقع إستمارة ذهابك و فحصك الطبي طبيبة إمرأة ...
9*ثم أجد تأخذ بـي حالفا مستغربا ، فأجدك تفخر بأن رئيسك يسب في الجرائد فأقول لك يا أخي :
اعلم أن الله شرع لنا على لسان أفضل خلقه شريعة كاملة في نظامها وتنظيمها كاملة في العبادات والحقوق والمعاملات كاملة في السياسة والتدبير والولايات جعل الولاية فيها فرض كفاية سواء كانت تتعلق بحكم الشرع أم بتنفيذ الشرع فالأول كالقضاء والثاني كالإمارة قال تعالى [يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ] فلا بد من ولي أمر ولا بد من طاعته والا فسد الناس قال النبي صلى الله عليه وسلم (( لا يحل لثلاثة نفر يكونون بأرض فلاة إلا أمروا عليهم أحدهم)) وقال صلى الله عليه وسلم (( إذا خرج ثلاثة في سفر فليؤمروا أحدهم)) فأوجب النبي صلى الله عليه وسلم التأمير في السفر مع انه اجتماع عارض غير مستقر فكيف بالاجتماع الدائم المستقر وجاءت هذه الشريعة الكاملة التي أوجبت الولاية لقيام الناس بالعدل جاءت بواجبات على الولاة وعلى الرعية وألزمت كل واحد من الولاة والرعية بالقيام بهذه الحقوق حتى يستتب الأمن ويحل النظام والتآزر بين الحاكمين والمحكومين ...
و حتى تستب الطاعة لبدَّ للحاكم من هيبة بين رعاياه ، لكن رئيسك بوتفليقة يقوم بتغيير سنن الله في الخلق من وجوب طاعته بصفته ولي أمر ، إلى السكوت عن بعض من يسبه في الجرائد ...والعبرة ليست في سب الحاكم ، إنما الفائدة في محاولة إصلاحه .... ...
هذا من جهة ، و من جهة أخرى لا يغرنك هذا السكوت يا صديقي ، انظر إلى الجرائد التي تنشر الصور الكاريكاتورية عنه ، تجد مديري نشرها كلهم كانوا يحتلون مناصب في الدولة ، حتى أن منهم من كان في الجيش الذي و كما هو معلوم من هم جنرالاته-إتبع هذا الرابط لمعرفة المزيد عن أغوال نهبوا ثروات الجزائر-؛ لكن بالمقابل نجد الرئيس ذاته يعطي الأمر بإلقاء القبض على الصحفي العلماني : "بن شيكو" و الأمر بمصادرة الكتاب الذي ألفه و تعرض فيه إلى الرئيس ، وإلى الآن لم تتم محاكمـتـه، ألا ترى صديقي العزيز ...أن هذا السباب والشتم الذي تراه حرا ما هو إلا مفبرك من طرف أجهزة الدولة ؟؟؟
فلتتدبر قليلا قبل النطق بأحكام لا تعلمها ، و لتكن حذرا قليلا فيم تقول :
واصنع كـماشٍ فوق أرض الشوك يحذر ما يرى*** لا تحقرنَّ صغيرة إن الجبال من الحصى
أخي إنه لم أكتب لك هذا الكلام حتى إنتظرت بقية حديثك الذي وعدت به ، فأرجو الله أن يكون في عمرك بقية ..
فأفيقوا أيها النائمون من سباتكم قبل الموت والعرض على المولى الديان ؛
تدبر كلامي واتعظ فإن الذكرى تنفع المؤمنين ؛ و اعلم أنه بعون الله و كرمه ، لن يستطيع أحد خنق صوتي -ولتذهب لهذا الموقع لتسمع أصوات الأحرار من بني وطني - أو يثبط من عزيمتي في بيان الأمر الذي آل إليه بلدي ، ولن يصلح أخر الآمة إلا بما صلح به حال أولها.إن أريد إلا الإصلاح ما استطعتوما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب .
وختاماً فإن دعاء الله عز وجل من أقوى الأسباب التي ينبغي على العبد أن يبذلها كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : (( إن الإيمان ليخلق في جوف أحدكم كما يخلق الثوب فاسألوا الله أن يجدد الإيمان في قلوبكم )) .
اللهم إنا نسألك بأسمائك الحسنى وصفاتك العلى أن تجدد الإيمان في قلوبنا ، اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا ، وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان واجعلنا من الراشدين ،
اللهم اهدنا واهد بنا واجعلنا سببا لمن اهتدي
اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون
سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين .