النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: مكانة الصيام في الاسلام

  1. #1
    التسجيل
    05-12-2004
    الدولة
    ][][@! S @ 3 o O o D ! A ® @ B ][][
    المشاركات
    1,567

    مكانة الصيام في الاسلام

    مكانة الصيام في الإسلام

    تمهيد: الصيام عبادة يؤديها المسلم امتثالاً لأمر الله تعالى لا رقيب عليه في تنفيذها إلا الله سبحانه، ونفسه المزكاة بالإيمان تاركاً ما اعتاد عليه في حياته مقبلاً عليه سبحانه في عبادته وما في ذلك من تهذيب للنفس وإشراق للقلب

    و للصوم مكانته الخاصة بين كل العبادات التي يؤديها المسلم فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه في الحديث القدسي: " كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به " وهو ركن من أركان الإسلام ثبتت فرضيته بالقرآن والسنة.

    يقول تعالى: { يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون، أياماً معدودات فمن كان منكم مريضاً أو على سفر فعدة من أيام آخر وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين، فمن تطوع خيراً فهو خير له وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون، شهر رمضان هدىً للناس وبينات من الهدى والفرقان، فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضاً أو على سفر فعدة من أيام أخر يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون } [ سورة البقرة: الآيات 183 _ 185 ].

    و أما السنة فمنها ما أخرجه البخاري عن طلحة بن عبيد الله أن أعرابياً جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أخبرني ما فرض الله عليّ من الصلاة ؟ فقال ل: الصلوات الخمسة إلا أن تطوع شيئاً. فقال: أخبرني ما فرض الله عليّ من الصيام ؟ فقال: شهر رمضان إلا أن تطوع شيئاً. فقال أخبرني ما فرض الله عليّ من الزكاة ؟ قال فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم بشرائع الإسلام. فقال: والذي أكرمك لا أتطوع شيئاً وأنقص مما فرض الله عليّ شيئاً، فقال رسول الله: أفلح إن صدق، أو دخل الجنة إن صدق.

    و أخرج البخاري في صحيحه عن عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " بنيَ الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة والحج وصوم رمضان ".

    و أجمع علماء الأمة على وجوب صيام شهر رمضان. وفي الخازن أن فريضة الصيام نزلت في السنة الثانية للهجرة وذلك قبل غزوة بدر بشهر وأيام. وقد صام النبي صلى الله عليه وسلم تسعة رماضانات في تسع سنين.

    و قال في روح البيان: اعلم أن الله تعالى أمرنا بصيام شهر كامل ليوافق عدد السنة في الأجر الموعود.

    لقوله تعالى: { من جاء بالحسنة فله عشر أمثاله } [ سورة الأنعام: الآية 160 ] فالشهر الكامل ثلاثمائة، وستة أيام من شوال ستون يوماً فإذا نقص يوم من عدد الشهر لم ينقص من الثواب

    أما قوله تعالى: { كُتبَ } أي فُرض، لكنه أبلغ في توكيد الوجوب من قوله صوموا. وقوله { كما كُتبَ } أي كما فرض على من قبلنا من الأمم والأنبياء حيث لم تخل منه شريعة إلهية منذ آدم عليه السلام. والتشبيه عائد إلى أصل الإيجاب لا إلى عدده ووقته وشروطه لعدم الدليل القوي المحيط بالتفاصيل والتشبيه لا يقتضي التسوية من كل وجه كقوله تعالى:

    { مثل نوره كمشكاة فيها مصباح } [ سورة النور: الآية 35 ].

    و قوله تعالى: { لعلكم تتقون } وقد حذف مفعوله، أي الله تعالى، ويعني لعلكم تتقون المعاصي لأن الصيام وجاءٌ للصائم أو { لعلكم تتقون } أي تنتظمون في سلك المتقين لأن الصوم من شعارهم. وقوله: { أياماً معدودات } أي موقتات بعدد معلوم قلائل وهي المبينة في قوله تعالى: { شهر رمضان } وقوله: { فمن كان منكم مريضاً أو على سفر } أي أو راكب سفر، فيه إيماء إلى أنه من لم يكن راكب سفر بل عرض له السفر أثناء السفر لا يفطر

    و قوله: { فعدة من أيامٍ آخر } أي فعليه صوم عدة أيام المرض والسفر من أيام أُخر إن أفطر، فحذف الشرط للعلم به. وقوله: { وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين } أي هو مخير بين الصوم والفدية ثم نسخ التخيير بقوله تعالى: { فمن شهد منكم الشهر فليصمه }. وقيل المعنى: { وعلى الذين يطيقونه } أي لا يطيقونه، أو أنه يستطيعونه مع المشقة البالغة، لأن همزة أفعل تأتي للنفي، يقول: أشكيته، أي: أزلت شكواه. وعلى هذا تكون الآية غير منسوخة حيث يقول ابن عباس: ليست بمنسوخة هو الشيخ الكبير والمرأة الكبيرة لا يستطيعان أن يصوما فيطعمان مكان كل يوم مسكيناً.

    و قوله: { فدية طعام مسكين } أي جزاء الإفطار _ طعام مسكين، فمن تطوع خيراً فزاد في الفدية فهو خير له، وأن تصوموا أيها المرخصون بالإفطار خير لكم من الفدية أو تطوع الخير أو منهما ومن التأخير للقضاء.

    و قوله: { إن كنتم تعلمون } أي ما في الصوم من الخير والفضيلة، والجواب محذوف أي: اخترتموه. ويعني: إن كنتم من أهل العلم والتدبر علمتم أن الصوم خير لكم من ذلك

    و قوله: { شهر رمضان } خبر لمبتدأ محذوف وتقديره تلك الأيام شهر رمضان _ ورمض احترق والرمضاء الحجارة المحماة بالشمس، وقيل سمي رمضان لارتماضهم من حر الجوع أو لارتماض الذنوب فيه. وقوله: { الذي أنزل فيه القرآن } أي ابتداء نزوله في شهر رمضان، أو أنه أنزل جملة واحدة إلى بيت العزة في السماء الدنيا ليلة القدر، ثم نزل به جبريل منجماً في ثلاث وعشرين سنة، وقيل أن نزول القرآن في شهر رمضان هو سبب اختصاصه بالصوم.

    و قوله: { فمن شهد منكم الشهر فليصمه } يوجب الصوم على كل من شهد الشهر، وعليه تكون ناسخة للآية المرخصة لإفطار المطيق لقاء الفدية. وفائدة أخرى أنه إذا جعل الشهر مفعولاً به، أي فمن شهد منكم هلال الشهر، كما تقول: شهدت الجمعة، أي صلاتها، فإنه يعم المقيم والمسافر ويكون قوله تعالى: { ومن كان مريضاً أو على سفر } مخصصاً لهذا العموم.

    و قوله: { يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر } دليل على عدم إيجاب الفطر لأنه معلل بوجوب العسر، فحيث لا يوجد العسر لا يجب الفطر، وحجة الجمهور في ذلك ما روى أنس بن مالك رضي الله عنه قال: سافرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان فلم يعب الصائم على المفطر ولا المفطر على الصائم. [ رواه الشيخان ].

    و قوله: { ولتكملوا العدة } علة لقوله تعالى: { فعدة من أيام آُخر }. وقوله: { ولتكبروا الله على ما هداكم } أي لتعظموه على هدايته لكم لما ضلّ عنه غيركم، أو لتكبروه عند تمام عدة الصوم تكبير العيد. وقوله: { لعلكم تشكرون } تشكرون نعمة الله برخصة الإفطار بالأعذار المذكورة ونعمة الهداية من الضلال

    و قوله تعالى: { وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعِ إذا دعانِ فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون } [ سورة البقرة: الآية 186 ]، وفي ذكره تعالى للآية الباعثة على الدعاء متخللة بين أحكام الصيام إرشاد للصائم إلى الاجتهاد في الدعاء عند إكمال العدة، بل وعند كل فطر. عن عبد الله بن عمرو قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " للصائم عند فطره دعوة مستجابة " [ رواه أبو داود ].

    و عن عبد الله بن عمر قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أفطر قال: " ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله تعالى " [ رواه أبو داود ].

    و قوله: { أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم } [ سورة البقرة: الآية 187 ] شروع في بيان أحكام الصوم، وهو ما تقدم أن المسلمين كانوا إذا أمسوا أحل لهم الأكل والشرب والجماع إلى أن يصلوا العشاء أو يرقدوا.

    و أن عمر رضي الله عنه باشر مرة بعد الصلاة فندم وأتى النبي صلى الله عليه وسلم واعتذر إليه، فقام رجال واعترفوا بما صنعوا بعد العشاء فنزلت [ أخرجه أحمد عن كعب بن مالك وأبو داود من حديث معاذ بن جبل ].

    و ليلة الصيام الليلة التي يصبح منها صائماً، والرفث كناية عن الجماع، وعدّي بإلى لتضمين معنى الإفضاء، وكني عن الإفضاء لتقبيح ما ارتكبوه. { هن لباس لكم وأنتم لباسٌ لهن، علم الله أنكم تختانون أنفسكم } ولذا سماه اختياناً من الخيانة.

    و اللباس السكن، وقيل: لا يسكن شيء لشيء كسكون الزوجين أحدهما للآخر، سميّ كل منهما لباساً لتجردهما عند النوم واجتماعهما في ثوب واحد. وقيل اللباس اسم لما يواري فيكون كل واحد منهما ستراً لصاحبه عما لا يحل له

    و قوله: { فتاب عليكم وعفا عنكم } إشارة إلى قبول المولى سبحانه عذر من اعتذر من الصحابة عن ذلك الفعل ونزول عفوه عنهم: { فالآن باشروهن } نسخ وتحليل لما كان محرماً بالنسبة إليهم والأمر للتخيير لأنه جاء بعد التحريم، والمباشرة إلزاق البشرة بالبشرة وكني به عن الجماع. وقوله تعالى: { وابتغوا ما كتب الله لكم } أي ما قدره في اللوح المحفوظ من الولد }.

    و قوله: { كلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر } [ سورة البقرة: الآية 187 ]، أورد البخاري عن عدي بن حاتم أنه عمد لعقالين أسود وأبيض فجعل ينظر إليهما حتى يتبينا، لأن الخيطين لا يطلقان في لغته على الليل والنهار فاستشكلهما حتى نزل قوله تعالى: { من الفجر }. وقيل لما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم قال له: إنك لعريض القفا. أي سليم القلب.

    و الصوم ليس مجرد الانقطاع عن الطعام والشراب والجماع فقط بل القصد منه صوم العبد ظاهراً وباطناً، فقوله: { كُتب عليكم الصيام } أي على كل عضو في الظاهر وكل صفة في الباطن، فصوم اللسان عن الكذب والفحش والغيبة، وصوم العين عن النظر وصوم السمع عن استماع المناهي وعلى هذا فقس الباقي.

    و في نسبته إليه سبحانه في الحديث القدسي: " والصوم لي " إشارة إلى أن الصوم من الصفات الصمدانية لاستغناء الرب جل وعلا عن مقومات الأجسام من الطعام والشراب والنكاح، فإذا تحقق الإنسان بمثل تلك الصفة برهة من الزمان فيكون قد تخلق بشيء من صفات الرحمن فيكون جزاؤه له تعالى لا بمقدار ولا بحسبان.

    و من ارتاض بهذه الرياضات فإن الله قريب منه يجيبه إذا دعاه بشرط استجابة الداعي لما دعاه إليه مولاه، فمن استكمل الإجابة كان من أهل الإجابة، ومن أخلَّ بها كان من أهل القطيعة والعياذ بالله
    و بهذه المكانة للصيام عند الله وبين جميع العبادات التي افترضها على عباده فقد تعين علينا نحن الأطباء أن ندقق كل التدقيق حين نفتي لمريض بالفطر، أو ضرر الصيام له ة إلا لزمنا ذلك وهو وزر لو تعلمون عظيم.


    كل عام و أنتم بخير


    اللهم أعنا على صيامه و قيامه


    أعاده الله علينا جميعآ باليمن و البركات


    و رحم الله من لم يعد عليهم من المســــلمين


    منقوول

  2. #2
    الصورة الرمزية ~*~سحابة صيف~*~
    ~*~سحابة صيف~*~ غير متصل فارسة الثقافة في منتدى الصوتيات والمرئيات الاسلامية
    التسجيل
    13-12-2004
    الدولة
    الإمارات العربية المتحدة
    المشاركات
    4,472

    مشاركة: مكانة الصيام في الاسلام

    جزاكِ الله خيراً على الموضوع
    وكل عام إنتِ وجميع الأمة الإسلامية بألف خير

  3. #3
    التسجيل
    24-01-2004
    الدولة
    قلب الوالدة
    المشاركات
    11,358

    مشاركة: مكانة الصيام في الاسلام


    عام و أنتم بخير



    اللهم أعنا على صيامه و قيامه




    أعاده الله علينا جميعآ باليمن و البركات







    و رحم الله من لم يعد عليهم من المســــلمين





    وإنتي بألف خير وعافيه

    واللهم أمين

    الله يجزيك خير أختي همس الورد على الموضوع القيم

    ويكتب أجره في موازين حسناتك

    في أمان الله

  4. #4
    التسجيل
    05-12-2004
    الدولة
    ][][@! S @ 3 o O o D ! A ® @ B ][][
    المشاركات
    1,567

    مشاركة: مكانة الصيام في الاسلام

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ranoosh
    جزاكِ الله خيراً على الموضوع
    وكل عام إنتِ وجميع الأمة الإسلامية بألف خير
    الله يعطيكي العافيه ويجزيكي يارب
    تسلمي أختي ranooshعالتواصل
    ولاعدمناكي

  5. #5
    التسجيل
    05-12-2004
    الدولة
    ][][@! S @ 3 o O o D ! A ® @ B ][][
    المشاركات
    1,567

    مشاركة: مكانة الصيام في الاسلام

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Life_End



    وإنتي بألف خير وعافيه

    واللهم أمين

    الله يجزيك خير أختي همس الورد على الموضوع القيم

    ويكتب أجره في موازين حسناتك

    في أمان الله



    الله يعافيك ويجزاك خير يارب
    ويسمع منك يارب ويعطيك الثواب
    مشكور عالمرور

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •