بسم الله الرحمن الرحيم ..
’’ أحكام صلاة الكسوف ‘‘
قال صلَّى الله عليه و سلم :
(( إنَّ الشمس و القمر لا ينكسفان لموت أحدٍ و لا لحياته، و لكنَّهما من آيات الله يخوِّف بهما عباده، فإذا رأيتم كسوفاً فاذكروا الله حتَّى ينجلي )) ، رواه الشيخان .
و بعد ..
فسيحلُّ غداً يوم الأثنين ــ بإذن الله ــ على جزءٍ من أقاليم الأرض ــ و منها سوريا و السودان و الجزائر ــ كسوفٌ للشمس في وضح النهار، و هو ــ وأيم الله ــ حدثٌ عظيمٌ، و آية من آيات الله التي يُرسلها ــ جلَّ و علا ــ إلى عباده تذكيراً و تخويفاً ، و من هنا أردتُ أن أذكِّر نفسي و إخواني بأحكام صلاة الكسوف ــ و التي تسمَّى صلاة الآيات ــ ، و المعتمد هو ما صحَّ في السنَّة لا غير، و الله أسأل أن يوفِّق الجميع لإخلاص العبادة له وحده، و إخلاص المتابعة لرسوله ــ عليه الصلاة و السلام ــ.
1- صلاة الكسوف سنَّةٌ مؤكَّدةٌ عند جمهور العلماء، يُستحبُّ للمسلم فعلها استحباباً مؤكَّداً، بل نقل بعضهم الإجماع على ذلك.
2- و ذهب بعض أهل العلم إلى وجوبِها؛ للأمر الوارد في الحديث.
3- والصواب هو قول الجمهور؛ لأنَّ الأمر بالصلاة جاء مقروناً بالأمر بالتكبير و الدعاء و الصدقة، و لا قائل بوجوب الصدقة و التكبير و الدعاء عند الكسوف، فكان الأمر فيها للاستحباب إجماعاً، فكذا الأمر بالصلاة المقترن بها، و الله أعلم.
4- وقتُ الصَّلاة من حين الكسوف إلى أن ينجلي.
5- اَّتفق العلماء على أنَّه لا يُؤذَّن لصلاة الكسوف و لا يُقام، و المستحبُّ أن ينادى لها بـ: ( الصلاة جامعة ).
6- السنَّة في صلاة الكسوف أن تُصلَّى جماعةً في المسجد، مع جوازها فُرادى، و الله أعلم.
7- يُسنُّ للنساء مشاركة الرجال في الصلاة.
8- تُصلَّى صلاة الكسوف ركعتين بركوعين، على الصحيح من أقوال أهل العلم لثبوته في السنَّة.
9- صلاة الكسوف جهريَّةٌ على الصحيح من قولَيْ أهل العلم لموافقته للحديث.
10- تكون القراءة في الصلاة طويلةٌ، و هي في الركعة الأولى أطول.
11- يُستحبُّ إطالة الركوع و السجود في الصلاة.
12- من فاته الركوع الأوَّل من الركعة الأولى لم يُدرك الركعة، و عليه الإتيان بها بعد سلام الإمام.
13- يُستحبُّ للإمام أن يخطب بالناس بعد الصلاة، فيُثني على الله ــ تعالى ــ بما هو أهله، و يُذكِّرهم أنَّ كسوف الشمس و القمر آيةٌ من آيات الله ــ تعالى ــ لا يخسفان لموت أحدٍ و لا لحياته، و يأمرهم بالالتجاء إلى الله و يحثَّهم على الدعاء و التكبير و الصدقة، و يُذكِّرهم بالله و يُخوِّفهم به ــ سبحانه ــ.
و في الأخير هذا ما تيسَّر لي التذكير به في هذه العُجالة، فمن أراد الوقوف على أدلَّة المسائل و أقوال أهل العلم عليها فليرجع إلى كتب الفقه و الحديث المتوفِّرة لديه.
و للفائدة أذكر المراجع التي اعتمدتُ عليها في هذه النُبذة المختصرة، و الزبدة المعتصرة، و هي :
1- ’’ صفة صلاة النبيِّ ــ صلَّى الله عليه و سلَّم ــ لصلاة الكسوف ‘‘ للشيخ العلاَّمة محدِّث العصر محمَّد ناصر الدين الألباني ــ رحمه الله ــ.
2- ’’ الموسوعة الفقهيَّة الميسَّرة ‘‘ (2 / 156-160 ).
3- ’’ بغية المتطوِّع في صلاة التطوُّع ‘‘ ( ص109-115 ).
4- ’’ النُّكت العلميَّة على الروضة النديُّة ‘‘ ( ص206-209 ).
و صلَّى الله على نبيِّنا محمَّد و علىآله و صحبه و سلَّم تسليماً، و الحمد لله رب العالمين.