صديقي -غَفرَ اللهُ لهُ - لا يصلي الفروض في أوقاتها خارج الشهر ، أو حتى يضع قدمه على عتبة المسجد ويفوّت تماماً أحياناً .. ولا يعرف القرآن مرّة في يومهِ ، ولمّا حلَّ رمضانُ استنفر البورصة و قفزت الاسهم ، و صار يصلي التراويح في المسجد بل ويزيد عليها بالقيام و أشرطة القرآن في سيارتهِ. و أنشأ خليّة فرعية من خلايا الهيئة في سيارته .
صديقي - الآخر - يتميّز بلسان يقطر سواداً ، وسواليفه كلها في محظورات، لمّا جاءَ رمضان صار الحديث عن كلِّ شيءٍ حراماً ، و "رمضانُ حلَّ ياخي !".
موسم الصيام ، والقرآن ، و يقظة الروح والفيمتو..
وتطول القائمة بالمواسم .. قصيرةً كانت أم طويلة
الله هو الله على مدارِ العام ، في شوّال و شعبان.. كما هوَ الله في رمضان، و القرآنُ هوَ القرآن. و الذنوب هيَ الذنوب.
زِد على ذلك أنَّ المسلسلات صارت جزءاً من روحانيّات رمضان ، فلا رمضان بلا "طاش"، أو " قرقيعان" ، و مسلسلات أخرى أكتفي باسمِ أحدها " اللقيطة " . و القائمة تطول. لا أعني بطبيعة الحال أنّي ضدَّ هذا. جميلة الأعمال الفنيّة لو يتخلصون من "التخمة الدرامية " التي ترافق تهمتنا في الطعام أثناء رمضان، فالأبُ يموتُ و الأمُّ تُشلَ و الولد يمرضُ مرضاً مميتاً، و اسقنا يا ساقي ! ، رمضانُ صارَ موطناً للتناقضات.
المصاحف تُشترى مع الفيمتو و السمبوسة و قمر الدين! ، و كأن كتاب اللهِ اقتصرَ على شهرهِ .. المصيبة أنه و بانتهاء رمضان يركنون المصحفَ في الأدراج و تُطفأ مشاعلُ المساجد.
أحدهم يقول " متى بيخلص رمضان و ننصى البحرين ؟"
مضحكٌ فينا تقلبنا.
و .. أبحر يا قبطان .. !