السلام عليكم ورحمة الله وبركته
والصلاة والسلام على اشرف الخلق أجمعين سيدنا ورسولنا محمد صلوات الله وسلامه عليه
كان في فراش الموت ينظر إلي مبتسم متأملأ فيني فتى صغير السن كبير الصفات وجهي تملأه الدموع بدأ يوصيني على نفسي قائلاً
يابني نحن في دنيا مترامية تترامى بها الأمواج يميناً ويساراً تراة ترى فيها ما يسرك وتراة ترى فيها مايبكيك فنحن بشر ونهايتنا محتومة ومعروفة ألا وهي الرجوع إلى خالقنا وبارءنا فلاتبكي يابني فدموعك مثل السهام تغرز في قلبي فلا تزيد علي المرض وأنصت وتثبت مما سوف أوصيك به...
حاولت تماسك نفسي وإنزال ستارة البهجة لأخفاء دموعي
فقال لي:يابني لقد ربيناك صغيراً ورأيناك وأنتا تنمو وتكبر أمام أعينا فلا تجعل تعبنا هدراً وكنا رجلاً في أفعالك وتصرفاتك ولاتجعلني أترك هذه الدنيا شاككاً أني لم أحسن تربيتك
أوصيك يابني بالحفاظ على الصلاة فلا تتركها يوماً ولاتتكاسل عنها فجراً حتى تنجي بنفسك في يوم لاظل إلا ظله صلاتك ثم صلاتك
فالصلاة عماد الدين وذرة الحساب
فإن صلحت صلح سائر عملك وإن فسدت فسد سائر عملك
وتقرب يابني من صديق الدين وأجتنب صديق الدنيا
حتى يكون لك خير أخ وخير عون وخير داعي
وأبتعد عن صديق الدينا فإنه مكيدة لحسناتك ومنبع لسيائتك
ولا تنسى أن تكون عادلاً ناصفاً لاتظلم أحد ولا تهجى أحد
كن حاسماً في قرارك ومشاوراً في أفعالك
منفذاً لأوامر ربك مجتنباً لنواهي نبيك
أرضي ربك حتى لوسخط عبده
كن صادقاً أميناً ولا تكن خائناً ظالماً
وأخيراً يا بني أوصيك أن تكون رجلاً صالحاً نافعاً
فالمسلم كالمطر ينفع أينما وقع
وما كاد أن يكمل وصاياه حتى جاته سكرات الوت
فهذا ما قاله أبي...