حديثنا هذه المرة عن
اعتزال الاعلاميات أو استمرارهن
--
في واقع الأمر كنت أستغرب حجم الضجة المثارة حول هذا الأمر لكن لم ألبث الا وبدأت في مناقشته مع نفسي وطرح التساؤلات عليها بعد تتبع بعضا من الروافد
كثيرا ما تثار علي ساحات النقاش الفنية أو الاجتماعية وأحيانا الدينية ظاهرة اعتزال الاعلاميات في مصر
ويتناولها الكثيريين كل بمنظوره
باختصار ففي أوقات معينة كانت تبرز أخبار عن اعتزال الاعلاميات وتتباين الأراء حول ذلك لكن الملاحظ أنها تبرز مع وجود مخاطب أو داعي اسلامي سرعان ما يتردد اسمه في كل بيت مصري وعربي .. في زمن الشيخ الشعراوي رحمة الله عليه كانت بوادر هذه الظاهرة وفي زمن عمرو خالد برزت الظاهرة للسطح من جديد
* في الأونة الأخيرة زادت أعداد المحجبات من الفنانات المعتزلات منهن أوالعائدات بشروط .. فاعتزلت بعضهن دون رجعة كشمس البارودي وشادية وهالة الصافي ونسرين وكاميليا العربي وزيزي مصطفي وسهير رمزي وهناء ثروت .... الخ ومنهن من عادت بالحجاب وبأدوار أكثر حشمة كعفاف شعيب ومني عبد الغني أو من عادوا مثلما كانوا كميرنا المهندس أو من عادوا لتقديم برامج دينية كسهير البابلي و شهيرة أو اجتماعية دينية كعبير صبري
والقائمة تطول
* وفي القناة الخامسة المحلية المصرية تابع الكثيريين ظاهرة أثارت اهتمامهم بشدة حينما تحجبت خمس مذيعات هم "غادة الطويل" و"هالة المالكي" و"أميرة شلبي" و"رانيا رضوان" و"أمل صبحي" فصدر قرار من التلفزيون المصري بمنعهن من تقديم برامجهن الي أعمال أخري من بينها اعداد البرامج بدلا من تقديمها .. وكان الرفض متعصب لدرجة أنه تم رفض تقديمهن لنشرة الأخبار الأجنبية في قناتهم المحلية بعد أن كانا من أكفأ وأقدم المذيعات في القناة وكانت كل واحدة فيهن تقدم عدد من برامج الهواء المباشر قبل التحجب
دافعت فاطمة فؤاد رئيسة القناة بقولها"ان العرف السائد في العمل التلفزيوني هو أن تكون المذيعة غير محجبة وأنها لا تستطيع أن تكسر القاعدة المتبعة" مضيفة أن التلفزيون المصري له قواعد وتقاليد يجب مراعاتها في العمل .. أنا كرئيس قناة لا أستطيع السماح بظهورهن علي الشاشة بالحجاب لأنني لا أملك صلاحيات ذلك.. اضافة الي هذا أنه لم يحدث من قبل معتبرة أنه لا يمكن أن تقوم مذيعة محجبة بتقديم برامج منوعات وأغاني كليب راقصة كذلك أوضحت أن تحويل المذيعات الي أعمال أخري يعتبر أمر مؤقت لحين البحث عن حل نهائي
ظلت القصة يتابعها الكثير يوما بعد يوم فقرأنا بعد ذلك عن رفع المذيعات الخمس بدعوي قضائية ضد وزير الاعلام السابق صفوت شريف يتهمنه فيها بابعادهن عن أعمالهن لارتدائهن الحاجب .. حسمت القضية سريعا وفازت المذيعات بحكم من المحكمة ينصرهم علي الوزارة لكن مع ذلك لم يتسني لأحد رؤيتهم علي الشاشة من جديد أو سماع أخر قصتهم
من المعلوم أن التلفزيون المصري يرفض منذ انشائه عام 1965 ظهور المحجبات علي الشاشة رغم عدم وجود قرار صريح بذلك وسبق وأن تم منع العديد من المذيعات المحجبات عن برامجهن ككاميليا العربي ونجوي ابراهيم وداليا شيحة وداليا خطاب باستثناء وحيد لكاريمان حمزة حينما قدمت برنامجا دينيا
* تحجب المذيعة خديجة بن قنه مذيعة قناة الجزيرة هي الأخري أثار تساؤلات وردود فعل سواء علي الساحة العربية أو الغربية
فما أرائكم في الموضوع .. هل تؤيدوا الاعتزال أم ترفضوه؟
لدينا بعض الأراء سنذكرها دون تعمق في شرحها ؟أو دراستها والتعقيب عليها
* البعض يري بوجوب اعتزال الاعلاميات وعدم عملها بالحقل الاعلامي وابتعادهم الكامل عن الآلة الاعلامية عملا برأي مدرسة من العلماء تري بأن في ذلك نوع من المخالطة أو الظهور الممنوع أمام الجمهور
* وطالما أننا نذكر كل الأراء فلابد ألا نغفل رأي الممثل المصري عادل امام حيث حذر من ظاهرة اعتزال الفنانات باعتبار مصر مستهدفة من بعض القوي المعادية لها ولأن الفن رمز قوي للبلاد العربية كلها .. لذا وقع الاختيار علي مصر في توجيه ضربة قوية كحرب بدأت ضد الفن المصري في الداخل والخارج حيث تم تكفير الفنانين بتغذية من الخارج"
كذلك أصحاب التيارات العلمانية والليبرالية الصارخة لها أراء مشابهة لا يمكن أن نغلفها .. غالبا ما تترك الحديث عن أحقية الاعتزال أو صحته أو خطأه في حين تشرع في الحديث عن الأسباب كما يترائي لها
* البعض يري بحتمية استمرار الاعلاميات في أعمالهن ومستعد لدعمهن اذا تطلب الأمر .. ايمانا بأن الاعلام العربي بشكل عام بحاجة للتغيير ليكون واجهة حقيقية للهوية الأصلية كهوية اسلامية عربية محافظة .. هوية تساهم في توجيه فن هادف واعلام هادف لا مضلل ولا اباحي ولا مهلك
* البعض يرمي بكل ذلك عرض الحائط ويشكك في توبة البعض وينتقد الأخريات فهن بظنه يرغبن في الفوز بالدنيا والأخرة ويستكثر ذلك عليهن .. كذلك يسخر من اعتزال البعض ثم عودتهم من جديد
فالي أي جانب تميلوا بأرائكم وما تعليقاتكم علي باقي الأراء وهل لكم المزيد من الأراء أم لا؟
أرجو لو كنت وفقت في وضع المادة المعلوماتية قبل أي حوار