وكأننا أمام إحدى الثلاثيات الكلاسيكية في* هوليوود إذ بدأ الجزء الثالث من دراما عائلة مالديني* في* فريق ناشئي* نادي* ميلان الايطالي* لكرة القدم*.
ومثله مثل كل الصغار في* سنه بدا كريستيان أبن قائد ميلان الحالي* باولو مالديني* وحفيد المدرب الشهير تشيزاري* مالديني* عصبيا ومتوترا في* أول مران* يخوضه مع فريق الناشئين في* سبتمبر الماضي*.
ومثل كثير من الاخرين كان الاب باولو والجد تشيزاري* بصحبة كريستيان* (٩ سنوات*) ولكن الفارق الوحيد بينه وبين* غيره تمثل طبعا في* اسم العائلة الذي* يشكل جزءاً* من تاريخ أحد أكبر الاندية وأشهرها في* العالم*.
وفي* وقت* يقترب باولو مالديني* (٧٣ عاما*) من الاعتزال* يتساءل المسئولون في* نادي* ميلان الذي* يطلق عليه لقب* (روسينيري*) أي* (الاحمر والاسود*) كلون لباسه الرسمي* إذا ما كان كريستيان الصغير* يمكنه أن* يساعد النادي* في* تحقيق المزيد من الانجازات في* المستقبل*.
وقد أعلن أدريانو جالياني* نائب رئيس النادي* أن القميص الذي* يحمل الرقم *٣ والذي* ارتداه باولو مالديني* خلال الاعوام ال*١٢ الماضية* ينتظر أن* يرتديه مالديني* آخر* يصعد من فريق الناشئين*.
وحتى الان لا* يعرف أحد بالطبع إذا ما كان القميص الذي* يحمل الرقم *٣ سيرتديه كريستيان بعدما* يعتزل والده إذا ما نجح اللاعب الصغير في* الوصول إلى الفريق الاول أم لا*.
ومن المستحيل أن* يعرف المرء منذ الان إذا ما كان كريستيان سيصل إلى النضج الكروي* الذي* وصل إليه والده وجده على الرغم من بعض الصفات الوراثية بالتأكيد*.. ولكن ربما* يمثل حمل لقب مالديني* عبئا ثقيلا على اللاعب الصغير*.
وقال باولو الذي* حضر المران مع زوجته عارضة الازياء الفنزويلية السابقة ادريانا فوسا ووالده تشيزاري* مالديني*: »أشعر بالقلق للضغط الذي* قد* يحدثه الاسم عليه*. فربما* يخلق له بعض المشكلات وهو في* عمر* يجب أن* يستمتع به*«.
وأصر باولو حتى الان على عدم منح أبنه أي* نصائح*.
وأوضح* »عليه في* الوقت الحالي* أن* يتوجه إلى الملعب ليستمتع بوقته*. كنت قلقا ولم أتمكن من أن أقول له شيئا ونحن في* طريقنا إلى هنا سوى أن الامر برمته مجرد لعبة وعليه أن* يأخذها على محمل اللهو*. بعد كل السنوات التي* قضيتها في* الملاعب لا أزال أعتبر أن كرة القدم مجرد لعبة*«.
وأضاف مدافع ميلان الذي* لعب أكثر من *٠٠٨ مباراة لفريق ناديه* »أنه* يذكرني* بنفسي* عندما توجهت لخوض أول مران لي*. كنت عصبيا وقلقا*«.
وقال أنجلو كولومبو رئيس قطاع الناشئين في* نادي* ميلان*: »لم نحدد له في* البداية مركزا معينا* يشغله لان ذلك أمر* يأتي* فيما بعد*«.
ومن المؤكد أن* يمنح كولومبو رعاية خاصة لمالديني* الصغير ومتابعة تقدمه باهتمام بالغ* في* فريق البراعم الذي* يلعب له حاليا*.
وتترادف قصة عائلة مالديني* عمليا مع قصة نادي* ميلان*.. فقد قاد تشيزاري* مالديني* الفريق إلى الفوز بكأس أوروبا على ملعب ويمبلي* في* لندن في* عام *٣٦٩١ وبعد أربعين عاما قاد باولو مالديني* النادي* ذاته للفوز باللقب الاوروبي* على ملعب أولد ترافود في* مدينة مانشستر الانجليزية وحصل هو شخصيا على الميدالية الذهبية الرابعة له في* هذه البطولة الاوروبية المهمة*.. وهو رقم لم* يصل إليه أحد باستثناء لاعب ريال مدريد السابق فرانشيسكو جنتو الذي* حصل على لقب هذه البطولة ست مرات*.
وكان تشيزاري* مالديني* يبلغ* من العمر *١٣ عاما عندما كان قائدا لفريق ميلان الذي* فاز في* ٢٢ مايو *٣٦٩١ بالكأس الفضية للمرة الاولى بعدما تغلب على بنفيكا البرتغالي*.. وعمل مالديني* الجد بعد ذلك في* مجال التدريب حيث تولى المهمة في* نادي* ميلان ومنتخبي* ايطاليا وباراجوي*.
أما باولو مالديني* فهو واحد من أنجح اللاعبين الايطاليين وأكثرهم تمثيلا للمنتخب الوطني*.
ولعب باولو للمرة الاولى مع ميلان في* ٠٢ يناير*٥٨٩١ وهو في* السابعة عشرة من عمره وظل وفيا لناديه حتى الان فهو لم* يلعب لناد* غيره*.
وسجل مالديني* حافل بالانجازات حيث حصل على لقب الدوري* الايطالي* سبع مرات وعلى كأس أوروبا أربع مرات وعلى الكأس السوبر الاوروبية أربع مرات وعلى كأس الانتركونتيننتال* (القارات*) مرتين وكأس إيطاليا مرة واحدة وكأس السوبر الايطالية خمس مرات*.
وعلى الرغم من مشاركته في* ٦٢١ مباراة دولية مع منتخب إيطاليا فإنه لم* يحقق أي* ألقاب معه*.. وقد لعب أول مباراة دولية له في* عام *٨٨٩١ وظل محتفظا بمكانه في* المنتخب حتى قرر الاعتزال دوليا بعد الخسارة المفاجئة لايطاليا أمام كوريا الجنوبية وخروجها من بطولة كأس العالم التي* أقيمت في* اليابان وكوريا الجنوبية في* عام *٢٠٠٢.
وخاض مالديني* مباراتين نهائيتين دوليتين كبيرتين خسر المنتخب الايطالي* أولهما أمام البرازيل في* نهائيات كأس العالم التي* أقيمت في* الولايات المتحدة عام *٤٩٩١ والثانية أمام فرنسا في* بطولة كأس الامم الاوروبية التي* أقيمت في* بلجيكا وهولندا عام *٠٠٠٢.
وبالطبع لا* يزال أمام مالديني* الصغير سنوات عديدة في* الملاعب ولكنه لو تمكن من تحقيق نصف ما حققه والده من إنجازات فإن عرض مسلسل عائلة مالديني* الدرامي* سيستمر بنجاح*.
الايام الرياضي