بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين سيدنا ورسولنا محمد صلوات الله وسلامه عليه
الصبر
مثل الجبل الذي تتوالى عليه الرياح
فكلما كان إيمانك بالله قوي كلما زادت قوة هذا الجبل بتمسكه بالأرض
وصار كما يطلق ياجبل ما بيهزك ريح![]()
فالجبل هو الصبر بحد ذاته والرياح هي الشدائد التي يمر بها الإنسان
الصبر
خلق عظيم ....أتصف به الخالق سبحانه وتعالى
وكانت من ضمن التسعة والتسعين أسم الذي ندعو بها الله
فالله سبحانه وتعالى هو مصدر ومنبع الصبر في هذا الكون العظيم
وما نتحلى به بخلق نطلق عليه بالصبر فهو لايساوي جزء من ذرة بالنسبة لصبر الله
فالله سبحانه وتعالى كريم بصبره علينا
فكر قليلاً يابني آدم وتذكر ...
مافعلته من معاصي وذنوب وجفاء...... يقابلك به الله بالعطاء من نعمه
نكرك لفضل الله وعدم شكرك على نعمه بل وسعيك إلى فساد البشرية .....ويقابلك به الله بالعطاء بالمزيد من نعمه
فسبحان الله ...!!!
أسأل الله الهداية لجميع المسلمين....
الصبر
أيضاً من صفات الحبيب المصطفى محمد صلوات الله عليه
صبر الكثير وتحمل الكثير من أجل هذه الأمة
صبر وتحمل الشدائد التي كانت تمارسها قريش عليه
وهناك العديد من المواقف التي توضح وتفسر لنا صبر محمد
فالصلاة والسلام عليك يا أب القاسم يارسول الله
الصبر
أتصف به خير القوم الصالحين الفالحين بإذن الله
لاننسى المسلمون الأولون الذي صبروا على عذاب قريش لهم حتى يرتدوا عن دينهم
ويعودا إلى عبادتهم للأصنام مرة أخرى
ومن هذا يتضح لنا أخواني الكرام أن كلما زاد إيمانك بالله زادت قوة صبرك
مهما كانت الشدائد التي تقابلك
للصبر
مقادير ...وجرعات...
فهناك الصبر على ما يطلق عليها بالمصائب
مثل الصبر أمام الأختبار الأكبر المسيخ الدجال
وعدم الرضوخ له
وهذه هي أعلى درجات الصبر
وهذه النوع يتطلب مقدرا عالي من الإيمان والثقة في دين الاسلام والخالق الله سبحانه وتعالى
{الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ }
وهناك مقدراَ أخرى وهو الصبر على الشدائد
مثل الصبر على شدائد الدنيا
من خساة في التجارة وما نحو ذلك
وهذا النوع الذي يلي النوع الأول
وهو أيضاَ يتطلب مقدراً عالي من الإيمان
وهذان النوعان هما إختبار للمؤمن وعلى قوة إيمانه وصبره
ويحاسب عليهما المؤمن
ويجزئ عليهما المؤمن بإذن الله
وهناك الصبر على الخلافات البشرية
مثل صبر الديان للمدين وخلاف ذلك
هذه ليست جميع مقادير الصبر ولكنها أبرزها وأهمها
الصبر
هي المرادف المعنوي والفعلي للجزع
فالجزع والأعوذ الله
هو التسليم للأمر دون صبر
وقد يكون عقب هذا الأمر أتباع معصية
والجزع هي نتيجة فعلية لقلة الإيمان في قلب المسلم
والجزع في رأي الشخصي هو تحذير للمسلم أنه في حاجة إلى المزيد من الإيمان
حتى ينجو بنفسه في يوم لاظل إلا ظله
هذا بعض ما قيل في شأن الصبر
أولاً في القرآن الكريم
بسم الله الحمن الرحيم
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ}
{وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ }
{ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ }
{إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ }
وفي أهم الأحاديث
الصبر عند الصدمة الأولى
طبعاً لا ننسى أن للصبر للحدود
لايصح أن لانقيد صبرنا لأن ذلك يؤدي إلى التمادي من الطرف الأخر
فهناك أمور عدة لايصح بها الصبر
مثل الحروب والتعدي على عرض وشرف وكرامةالإنسان
ومثل هذه الأمور
وفي النهاية أخوتي الكرام
أدعوا الله سبحانه وتعالى أن يهب لنا هذه النعمة العظيمة
وأن يجعلها في محل قلوبنا
عسى أن تكون شفيعة لنا يوم لاظل إلا ظله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته