أمهله الله عشر سنوات مبارزا بالمعاصي, ثم ...
"منذ عشر سنين لا أذكر أني صمت يوما واحدا من رمضان!". هكذا قالها الشاب الموظف متبجحا لزميله في العمل, بعد أن رآه يدخن خلف مبنى الجامعة في نهار رمضان. نصحه و سأله و لكن لم يجد إلا إصرارا و استكبارا "و إذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم و لبئس المهاد".
ولكن, أبى الله إلا أن يظهر فساده, و يرد مكره و استكباره بعد أن أمهله و أمهله, و لكن...
بعدها بأيام قليلة, ذهب ليبارز ربه مفطرا في نهار رمضان مرة أخرى خلف مبنى الجامعة عند موقف السيارات, و رمى بباقي السم الذي يتناوله على الأرض, ظن أنه رمى بها على كتلة من رمال البناء, و لكنها كانت كتلة من نشارة الخشب – أقسم لي حارس الأمن أن من يراها يظنها كومة رمل – و ذهب إلى مكتبه, و لم يعلم أن الله يدبر شيئا آخر فقد رآه من حيث لم يره البشر " يستخفون من الناس و لا يستخفون من الله". بدأت الكومة بالاشتعال, فرأى عامل النظافة النار, فصاح بحارس الأمن الذي بدوره أخمد النار قبل وصولها للسيارات القريبة. فتح مكتب الأمن تحقيقا في الحادثة, وقع الشاب, و انفجرت الفضيحة, و طرد من العمل. وأما أبوه و الذي يشغل منصب مدرس قدير فلم يدر ما يقول, و لا أين يضع رأسه بين الناس, فوجوههم ترمقه, فهو من أرسل ابنه ليدرس في الخارج, فكسب الشهادة, و لكنه خسر دينه و دنياه.
حصلت في رمضان السابق, في مكان عملي في الجامعة.
أسأل الله أن يسترنا و يهدي عاصينا, و أن يتوب علينا و على المؤمنين.
