"من أين خرجت السمكة؟!!" (الجزء الثامن)
"من أين خرجت السمكة؟!!" (الجزء الثامن)
فقلت: لا حول ولا قوة إلا بالله.. كان عندي أمل أن أنجو..
فقالوا: انظروا ما الذي بقي له..
قالوا: بقي له .. فإذا بجوع زوجتي وجوع ابني وجوعي جاء على شكل مجسم..
قالوا: ضعوه في الميزان.. فوضع بالميزان وأخذ الميزان يثقل ويثقل حتى صارت كفة الحسنات قريبة من كفة السيئات ولكن ما زالت كفة السيئات أثقل.. وكادوا يأخذونني إلى النار.
فقالوا: هل بقي له من شيء؟
فقالوا: نعم بقي له شيء صغير.. دمعة المرأة عندما بكت عندما أطعمتُ ولدها.
فقالوا: دمعة صغيرة ماذا تكفي؟
فقالوا: لا بد لنا من أن نزنها.
يقول ابن مسكين: دمعة فرح.. أدخلت السرور على قلب محتاج بكت من أثر المعروف في نفسها ومن إيثار ابنها على أهلي فوضعت في الميزان.
وإذ يحدث أمر عجيب [ هذا كله رؤيا يحدث الناس بالرؤيا التي رآها ].. إذ الدمعة تكبر وتكبر والميزان يثقل والدمعة تكبر أكثر وأكثر حتى صارت كالبحر.. وإذ سمكة عظيمة تخرج من داخلها فيثقل الميزان، ميزان الحسنات..
فيقولون: لقد نجا.. لقد نجا ورجع الميزان..
وصرختُ صرخة: الحمد لله نجوت.. واستيقظت وأنا أقول جملتين..
الأولى: من أين خرجت السمكة؟ هذه السمكة التي نجتني يوم القيامة من أين خرجت؟...
خرجت من التقوى لله ومن التوكل عليه ومن إيثار المحتاجين..
والجملة الثانية التي قلتها: لو أطعمنا أنفسنا ما خرجت السمكة..
لو أكلنا أشياء فيها قليل من حرام وقليل من أموال ربوية وغش وكذب وخداع.. يضيع الإنسان في الدنيا والآخرة...
هذا المعنى الجليل معنى التوكل على الله.. يا من يعيش في حاجة ثق بربك ولا تقرب الحرم.. اعمل الخير وآثر المحتاج.. قال تعالى: ((ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة)).
المعاني التي نتعلمها من قصة السمكة معاني جميلة تذكروا من أين خرجت السمكة من التقوى والإخلاص والوعظ وصدق التوكل على الله عز وجل.
"تم بحمد الله وتوفيقه"
اسمحوا لي على الإطالة في هذه القصة ولكن أحببت أن أنقل لكم القصة كاملة لمزيد من العبرة والعظة والسموحة
أخوكم
منواش ( أنوش)