غمر الغسق الجبال بلونه الأرجواني ......فتناثرت غيوم في الأفق الكئيب
متعثرة في خطواتها .....
وهى تسلك الشعب المنحدرة من أعالي الجبل .
وفجأة ....... هبت الرياح عاصفة .......
على وهج أنوار الغروب .......
لتوقظ في النفوس ذكريات خفية .لتأجج في القلوب ثورة من الكلمات ....
كالسهام تخرق معانيها ....
في السكون العميق ....
وكالهواء المندفع من مغاور الجبال ....
يهب قويا .... حرا ومنشدا .....
فيرتعش البحر متراقصا لهبات نسماته .
عندما نتصفح الماضي .....
تلازمني ... بل تكاد
تلتصق بنا ذكرياته
فتضيء لنا كالشموع ......
ظلام ألأيام .....
وكل صفحة من صفحات التاريخ
تشهد بأن الجراح لم تندمل .......
ألم يحن لنسيم الحرية أن يعبق الأرض بأريجه
ليحيى النفوس المتعطشة ........
لقد أنقضت أحزان
ترددنا في الربيع .....
وأذاب الصيف ثلوج صمتنا
فأصبحنا وكل جوارحنا ......
تتوق ألي معانقة ينابيعك الباردة
فقلوبنا بشوق ألي مطرك
تنزل عليه بردا وسلاما ....
فألي متى سنبقى نتفيىء الظل طويلا ....
فلتحيا يا جبلي ....
عبر الزمن مرفوعة رايتك فوق القمم
بأرواحنا نفديك ......
ونقدم كل نفيس وغال ....
أجدادنا سطروا أقلام من ذهب
تركوا لنا أمجادا وبطولات
بدماء شهداء المعطرة .... وعلى جدران الكهوف
سطر أجدادي أسطورة حياتهم
بحروف التيفيناغ الأمازيغية الخالدة ....
فشمس فجرك ستنسج ....
خيوط مضيئة لتنور الدروب المعتمة ...
وسماؤك قد توشح بأكاليل من النجوم ....
معلنة عيد ربيعك قد لاح في الأفق .....
٭تانميرت ...
